الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد اعتماد أوائل الثانوية عليها.. خبراء التعليم يكشفون أسباب لجوء الطلاب للدروس الخصوصية.. ويؤكدون: لا يجوز أن تكون بديلًا للمدرسة

طلاب
طلاب

خبراء التعليم:

أسباب لجوء طلاب الثانوية العامة للدروس والتخلي عن المدرسة

لم يتم معالجة الأسباب الحقيقة التي تؤدي إلى انتشار الدروس الخصوصية

متى تنتهي ظاهرة الدروس الخصوصية؟

لا يجوز أن تكون الدروس الخصوصية بديلًا للمدرسة

أعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم نتيجة الثانوية العامة 2022 بالاسم ، في مؤتمر صحفي نظمته الوزارة بحضور جميع قيادات منظومة امتحانات الثانوية العامة 2022 أوائل الثانوية العامة للشعبة الأدبية.

واحتلت الشعبة الأدبية 11 مركزا كان من نصيب البنين مركزين مقابل 9 مراكز للبنات و اكتسحت البنين والبنات في الشعبة العلمية  "علوم ورياضة " وأحتل 18 من البنين في المراكز الأولى في الشعبة العلمية مقابل 5 من البنات.

قال عمر السيد محمود عبد القادر، الثاني مكرر على الثانوية العامة شعبة علمي علوم بمجموع 401 درجة، إن فرحة النجاح فرحة لا يمكن وصفها، خاصة وأن الموضوع كان مفاجئ له بإعلان اسمه ضمن أوائل الجمهورية، قائلًا:" مفاجأة كبيرة جدًا ومكنتش أتوقع إني أكون من الأوائل".

وأضاف الثاني مكرر على مستوى الجمهورية خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن السبب الأول والرئيسي في هذا النجاح هو دعم الأسرة المتواصل له طوال فترة الدراسة، ودورهم كذلك في تخفيف الضغط والتوتر عنه كل هذا كان من ضمن الأسباب الرئيسية إني أقدر أكمل وأواصل مذكرتي وتحقيق هدفي.

وأوضح الثاني على الجمهورية أن الدروس الخصوصية كانت أيضًا سببًا من أسباب التفوق، مشيرًا إلى أن هناك صعوبة في بعض المناهج ولا بد من الاعتماد على الدروس الخصوصية بعض الشيء، لفهم بعض المناهج وكذلك لتخفيف الضغط وتقليل زمن ومدة المذاكرة.

ومن جانب آخر قالت الطالبة بسملة محروس، الخامسة على الثانوية العامة شعبة أدبي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدي البلد"، إلى أنها كانت تعتمد على الانتهاء من كمية محددة من المواد التي ترغب في دراستها، خلال يومها لافتا انها كانت تذاكر 5 مواد يوميا .

وأضافت أنها لم تعتمد على المدرسة بشكل كامل، مشيرة إلى أنها اعتمدت بشكل أكبر على الدروس الخصوصية مؤكدة أن المعلمين في المدرسة موجودون، طوال السنة ولم يتاخروا عن اي طالب نهائيا

وأكدت الحاصلة علي المركز الخامس في الثانوية العامة الشعبة الأدبية أنها لم تلجأ للمدرسة بسبب كثرة المذاكرة والمتابعة في الدروس الخصوصية.

وأوضحت الطالبة بسملة محروس أن نظام التعليم الجديد يعتمد علي الفهم وليس الحفظ ولكن بعض المواد مثلا التاريخ تحتاج الي الحفظ الفهم معانا قائلا “ كنت بذاكر بالورقة والقلم ”

وأكدت الحاصلة علي المركز الخامس بالثانوية العامة أنها حصلت علي منحتين من الجامعة الالمانية واخري من الجامعة الأوربية في إدارة الأعمال، لافتا إلى أنها في انتظار منح أخرى للمقارنة بينهم .

ومن جانب آخر  قال أحمد سمير، السادس على الثانوية العامة على مستوى الجمهورية الشعبة الأدبية، إنه لم يكن يتوقع أن يصبح من أوائل الثانوية العامة وأنه فوجئ بمقطع فيديو الوزارة ظاهرا أمامه صورته متفاجئًا، معبرا عن فرحته «أهلي أكتر ناس كانت واقفة جنبي متوقعتش أنه هكون من الأوائل، بس كنت بعمل اللي عليا حتى دروسي كانت أونلاين».

وأضاف أحمد، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه كان لا يعتمد على الدروس الخصوصية، ولكن اعتماده كان على دروس الأونلاين عبر الإنترنت، معلقاً: "كانت بتوفر عليا مجهود ووقت كبير ومكنش عندي هدف لكلية معينة لكن ممكن أدخل ألسن لو ربنا أراد".

وفي هذا السياق أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الدروس الخصوصية مرض في نظام التعليم الحالي ونظام الامتحانات الحالية، فتطوير التعليم هو الحل للاعتماد علي التعليم بدون دروس خصوصية؛ لأن نظام الامتحانات الجديدة لا يسأل عن إعادة معلومات ولكنها تعتمد على النقاش وإبداء الرأي والتفسير.

وأوضح الخبير التربوي ، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن طلاب الثانوية العامة يعتمدون بشكل أساسي علي الدروس الخصوصية ويرجع ذلك لعدة اسباب لعدم وجود قوانين صارمة للطلاب ولكن يجب عندما تضع القوانين يجب أن تكون المدرسة مؤهلة من معلمين ذات كفاءة عالية وتقليل أعداد طلاب الثانوية العامة في الفصول الدراسية لجذب الطلاب مرة أخرى للمدرسة. 

وصرح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، بإنه لم تتم معالجة الأسباب الحقيقة التي أدت إلى انتشار الدروس الخصوصية، في ظل تطوير نظام التعليم في مصر حتي الان ولم تكن المدرسة وحدها السبب علي لجوء الطالب إلى الدروس الخصوصية بل تتوزع على الطالب وأسرته والمعلم.

ولفت الخبير بالمركز القومي للامتحانات، إلى أسباب لجوء الطلاب للدروس الخصوصية ومن بينها، ضعف الطالب في بعض المواد، وكثرة غيابه، وعدم انتظامه في حضور الحصص الدراسية، وإلغاء معظم المدارس ومنها الخاصة بشكل رئيسي، للكتاب المدرسي، والاستعاضة عنه بمواقع إلكترونية، والاهتمام بالأنشطة على حساب المادة العلمية، إضافة إلى ضعف مستوى بعض المعلمين، وانشغال الكثير منهم بالأعباء الإدارية ، واضطرارهم إلى تشجيع الطلبة على تلقي دروس خصوصية؛ لتحقيق دخل إضافي، يساعدهم على مواجهة أعباء الحياة المعيشية لهم ولأسرهم.

وأضاف الدكتور محمد فتح الله أن مسؤولية علاج مشكلة الدروس الخصوصية الطالب والمعلم والمدرسة والأسرة والإعلام لذلك نحث الجميع للتكافل والنظر الي المصلحة العامة لتخريج جيل قادر متعلم بشكل جيد.

واختتم أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أنه من الضروري متابعة وزارة التربية والتعليم نسب حضور الطلاب بجميع المدارس والمراحل التعليمية.

ومن جانب آخر أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن تصريح الأوائل بالاعتماد على الدروس الخصوصية بديلًا عن المدرسة يستحق وقفة من قبل وزارة التربية والتعليم، حيث اعتبروا أن الالتزام بالحضور بالمدارس بمثابة تضييع للوقت، في الوقت الذي يتابعون فيه دروسهم من خلال الدروس الخصوصية، سعيا لنتائج أفضل في التحصيل الدراسي.

وأوضح أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن عودة المدرس والطلاب إلى الفصل والمدرسة ضرورة لا جدال فيها، وأن سنتر الدروس الخصوصية لا يجوز أن يكون بديلًا للمدرسة بأية حال؛ من أجل أن نكون أمام نظام تعليمي متطور قائم على الفهم والتفاعل بين الطالب والمدرس، وليس قائمًا على الحفظ والتلقين اللذين تعتمد عليهما الدروس الخصوصية.​

وقال الخبير التربوي، إن هذه التصريحات التي عبر عنها أوائل الثانوية العامة تمثل إشكالية كبيرة، وبحاجة إلى دراسة ومعرفة سياسة الحكومة تجاه هذا التوجه؛ خصوصًا في ضوء الحديث المتواصل من جانب الحكومة بشأن تطوير التعليم وعمل منظومة تعليم جديدة، مشيرًا إلى أن النظرة التي عبر هنا أوائل الثانوية العامة إذا استمرت بهذا الشكل ستكون الدروس الخصوصية بديلًا للمدارس بشكل كامل؛ وهذا أمر يهدد منظومة التعليم بالكامل.

وشدد الدكتور حسن شحاتة، على ضرورة وضع رؤية متكاملة من جانب وزارة التربية والتعليم للوصول إلى طرق ونقاط جديدة تتغلب على هذه الإشكالية بأرض الواقع، وأن نكون أمام خدمة تعليمية من المدرسة مقدمة على أي درس خصوصي، مع التوقف على إشكاليات هذة المشكلة والأسباب التي أدت بنا إلى هذا الأمر وكيفية مواجهته وتحقيق تطوير حقيقي لمنظومة التعليم في مصر.

وتنطلق امتحانات الدور الثانى لطلاب الثانوية العامة يوم ٢٠ أغسطس الجارى وتستمر حتى ٣٠ من الشهر ذاته، طبقًا للجدول المعلن من الوزارة، ويؤدى الطلاب امتحانى اللغة العربية والتربية الدينية يوم ٢٠ أغسطس، وامتحانى اللغة الأجنبية الثانية والتربية الوطنية يوم ٢١ من نفس الشهر، والرياضيات البحتة «الجبر والهندسة الفراغية» يوم ٢٢، والاقتصاد والإحصاء يوم ٢٣، والفيزياء والتاريخ يوم ٢٤.

ويؤدى الطلاب امتحان اللغة الأجنبية الأولى يوم ٢٥ أغسطس، وامتحان الكيمياء والجغرافيا يوم ٢٧، والرياضيات التطبيقية «الديناميكا» يوم ٢٨، والجيولوجيا والعلوم البيئية وامتحان علم النفس والاجتماع والرياضيات البحتة «التفاضل والتكامل» يوم ٢٩ أغسطس، والأحياء والفلسفة والمنطق والرياضيات التطبيقية «الاستاتيكا»، يوم ٣٠ من الشهر ذاته.