منذ اللحظة الأولى في أزمة غزة، أثبتت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها القلب النابض للأمة العربية، والداعم الثابت للقضية الفلسطينية، صامدةً أمام كل الضغوط السياسية والإقليمية والدولية.
مصر لم تتخل عن موقفها المبدئي الرافض لتصفية القضية الفلسطينية، وتمسكت بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، معتبرة ذلك جوهر القضية وأساسًا لأي حل عادل.
لم تغب عن فكر الرئيس السيسي، للحظة واحدة، معاناة الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، ولم تكن القضية مجرد بند على جدول أعمال اجتماعات رسمية، بل كانت في صميم اهتماماته الشخصية والسياسية.
كان يتابع تطوراتها عن كثب، يدافع عنها بقوة في كل لقاء، محليًا ودوليًا، متمسكًا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
رغم الإغراءات والضغوط الهائلة، رفض الرئيس السيسي أي مساس بحق الفلسطينيين أو محاولة تهجيرهم من أرضهم.
كان يؤكد دائمًا أن القضية الفلسطينية ليست نزاعًا إقليميًا عابرًا، بل هي مسألة وجود وهوية، وأن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعيش بأمن وسلام على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
رغم المخاطر والتحديات، ظلت مصر المعبر الإنساني الوحيد لقطاع غزة المحاصر، محافظة على فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية، رافضة إغلاقه أو الانسحاب، مع الحفاظ على أمنها القومي وسلامة حدودها.
تعاملت مصر مع الأزمة بحنكة وعقلانية، ورفضت الانجرار وراء استفزازات قد تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع في المنطقة.
كان الحفاظ على الدولة وأمنها القومي هو الهدف الأسمى، ما جعل كل خطوة تتخذها محسوبة ومدروسة بعناية، بما يضمن التوازن الإقليمي واستقرار المنطقة.
واجهت مصر بشجاعة وصراحة كل محاولات التهجير القسري أو إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء، مؤكدة أن حدودها خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولن تسمح باستخدام أراضيها كساحة لتصفية القضية الفلسطينية.
لم تكن مصر وسيطًا عابرًا فحسب، بل كانت قيادة حقيقية في إدارة مفاوضات وقف إطلاق النار، محافظة على خطوط اتصال مفتوحة مع كافة الأطراف، ما عزز من هيبتها ومكانتها على الساحة الدولية.
بفضل جهود مصر المتوازنة، تم تجنب انزلاق الصراع إلى حرب إقليمية شاملة قد تلتهم الجميع، ما يعكس الدور الحيوي لمصر في تحقيق الأمن والاستقرار، ودورها كحامي للأمن القومي العربي.
جاءت مواقف مصر صدى لصوت العقل والضمير في مواجهة آلة الحرب والدمار، وهو ما لاقى إشادة واسعة منظمات المجتمع المدني، التي رأت في مصر القلب النابض للأمة العربية، والدرع الواقية لأشقائها الفلسطينيين.
وما تحقق هو انتصار للإنسانية والكرامة، وشهادة على أن مصر بقيادتها الحكيمة لا تتخلى عن القضية ولا عن أشقائها في المحن.
في العديد من المناسبات الرسمية، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على منع اتساع الصراع في غزة، ووقف نزيف الدماء، مع الحفاظ على أمن المصريين وعدم الانجرار إلى صراعات لا تخدم إلا أعداء المنطقة.
وجه الرئيس دعوة مستمرة للمجتمع الدولي لتوفير الحماية للفلسطينيين ووقف إطلاق النار، مشددًا على رفض مصر لأي تهجير قسري، مؤكدًا أن الحل الوحيد يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
في القمم العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض والقاهرة والدوحة، ظل صوت مصر رافعًا راية الرفض للعنف والتهجير، ومؤكدًا دعمها الكامل للشعب الفلسطيني.
دعت مصر إلى وحدة الصف العربي والإسلامي، وضرورة اتخاذ قرارات حاسمة للحفاظ على سيادة الدول وحقوق شعوبها.
كما طرحت مصر خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، داعية المجتمع الدولي إلى المشاركة فيها، مؤكدة تمسكها بالحل السياسي كأساس للسلام والاستقرار في المنطقة.
في خضم هذه الأزمة الكبرى التي تمر بها فلسطين والمنطقة، أثبتت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها أكثر من دولة؛ إنها ضمير الأمة العربية وحامي القضية الفلسطينية، الصوت الذي لا ينطفئ، واليد التي تمد العون والحماية.
بثبات موقفها، وحكمة قيادتها، ومواقفها الإنسانية والسياسية، نجحت مصر في أن تكون بوابة الأمل للفلسطينيين، وصوت الحق الذي يصد آلة الحرب والدمار، ورسالة سلام وعدل تبعث الأمل في قلوب كل من ينشد العدالة والسلام في المنطقة.
كل مصري اليوم يفخر بقيادته التي لا تبيع القضية ولا تتخلى عن المبادئ، بل تحمي الأرض والإنسان معًا، وتؤكد للعالم أن السلام لن يكون إلا بحل عادل وشامل يضمن الحقوق الفلسطينية كاملة، ويعيد الاستقرار إلى المنطقة برمتها.