الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء: المنظومة الجديدة اعتمدت على منهج يضمن أماكن لخريجي الجامعات بسوق العمل.. ويؤكدون: نظام الثانوية العامة أعاد ثقة المواطن في التعليم

طلاب
طلاب

خبراء التعليم:

النظام الجديد للثانوية العامة إعاد ثقة المواطن فى التعليم وجدواه

نظام التطوير الجديد يضمن أماكن لخريجى الجامعات بسوق العمل

 

بدأت وزارة التربية والتعليم تطبيق نظام "الثانوية العامة المعدل"، اعتباراً من العام الدراسي 2018/2019، يعتمد على تغيير أسلوب التقييم من الأسئلة التي كانت تقيس مهارات الحفظ طوال السنوات السابقة على هذا النظام، إلى أسئلة تقيس مهارات الفهم والتحليل، إضافة إلى إدخال "أجهزة التابلت" إلى المنظومة التعليمية في هذه المرحلة لمساعدة الطلاب على الوصول لمصادر تعلم رقمية أتاحتها لهم الوزارة بغية مساعدتهم على مزيد من الفهم والتعمق في المناهج.

ودخلت الوزارة في صراع مع الطلاب وأولياء الأمور، لتطبيق هذه التجربة، ففي كل عام تظهر قرارات جديدة تجربها الوزارة، ثم تعدل بعضها في العام التالي وفقاً لتفاعل الطلاب معها والنتائج المتحققة، بهدف الوصول إلى ما ينشده وزير التربية والتعليم في النهاية وهو إلغاء فكرة "الامتحان القومي الموحد" الذي يرهق الأسرة مادياً بسبب الدروس الخصوصية ويحدد مصير الطالب تجاه الالتحاق بالجامعات من تجربة واحدة.

واتفق عدد من خبراء التعليم على ضرورة استيعاب اولياء الامور لجهود المنظومة التعليمية بتوفير المنصات التعليمية، وتغيير منظور التعليم من الحفظ والتلقين إلى مهارات الفهم والتحليل، إضافة إلى توفير فرص عمل والحصول على معارف تمكن الشاب من شق طريقه بثقة فى الحياة العملية، مؤكدين أن هذا القلق سوف ينتهي لطلاب الثانوية العامة وأهلهم بمجرد ظهور النتيجة، وسوف يمتد معهم لحين الاطمئنان إلى مستقبلهم الجامعي، الذي يحدده منظومة تنسيق القبول بالجامعات، التي يقضون فيها بضع سنوات، وترسم بعدها معالم حياتهم المهنية.

قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إن معظم خريجى الثانوية العامة يدخلون إلى الجامعات من خلال مكتب التنسيق بناء على المجموع، وعندما يتخرجون، قد لا يحصلون على عمل بتخصصاتهم، بينما تظهر فرص لا تجد من يشغلها، لذلك حرصت الدولة المصرية ووزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع مكتب التنسيق لتوفير عدالة توزيعية، عدالة تضمن لخريجى الجامعات أن يحصلوا على مكان بسوق العمل بعد التخرج.

وتابع: "نظام التعليم بالطريقة السابقة، مستحيلة، لان العالم يتغير، والتكنولوجيا أصبحن تسبق البشر، والعلم يحتل مكانته فى العالم، بينما التعليم في العقود الماضية ظل ضمن عملية تجريب، اقتصر التطوير على إلغاء سنوات وإضافة أخرى مع استمرار الدروس الخصوصية والملخصات والكتب الخارجية، وأصبحت الغاية من التعليم هى اجتياز الامتحانات، وليس الحصول على معارف تمكن الشاب من شق طريقه بثقة فى الحياة العملية". 

وأكد أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التخصص الذي ستختاره الطالب لا يعني بالضرورة أنه سيقوده إلى وظيفة واحدة فقط مدى الحياة لكن ستقضي وقتًا طويلاً في دراسته لذلك يجب أن تتعلم كيفية اختيار التخصص المناسب لك قبل أن تلتزم فيه لعدّة سنوات. 

وأشار الدكتور حسن شحاتة، ، إلى ضرورة معرفة الجوانب الدراسية التي تبدع فيها سيساعدك بلا شك على اتخاذ القرار السليم عند اختيار التخصص الجامعي، وهذا الأمر لا يعني بالضرورة أن تستبعد جميع التخصصات التي تتطلب مهارات تفتقر إليها، فهناك احتمالية لأن تكتسب هذه المهارات أثناء فترة دراستك، الفكرة هنا هي أن تبتعد عن التخصصات التي تعلم يقينا أنك تعاني من ضعف فيها، فعلى سبيل المثال، لو كنت تواجه صعوبة في مواد الرياضيات طوال مسيرتك الدراسية ما قبل الجامعة، فإن اختيار تخصص مثل الرياضيات (أو أي تخصص آخر يتطلب مهارات متقدمة في الرياضيات) سيكون خيارا سيئًا”.

وشدد الخبير التربوي علي أهمية هذه المرحلة بعد انهاء فترة امتحانات الثانوية العامة لولياء أمور الطلاب، موضحًا يجب أن نفتح الحوار مع أبنائنا حول الكليات التي تتناسب مع تخصصاتهم وتشجعهم على العطاء والإنجاز وهذا من شأنه أن يكشف عن قدراتهم وإبداعاتهم وميولهم، بل يتيح لهم الفرصة للتعبير عن مواهبهم في وظائف ونشاطات أخرى كالوظائف الإشرافية والإدارية والقيادية.

وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أنه يجب فهم ومراعاة أن هناك بعض التخصصات تتطلب مدة زمنية إضافية بعد التخرج للوصول للمستوى المهاري المطلوب في سوق العمل، فقد تحتاج لدراسة دراسات عليا (دبلومة أو ماجستير) أو الحصول على تدريب لفترة زمنية طويلة لتعلم المهارات الأساسية اللازمة للحصول على فرص عمل مناسبة، مثل تخصص الطب البشري حيث يتطلب الاستمرار للحصول على دراسات عليا (محليا) أو الحصول علي فترة تدريبية تصل لعدة سنوات (دوليا).

ومن جانب اخر أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن ما يجرى من تغيير فى نظام الامتحانات بالثانوية العامة، كشف عن نية وزارة التربية والتعليم للتطوير بمنظومة التعليم المصرية، لان التعليم هو القضية الأولى لبناء طموحات التحديث والتطوير، وتبدأ بتحطيم «بعبع الثانوية والامتحانات»، وإنهاء تراكمات سنوات من الارتباك، نظام جديد للثانوية العامة هو بداية حل الكثير من المشكلات، وعلاج الأمراض التى توطنت فى التعليم، والأهم هو إعادة ثقة المواطن فى التعليم وجدواه، وقدرته على صناعة بشر وكفاءات وليس مجرد آلات للامتحانات.

وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه كان لابد من تغيير شكل التقييم أو ما يسمى بأسئلة الامتحانات للنجاح، لتقييم مقدار المعرفة التي حصل عليها الطالب ، والذي يختلف تماما عن تقييم ما تم حفظه وتلقينه لطالب آخر، ومع اختلاف تلك الأسئلة اختلف التقييم وتغير مستوى الدرجات كما رأينا.

وقال الدكتور تامر شوقي، إن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، يسعى إلى خلق مناخ تعليمي يتواكب مع التطور التكنولوجي والتحول الرقمي الذي يشهده العالم، وأنه لا بد أن يكون التعليم معتمدًا على تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أكثر من اعتماده على الحفظ والورق، إلى الفهم والإدراك، مؤكدًا في الوقت ذاته أن النظام يهدف إلى وقف الدروس الخصوصية التي تستنزف أموال الأسر المصرية.

واعتبر أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن النتائج هذا العام ستعبر عن المستويات التعليمية الحقيقية للطلاب، خاصة مع انخفاض نسبة تحقيق الطلاب للمجاميع الوهمية وبالتالي فإن من حصل على الدرجات العليا يعتبر طالبا متميزا بالفعل.

وأضاف الخبير التربوي، أن هناك نقاط بحاجة إلى دعم، منها تدريب المعلمين للمهارات التي تناسب مع تطوير المناهج ومشروع تطوير التعليم، لان جميعنا نتفق أن العنصر البشرى هو أساس أى عملية تطوير، مشيرًا إلى أن تم رفع الرواتب والدخول بنسب مختلفة خلال السنوات الماضية، مطالبًا الاتجاه لتوسيع عمليات التدريب ودعم أجور المعلمين وتطوير العنصر البشرى ليتناسب مع طموحات عملية التطوير.

ومن جانبة أكد الدكتور محمد فتح الله، استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن مجاميع طلاب الثانوية العامة بمنظومة التعليم الجديد غيرت من مفاهيم التعليم والتعلم في مصر، مؤكدا أن الامتحانات ميزت بين المتفوق والضعيف، وأن وزارة التربية التعليم وفرت بدائل حقيقية للطلاب للتعود على الأنظمة الحديثة عبر الشاشات ومنصات مواقع التواصل لتطوير الفهم وعدم الاعتماد على الحفظ فقط.

وأعلن استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن من المتوقع ان تأتي النتائج هذا العام غير مختلفة عن التوزيع السابق وأن غالبية الطلاب سيحصلون علي مجاميع متوسطة كما شاهدنا العام الماضي.

وطالب الدكتور محمد فتح الله، اولاء الامور بعدم مقارنة مجموع ابنك هذا العام بمجموع أخيه الحاصل علي الثانوية منذ ثلال سنوات او اكثر، موضحا ولكي تكون المقانة معتدلة قارن بينه وبين مجاميع زملائه في نفس العام.

ولفت الدكتور محمد فتح الله، إلى أن متحفظ امتحانات العام الحالي، بحسب شهادات الكثيرين، لانها لم تراع الكثير من الضوابط الفنية من حيث تدرج الأسئلة على مستويات الطالب الضعيف والمتوسط والمتفوق، وبالتالي سينعكس مردود ذلك على النتائج والتعليم كلياً، معتبرا أنه كان من الضرورة إعداد الطلبة على تقبل النظام الحديث للامتحانات.

وشدد الخبير التربوي، علي ضرورة أن تراعي وزارة التربية والتعليم توفير بدائل إلكترونية ومدرسية تغني الطلاب عن الدروس وتحفزهم على الذهاب للمدارس، وتنمية قدراتهم وتدربهم على أشكال الامتحانات الجديدة.