الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاقات تاريخية وتعاون مستمر..3 قضايا هامة على طاولة المفاوضات بين السيسي ودودا

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع الرئيس البولندي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، الرئيس البولندي أندجيه دودا بقصر الاتحادية حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.

وشهد اللقاء بين الرئيسين عقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس السيسي بزيارة الرئيس البولندي إلى القاهرة، والتي تكتسب أهمية خاصة، كونها أول زيارة رئاسية بين الجانبين، رغم امتداد العلاقات الدبلوماسية المشتركة عبر قرن من الزمان، مؤكداً أن الزيارة في هذا التوقيت الحيوي تعكس مدى الأهمية التي يوليها الطرفان للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والحرص المشترك على الانتقال بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً.

تطوير العلاقات المصرية البولندية

وخلال المباحثات، أعرب الرئيس السيسي عن اهتمام مصر البالغ بتطوير التعاون مع بولندا في إطار تجمع دول فيشجراد، والذي يضم إلى جانب بولندا كلاً من التشيك والمجر وسلوفاكيا، وذلك لتعزيز أطر التعاون بين مصر وذلك التجمع الإقليمي الهام، نظرًا لأنه يتضمن دولاً صديقة، ومتشابهة الفكر والأولويات مع مصر، لاسيما في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية وبناء القدرات.

كما أعرب الرئيس البولندي عن تقدير بلاده الكبير لعلاقاتها التاريخية الممتدة والمتميزة مع مصر، مؤكداً الحرص على الاستمرار في دفع تلك العلاقات، في ظل ما تمثله مصر من ركيزة هامة وأساسية للاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، خاصةً ما يتعلق بتعظيم العلاقات الاستثمارية بين البلدين، في ضوء الصلابة التي أظهرها الاقتصاد المصري تجاه التحديات والأزمات العالمية المختلفة، وما تتيحه المشروعات القومية الكبرى الحالية في مصر من فرص استثمارية ضخمة، لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

أهم القضايا على طاولة المباحثات

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن العلاقات المصرية البولندية علاقات مهمة وجزء منها مرتبط بالزيارة في هذا التوقيت.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس البولندي ناقش مع الرئيس عبد الفتاح السيسي قضيتين، الأولى الخاصة بالتطورات الجارية في الأزمة الروسية الأوكرانية، والقضية الثانية الملفات الخاصة بين البلدين.

وأشار إلى أنه سيكون هناك منتدى اقتصادي بولندي مصري، وسيكون هناك لقاء أيضا مع الجالية البولندية في مصر، كما سيتم مناقشة أزمة الغذاء العالمية وسيتم التطرق أيضا إلى ملفات التعاون الاقتصادي على رأسها ملف الغاز.

ولفت فهمي إلى أن الرئيس البولندي سيلتقي أيضا مع البابا تواضروس وشيخ الأزهر في إشارة مهمة بالحرص على الانفتاح على المؤسسات الدينية في مصر.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن مصر واحدة من الدول التي تستورد الكثير من الحبوب الغذائية من روسيا وأوكرانيا، بالتالي سيكون هذا الملف الأهم على طاولة المفاوضات لاعتبارات متعلقة بنمط العلاقات المصرية البولندية، لافتا إلى أن هناك حرصا مشتركا في هذا الإطار.

المنتدى الاقتصادي البولندي المصري

وأوضح فهمي أن زيارة الرئيس البولندي ستستغرق 3 أيام، وهناك اهتمام كبير لتطوير العلاقات بين البلدين خاصة أن المنتدى الاقتصادي البولندي المصري سيناقش العديد من القضايا الهامة في ظل أن المنتجات الزراعية استحوذت على 20% من إجمالي القضايا التجارية العالمية، فضلا عن قيام مصر باستيراد القمح البولندي خلال الفترة القادمة.

ولفت إلى أن مصر تريد تحفيز الاستثمارات البولندية خاصة في مجال المنتجات الزراعية والألبان والشراكة بين المنطقة العامة لقناة السويس ومنطقة كاتوفيستيا الاقتصادية البولندية، والهدف من هذه الشراكة هو إنشاء منطقة صناعية بولندية في العين السخنة.

وتابع: "سيكون هناك أيضا مشاورات بالنسبة للمنتجات الأخرى منها تنمية الثروة السمكية وآخر التطورات في مجال استصلاح الأراضي، حيث إنه سيكون هناك مذكرة تفاهم في مجال الأبحاث الزراعية وغيرها".

واختتم فهمي قائلا: "الزيارة ستكون ناجحة وسيكون لها نتائج مبشرة، وتؤكد على الحضور المصري في قلب التفاعلات الإقليمية والدولية ما تمثله بولندا من أهمية كبيرة في نطاقها الأوروبي".

تعميق التعاون المشترك بين البلدين

ومن جانبهما، تناول الرئيسان خلال الاجتماع، سبل تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والبولندي، حيث تم التوافق على تكثيف الزيارات الثنائية المتبادلة على مختلف المستويات، بهدف تعميق التعاون على جميع الأصعدة ذات الاهتمام المشترك، لاسيما في الشق الاقتصادي للعلاقات والذي ينطوي على الكثير من الفرص الواعدة في قطاعات  مختلفة أهمها زيادة حجم التبادل التجاري، وكذلك نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة البولندية في مصر، إلى جانب مجالات السياحة والتحول الرقمي والطاقة الجديدة والمتجددة.

شهد اللقاء أيضاً استعراضاً لعدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، بما فيها جهود مصر في مواجهة ظاهرتي الهجرة غير الشرعية والإرهاب، والتي تعد محل إشادة وتقدير من كافة الأطراف الدولية ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي.

كما تم التباحث بشأن استعداد مصر لاستضافة القمة العالمية للمناخ COP 27 في شهر نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، وسبل الاستفادة من الخبرات البولندية في هذا الصدد في ظل استضافتها لثلاث دورات سابقة للقمة؛ وتم التوافق كذلك بشأن أهمية تعزيز التعاون بين البلدين فيما يتعلق بالشق الموضوعي للقمة، وذلك لدعم استقرار التنمية الاجتماعية والاقتصادية أثناء تطبيق إجراءات التخفيف والتكيف مع آثار التغير المناخي.

التباحث في القضايا الإقليمية والدولية

وتطرقت المباحثات إلى عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز جهود تسويتها من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية.

كما تناولت المباحثات الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمي، حيث أوضح الرئيس البولندي وجهة نظر بلاده إزاء مسببات الأزمة وسُبل التغلب عليها، كما استعرض الرئيس السيسي وجهة النظر المصرية إزاء الأزمة والموقف المصري في هذا الصدد، والذي يقوم على أساس تناول كافة السبل المؤدية إلى التهدئة والتوصل إلى حل سلمي للنزاع وبذل كل الجهود من أجل تحقيق ذلك سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو الدولي.