خطيب المسجد الحرام: الخلق الحسن للإنسان كالماء للسمك

قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم ، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن النفس إذا انهمكت في دنياها صار لانهماكها رجع صدى في خلقها وتخلقها.

الخلق الحسن كالماء للسمك 

وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن النفس إذا لم يتعهدها صاحبها في غمرات الدنيا ومهامه زخرفها، ساء طبعها فاعوج خلقها، وخرج من مسار الحسن إلى مسار القبح، والنفس بلا خلق حسن هباء منثور، وسوء عاقبة وثبور.

وتابع:  إذ ما قيمة النفس بلا أخلاق ، وما معنى الحياة إذا لم تكن في دائرة الخلق الحسن، الذي هو للإنسان كالماء للسمك، فما الظن بالسمك إذا فارق الماء، مشددًا على أن الدنيا دار ممر، والآخرة دار مقر، فخذوا من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم.

حياة لا تقودها الأخلاق 

وأوصى ، قائلاً: أقبلوا إلى ربكم في دنياكم قبل أن يخرج منها أرواحكم وأبدانكم، فإليها جئتم ولغيرها خلقتم، وفيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون.

وشدد على أنه يجب على كل مسلم ألا يطغى انهماكه المعيشي على قاعدته الأخلاقية، وإن حياة لا تقودها الأخلاق ما هي إلا ولَّادة أثرة وجشع، و كذب ومذق وحسد، وقسوة وتشاحن، وتكاثر وتباغض، ولا عجب في ذلكم فتلك العصا من تلك العصية، ولا تلد الحية إلا حيية.

وأضاف أن الأمم لا تنهض إلا بما تحمله من سجايا صالحة، وأخلاق كريمة، لا بما تملكه من حطام الدنيا وزخرفها، فإن حظوظ الدنيا تأفل وتزول، والأخلاق تظل راسية رسو الجبال « فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ » .

الأخلاق الطيبة مصالح

وأكد أن الأخلاق الطيبة مصالح كلها لا مفسدة فيها، وهي السراج الوهَّاج، الذي ما بعث رسول الهدى صلى الله عليه وسلم إلا ليتمم ضوءه للناس كافة، كما في قوله الثابت عنه: “إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق”، فلله ما أزكى هذا القائل، وما أزكى قوله، كيف لا والذي بعثه بالحق هو من قال عنه:« وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ».

وأشاف أن وصف خلقه بأنه عظيم: فيه إشارة إلى أن الأخلاق بالنسبة للناس كالأرزاق، فمنهم الغني، ومنهم المتوسط، ومنهم الفقير، ومنهم المفلس بلا أخلاق، وأمثال هذا هم شرار الناس، ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لأم المؤمنين عائشة: “أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس اتقاء .