الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معاكم كام؟.. ولي أمر تروي معاناة التقديم "الإنترفيو" للمدارس الناشونال

نورا نبيل وابنتها
نورا نبيل وابنتها

تُعد مرحلة التقديم للمدارس في سن رياض الأطفال، من أصعب المهام بالنسبة لأولياء الأمور الذين يبحثون عن مدرسة مناسبة لأطفالهم، لما تحتويه المقابلة أو "الإنترفيو" على أسئلة تعجيزية موجهة للطفل وأهله حيث تخطت الأسئلة مؤهل أولياء الأمور لتصل لدخلهم ومدخراتهم ونوع العربية والنادي، وكثيرا ما يُرفض طلب الالتحاق بالمدرسة بسبب الإنترفيو.

وهناك مبالغ تدفع للتقديم في الانترفيو تصل لـ 2000 و 3000، وبعد الرفض لا يتم استردادها لذلك اعتبر الكثير أن الإنترفيو سبوبة، وأثار أولياء الأمور الكثير من الجدل مؤخرا مطالبين بإلغاء الانترفيو من المدارس.

تجريم الإنترفيو 

مشروع قانون لتجريم الإنترفيو 

وأعلنت النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، عن إعدادها مشروع قانون جديد لتقديمه إلى الدكتور حنفي الجبالي رئيس المجلس في دور الانعقاد الثالث، بشأن تجريم  إنترفيو المدارس الخاصة والدولية.

وقالت سليم في المذكرة الايضاحية لمشروع القانون، إن الفترة الأخيرة شهدت انتشار ظاهرة اجتماعية خطيرة تهدد استقرار الروح التنافسية والمحبة والمساواة داخل المجتمع، وهي إعلان المدارس الخاصة والدولية عن بعض الاشتراطات المطلوب توفرها لدى أولياء الأمور حتى يتم قبول أبنائهم الطلاب بتلك المدارس.

وأضافت عضو مجلس النواب، أن تلك الاشتراطات تعد جريمة تمييز، وتتعارض مع نصوص الدستور والاتفاقيات الدولية، حيث تتضمن شرطا بحصول والدي الطالب على مؤهل عال وكذلك القدرة على التحدث باللغات الأجنبية بكفاءة وهو ما يتم التأكد منه عبر لقاء مع لجنة من إدارة المدرسة يسمى انترفيو لأولياء الأمور وهو أشبه ب كشف هيئة تقوم بإجرائه المدرسة لأولياء الأمور، لاختيار الطلاب الذين سيلتحقون بالمدرسة بناء على نتيجة تقييم المدرسة لأولياء أمورهم في ذلك  الانترفيو.

تجريم الإنترفيو 

نص قانون التعليم رقم 139 

وقالت سليم، إن أي حرمان لأي شخص من دخول أي من المدارس الخاصة أو الدولية بسبب عدم حصول الأب أو الأم على مؤهل عال يعد انتهاك جسيم لكافة الدساتير والمواثيق الدولية يستوجب مواجهته بوضع عقوبة رادعة، وذلك لما له من آثار سيئة على المجتمع تؤدى إلى تفكيك الروابط الاجتماعية بين أفراده وأن تكون مشاعر الحقد والكراهية هي المسيطر الأساسي بين أفراده مما يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في المجتمع.

وأوضحت النائبة - أن قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981 وتعديلاته بالقانون رقم 16 لسنة 2019، لم يتضمن أي نصوص تتعلق بتلك الاشتراطات، وأن كافة المواثيق الدولية تتعارض مع تلك الاشتراطات وخاصة الاتفاقيات الخاصة بحقوق الإنسان في التعليم ومنها الاتفاقية الخاصة بمكافحة التمييز في مجال التعليم والتي اعتمدها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في 14 ديسمبر 1960 والتي بدأ نفاذها في مايو عام 1962.

وجاء فيها أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد مبدأ عدم التمييز ويعلن أن لكل فرد الحق في التعليم وأن التمييز في التعليم هو انتهاك للحقوق المنصوص عليها في ذلك الإعلان، وهذا ما أدركته الأمم المتمدينة عند وضع ميثاق الأمم المتحدة والتي جعلت من بين أهدافها في مجال التربية والعلم والثقافة بموجب هذا الميثاق هو التعاون بين الأمم بغية دعم الاحترام العالمي لتمتع كل فرد بحقوق الإنسان بالمساواة في فرص التعليم.

تجريم الإنترفيو

اشتراطات تتعارض مع المجتمع

وتابعت سليم في المذكرة الايضاحية، أن تلك الاشتراطات تتعارض مع طبيعة المجتمع المصري، الذي تعد النسبة الأكبر فيه من غير الحاصلين على مؤهل عال، حيث يضم نسبة كبيرة من العمال والفلاحين، مضيفة أن بعض المدارس أيضا تقوم باستغلال تلك الاشتراطات في تحصيل مبالغ كبيرة من أولياء الأمور الراغبين في إلحاق أبنائهم بتلك المدارس، حيث تفرض تلك المدارس رسوما كبيرة مقابل إجراء الانترفيو، وذلك بهدف تحصيل مبالغ ضخمة دون وجود عائد أو استفادة لأولياء الأمور.

وأضافت عضو مجلس النواب، أن مشروع القانون يتضمن حظرًا على كافة المدارس الخاصة والدولية بأن تتضمن لوائحها الداخلية أو أن تقوم بأي إجراءات من شأنها التمييز في المعاملة مع روادها بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو المستوى الاجتماعى للأسرة أو السن أو أي سبب آخر، مضيفة أن مشروع القانون ينص على عقوبة بالحبس مدة تصل إلى خمس سنوات، والغرامة التي تصل إلى 2 مليون جنيه، لمن يخالف ذلك الحظر.

ومن جانبها قالت نورا نبيل، إحدى أولياء الأمور، إن هذا القرار تأخر كثيرا لأنه يوجد الكثير من الآباء والأمهات يعانون كثيرا لإدخال أبنائهم المدارس مدارس جيدة، لأن الموضوع لم يعد مرتبطا بالمؤهل الدراسي تماما، مضيفة: “انا قدمت لبنتي في مدرسة national france، فوجدتهم يسألون على نوع العربية التي امتلكها، ويصل الأمر أنهم يخرجون ليروا العربية بأعينهم و يتأكدون من نوعها، كما يسألون في الأبليكيشن عن نوع النادي الذي نشترك به”.

نورا نبيل وأبنتها

معاناة أولياء الأمور في الإنترفيو

وأضافت "نبيل" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الأمر لم يعد يتوقف عند المؤهل الدراسي للأب والأم بل أصبح يتلخص في “معاكم كام”، متابعة “من المؤكد أنه لا يوجد أحد سيورط نفسه ويدخل أبناءه مدرسة لا يمتلك مصروفاتها، وكل هذا علاوة على اللغة المستخدمة في الانترفيو حيث يتم باللغة الفرنسية وهو ما يعد “سخافة”.

وتابعت "أوافق أنه من حق المدرسة أن تطمئن على المؤهل الدراسي للأب والأم وأن يكون مؤهلهما "معقولا"، ولكن لا تشترط كليات قمة فمن الممكن أن أكون أحب التجارة، وليس من الضروري أن أشغل أعلى المناصب في العمل فمن الممكن أن يكون لدي العمل الجيد الخاص بي، وكل هذا في الانترفيو الخاص بأولياء الأمور".

أما عن انترفيو الأطفال، فأوضحت "نبيل"، أنه شيء مرعب، فهم يتعاملون مع الطفل وكأنه في 3 ابتدائي يسألونه في كل شيء وفي المفردات واللغة والكتابة، وهو مازال في "kg"، إذا لماذا أقدم له بالمدرسة إذا كانت المدرسة تريده متعلما كل شيء من الأساس، وهذا يعد مهزلة وعنصرية".