التغيرات المناخية تغزو اليابان.. حرارة الأرض ترتفع وظواهر جوية غريبة تضرب الكوكب

تشهد اليابان ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، والتي وصلت إلى مستويات قياسية، فيما تعد أسوأ موجة حر تتعرض لها البلاد منذ 150 عاما، ما دفع السلطات اليابانية للتحذير من احتمالية عجز الطاقة الذي قد يهدد البلاد مع دعوات للمواطنين لتوفير الطاقة قدر الإمكان، ولكن على جانب آخر توصى الحكومة باستخدام المكيفات، وتفادي الإصابة بضربات الشمس، وسط تزايد عدد الحالات التي نقلت إلى المستشفيات لتلقي العلاج من آثار ارتفاع درجات الحرارة.

شاكر أبو المعاطي: التغيرات المناخية أثرت على الخريطة الصنفية للمحاصيل الزراعية.. فيديو

برنامج الأغذية العالمي: لا نستبعد تفشي أوبئة جديدة في ظل التغيرات المناخية

طوكيو تشهد ظواهر غير مسبوقة

خبراء الطقس في اليابان حذروا من إمكانية استمرار ارتفاع درجات الحرارة، خلال الأيام المقبلة، بعدما أصبحت الموجات أكثر تكرارا وشدة، وتستمر لفترات أطول بسبب التغيرات المناخية الناتج عن انبعاثات الكربون والغازات الدفيئة.

وسجلت درجة الحرارة في العاصمة اليابانية طوكيو، 35 درجة، أمس الأربعاء، إلى جانب احتمال ارتفاع درجات الحرارة بشدة اليوم، الخميس، وهو اليوم الخامس على التوالي، لتصبح الموجة الحارة التي تضرب اليابان هي الأعنف على الإطلاق منذ بداية تسجيل بيانات الطقس عام 1875.

وشهدت مدينة إسيساكي شمال شرق العاصمة طوكيو، ارتفاع درجات الحرارة لأعلى من 40.2 درجة، وهو ما يشير إلي مستويات قياسية غير مسبوقة.

نهاية موسم المطر قبل موعده

عادة ما يكون طقس اليابان في يونيو، مطيرا، لكن الأرصاد الجوية اليابانية، أعلنت نهاية موسم المطر في طوكيو والمدن المجاورة لها الاثنين الماضي، أي قبل 22 يوما من الموعد المعتاد، هو ما يسلط الضوء على النهاية الأسرع على الإطلاق لهذا الموسم منذ عام 1951.

أما عن حالات ضربات الشمس، فقد قالت خدمات الطوارئ إنها نقلت 76 شخصا على الأقل إلى المستشفيات في الفترة الأخيرة.

اليابان، هي حلقة أخرى تضاف إلى سلسلة التغيرات المناخية التي تضرب العالم منذ سنوات، فقد شهدت الأرض مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بحوالي 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

ارتفاع درجة حرارة الأرض

ويقدر خبراء التغيرات المناخية، أن الفرق بين متوسط درجة حرارة الأرض اليوم ومتوسط درجات الحرارة في العصور الجليدية هو 5 درجات مئوية فقط، لكن درجة واحدة كافية لإحداث حرائق في الغابات والجفاف والفيضانات في البحار والأنهار.

ويرجع السبب في هذه الظواهر، إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتراكمة، الأكثر تأثيرا في التغير المناخي، وقد بدأت في الارتفاع خلال الثورة الصناعية، خاصة بعد عام 1850، ما يعني أن البلدان الأكثر تقدما مثل الولايات المتحدة، والتي انتقلت مبكرا إلى نظام اقتصادي قائم على الوقود الأحفوري بشكل كبير، لها دور كبير في التأثيرات المناخية التي نراها اليوم حول العالم.

الدول الأكثر تضررا

ومن الدول التي تأثرت بالتغيرات المناخية، وفق مؤشر "مخاطر المناخ" لعام 2020، والذي تم تقديمه خلال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في مدريد "كوب 25" (COP25)، واستند إلى معلومات 2018، فجاء كالتالي:

اليابان أكثر الدول تضررا

• عانت من أمطار غزيرة جدا وموجات حر.
• تعرضت لزلزال أوساكا الذي بلغت درجته 5.3 درجات على مقياس ريختر.
• تسببت أحداث الطقس في وفاة أكثر من 1200 شخص.
• عانت من خسائر اقتصادية قدرت بـ35 مليونا و839 ألفا.

ألمانيا في المرتبة الثالثة

جاءت ألمانيا في المرتبة الثالثة، وتعرضت للتالي:

• ضربت ألمانيا موجات حرارية هي الأشد في التاريخ.
• تسبب هذه الموجات في أضرار تجاوزت 3.5 مليون دولار في القطاع الزراعي.

ظواهر مناخية.. ألمانيا - بلجيكا - هولندا

شهدت ألمانيا وبلجيكا وهولندا، يوليو عام 2021، هطول 150 ملليمتراً من الأمطار في يوم واحد بعد أسابيع ممطرة أدّت إلى تشبّع التربة تماماً، لتتشكل موجة فيضان جرفت الحطام الذي اجتاح القرى، وهدم المنازل في مناطق عدة، وذلك نتيجة اجتياح منخفض بيرند الجوي، متسبباً في تساقط الأمطار بغزارة.

وفي تقرير لصندوق النقد الدولي، يحذر من أن حوالي 60%، من سكان العالم حاليا يعيشون في بلدان معرضة لعواقب تغير المناخ، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى 75% بحلول نهاية القرن الحالي.

من جانبها، قالت الأمم المتحدة إن ثلث سكان العالم، خاصة في الدول الأقل نموا والجزر، ليس لديها نظام إنذار مبكر، موضحة على سبيل المثال أن 60% من سكان أفريقيا معرضون تماما لتأثيرات الكوارث المناخية.