EN 
د.ريهام باهى أستاذ العلاقات الدولية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو مجلس أمناء الحوار الوطنى فى حوارها لـ"صدى البلد":
دعوة الرئيس السيسي من أهم ضمانات جدية الحوار الوطنى وتنفيذ مخرجاته
مجلس أمناء الحوار الوطنى يقوم بإداراته والعمل على إنجاحه وترتيبه وإخراجه بأفضل صورة
الإيمان بدستور 2014 وعدم إرتكاب أعمال عنف أو إرهاب شروط المشاركة فى الحوار الوطني
قضية الأسرة والتماسك المجتمعى تتطلب ضرورة تعديل قانون الأحوال الشخصية
نستهدف الخروج بتوصيات من الحوار الوطنى لعرضها على رئيس الجمهورية
الحوار الوطنى مفتوح للجميع.. و ليس بين السلطة والمعارضة
نجاح الحوار الوطنى يتوقف على الإيمان بأهميته والجدية والرغبة فى الوصول لتوافق
تلقينا 96 ألف طلب للمشاركة فى الحوار الوطنى..وإقبال من أكثر من 100 مواطن لطرح أفكارهم
قالت الدكتورة ريهام باهى أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة ، وعضو مجلس أمناء الحوار الوطنى أن توقيت الحوار الوطنى جاء فى إطار أولويات وضعتها الدولة المصرية فى الفترة السابقة لتحقيق الأمن والإستقرار التنمية والبناء ، وبعد ما أمضينا خطوات كبيرة فى ذلك ، بدأنا فى الحديث عن فتح المجال العام أمام حوار سياسى يضم كل الأطراف .
وأكدت باهى خلال حوارها لـ"صدى البلد" إلى أن جلسة يوم 27 أغسطس لمجلس أمناء الحوار الوطنى سيتم فيها التشاور والاتفاق حول مقررى اللجان الفرعية الـ 15 ، والمقررين المساعدين ، وبعد ذلك من المتوقع أن نبدأ فى جلسات الحوار الوطنى وسيتم تحديد موعده ، وخلال الفترة القادمة من المقرر أن نضع الاليات التى سينطلق من خلالها الحوار الوطنى والمدعوين للحوار ومدته وشكله.
وإلى نص الحوار........
فى البداية كيف تلقيتى قرار اختيارك كعضو مجلس أمناء الحوار الوطنى؟
تلقيت قرار اختيارى كعضو مجلس أمناء الحوار الوطنى بسعادة وإحساس بالمسئولية ، خاصه وأن الحوار الوطنى حدث مهم ، كما أن دعوة الرئيس لحوار سياسى يضم كل أفراد المجتمع يستهدف الوقوف على مساحات مشتركة وتحديد أولويات العمل الوطنى والقضايا المهمة والملحة فى الفترة الحالية ، وبالتالى فهذه مهمة ومسئولية كبيرة على عاتقى.
ما هو تعليقك على دعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى؟
توقيت الحوار الوطنى جاء فى إطار أولويات وضعتها الدولة المصرية فى الفترة السابقة لتحقيق الأمن والإستقرار التنمية والبناء ، وبعد ما أمضينا خطوات كبيرة فى ذلك ، بدأنا فى الحديث عن فتح المجال العام أمام حوار سياسى يضم كل الأطراف ، مثل ما قال الرئيس السيسى أننا يجب أن نستمع إلى بعضنا البعض فى طرح الرؤى والأولويات للقضايا التى تهم الوطن.
ما هو الدور الذى سيقوم به مجلس أمناء الحوار الوطنى؟
مجلس أمناء الحوار الوطنى يقوم بإدارة الحوار والعمل على إنجاح الحوار وترتيبه وإخراجه بأفضل صورة وبشكل حضارى ومخرجات جادة وتوصيات وقرارات ، كما قمنا بوضع لائحة لعمل مجلس أمناء الحوار الوطنى حتى يتم الحوار بمنتهى الشفافية والمؤسسية ، كما أننا قمنا بوضع مدونة السلوك للحوار الوطنى للتأكيد على وجود ميثاق شرف للعمل يحدد حقوق وواجبات كل المشاركين.
كما أننا وضعنا القضايا التى لها أولوية المناقشة فى الحوار بعد تلقى طلبات المشاركة من المواطنين والقضايا التى يهتموا بها ، وراجعنا كل ما تم إستقباله من الأمانة الفنية ووضعنا 3 محاور وهى المحور الإجتماعى والسياسى والإقتصادى ، وقسمنا العمل فيما بيننا لتحديد أهم القضايا فى المحاور الثلاثة ، وبعد ذلك تم وضع اللجان الفرعية التى ينبثق منها القضايا المختلفة.
ما هى الشروط التى وضعتوها للمشاركين فى الحوار الوطنى؟
ليس هناك شروط معينة ولكن هناك أرضية مشتركة للحوار الوطنى وتوافق ومجموعة من المبادىء والقيم المشتركة.
ولذلك فإن مجلس أمناء الحوار الوطنى لم يجد لمثل هذه الأرضية المشتركة إلا دستور عام 2014 ، وبالتالى فمن الشروط التى وضعناها للمشاركة فى الحوار الوطنى هى الايمان بدستور عام 2014 والذى يجمع كل شركاء الوطن ، كما أن الجميع مدعو للحوار الوطنى إلا من ارتكب عنف أو ساهم فى إراقة دماء فى مصر.
هل تلقيتم كل المقترحات من الأحزاب المدعوة للمشاركة فى الحوار الوطنى؟
الأمانة الفنية عرضت كم هائل من طلبات المشاركة تصل إلى 96 ألف طلب ، وكان هناك إقبال كبير من المواطنين حوالى أكثر من 100 مواطن طرحوا أفكار ورؤي للمشاركة ، وكانت هناك رؤى أيضا للأحزاب والوزارات ، ومراكز الأبحاث والمجتمع المدنى ، وكانت هناك رغبات للمشاركة وطرح رؤى بشأن القضايا المختلفة التى سيتم مناقشتها فى الحوار الوطنى.
ما هى مقترحاتك للقضايا الفرعية فى المحور الاجتماعى والذى تنبثق منه لجان فرعية عن قضية التعليم والصحة و القضية السكانية و قضايا الأسرة والتماسك المجتمعي والثقافة والهوية الوطنية؟
تحدثنا فى مجلس أمناء الحوار الوطنى عن الحوار الوطنى وما تقدم إلينا من مقترحات بشأنه ، وأننا نريد تحديد أولويات العمل الوطنى ، ولكن لا نستطيع أن نناقش كل القضايا فى الحوار الوطنى وإلا سيكون هذا الحوار ممتد لسنوات ، ولا نريد أن نصل لذلك.
وعقدنا جلسات مع لجنة المحور الإجتماعى ووضعنا عدد من الموضوعات وتم تقليلهم إلى أهم القضايا الملحة، وكان هناك نقاش فيما بيننا عن كل ماهو موجود تحت كل محور ، ولكن الفكرة أنه ستكون هناك لجان فرعية ومقررين للجان الفرعية ، ومن خلال النقاش سيقوموا بتحديد ما سيكون تحت كل قضية.
فعلى سبيل المثال فى قضية الأسرة والتماسك المجتمعى كان تعديل قانون الأحوال الشخصية من أهم القضايا الملحة ، كما أن منع العنف ضد المرأة وحقوق الطفل من القضايا الملحة التى تهم الأسرة.
وفيما يتعلق بالثقافة كان الحديث عن قضية الوعى المجتمعى خصوصا الوعى فيما بين الشباب حول قضايا وتحديات المجتمع.
وفيما يتعلق بمجال الصحة كان هناك حديث عن التأمين الصحى الشامل وتحسين حال الأطباء.
وحينما تحدثنا عن أهم القضايا الفرعية تحت كل موضوع كانت هذه القضايا التى ذكرتها ، كما أننا وضعنا عناوين للجان الفرعية وسنتركها لمقررى اللجان الفرعية للتحاور ووضع أهم القضايا التى يرونها من وجهة نظرهم.
وفى مجال التعليم تحدثنا عن مجانية التعليم وفكرة أنظمة التعليم المختلفة الموجودة فى مصر والإرتقاء بالمعلم.
ونحن نضع القضايا العامة قمنا بمراجعة كل المقترحات التى وصلت إلينا من المواطنين وممن أرسل إلينا مقترحات للمشاركة فى الحوار الوطنى ، وتم وضع تحت كل مقترح بعض النقاط مثل القضاء على الأمية ومجانية التعليم ونظم التعليم المختلفة وتطوير التعليم الفنى.
والمستهدف من كل ذلك ألا يكون الحوار مكلمة ، ولكن نخرج منه برؤى وتوصيات يتم عرضها على رئيس الجمهورية والمؤسسات المسئولة مثل البرلمان والتى من الممكن أن يخرج منها تشريعات أو قرارات.
وبالنسبة للقضية السكانية يجب أن نتحدث عن الزيادة السكانية وكيفية الحد منها وكيفية وجود توافق بين السكان والموارد.
هل ترين أننا فى حاجة إلى تعديلات دستورية .. وما هى هذه التعديلات؟
ليس هناك أى حديث عن تعديلات دستورية كما أعلن الدكتور ضياء رشوان ، المنسق العام للحوار الوطنى ، ولكن هناك رغبة فى تفعيل مواد الدستور ولدينا أكثر من إستراتيجية وطنية فى أكثر من مجال فى حقوق الإنسان والشباب ، وإذا تحدثنا عن تعديل عن مواد الدستور لن ننتهى من الحديث عنها.
هل ترين أى قانون الإنتخابات فى حاجة إلى تعديل؟
إذا ارتأت اللجنة التى تتحدث عن الإنتخابات وممارسة الحقوق السياسية ضرورة إجراء تعديلات على قانون الإنتخابات فلا مانع من ذلك.
ما هى أهم القوانين التى يجب أن تصدر أو يتم تعديلها خلال الفترة القادمة؟
قانون الأحوال الشخصية من القوانين التى تحتاج إلى ضرورة تعديلها ، ولكننا لدينا قوانين كثيرة جيدة ، ولسنا فى حاجة دائما إلى إصدار قوانين جديدة ، ولكن نحتاج فقط إلى تفعيل القوانين الموجودة منها ، فعلى سبيل المثال لدينا نصوص دستورية جيدة جدا في مجال حقوق الانسان و تحتاج فقط الي تفعيل.
ما هو تعليقك على قرار العفو الرئاسى عن المحبوسين؟
العفو الرئاسى من القرارات المهمة التى نتناقش فيها فى كل إجتماع لمجلس أمناء الحوار الوطنى ، كما أنه مساند للحوار الوطنى ، ويتم مناقشتها وكل أعضاء مجلس الأمناء متهمة بها ، كما أن الأحزاب المشاركة كانت ترى أن العفو الرئاسى عن المحكوم عليهم في قضايا سياسية بمثابة ضمانة واطمئنان لجدية الحوار ، كما أن الحوار الوطنى يحتاج إلى حرية التعبير والرأى ، بحيث يشارك الجميع بارائهم.
ما هو الجدول الزمنى الذى سيضعه مجلس الأمناء للحوار الوطنى؟
جلسة يوم 27 أغسطس لمجلس أمناء الحوار الوطنى سيتم فيها التشاور والإتفاق حول مقررى اللجان الفرعية الـ 15 ، والمقررين المساعدين ، وبعد ذلك من المتوقع أن نبدأ فى جلسات الحوار الوطنى وسيتم تحديد موعده.
كما أننا نسير بخطى مدروسة ونعقد إجتماعات ونستمع لكل الآراء ،ويتم طرح كل القضايا على مائدة الحوار ، ولذلك تطول مدة الإجتماعات حتى نتأكد من أن كل القضايا محل الأولويات موجودة ، كما أن كل الاراء تؤخذ فى الإعتبار ، ولذلك فسنجد أن المناقشات موجودة.
وخلال الفترة القادمة من المقرر أن نضع الاليات التى سينطلق من خلالها الحوار الوطنى والمدعوين للحوار ومدته وشكله.
هل تتوقعين أن تتفق الأحزاب السياسية على رؤية مشتركة بشأن الحوار الوطنى؟
هناك شعور بأهمية الحوار الوطنى وتوقيته أنه هام جدا ، وهناك حرص على نجاح الحوار ، وهناك حرص من الأحزاب المختلفة على أن تقوم بدورها ومسئوليتها تجاه الشعب والدولة ، وهذا ما لاحظته فى بيانات وتصريحات الأحزاب.
ما هو المطلوب لإنجاح الحوار الوطني بين الأحزاب السياسية والسلطة؟
نجاح الحوار الوطنى يتوقف على أن يكون المشاركين فى الحوار الوطنى لديهم رؤية وطرحها والوصول إلى نقاط ومساحات مشتركة حول الحوار الوطنى ، ولكن إذا دخل أى أحد من المشاركين بمواقف أحادية سيتحول الحوار إلى مباراة صفرية وجدال ، ولن نصل إلى أى إتفاق ، مما يساهم فى وجود إحباط لدى الشعب.
كما أن الحوار ليس بين سلطة ومعارضة ولكنه حوار مفتوح للجميع ، سنجد فيه السلطة والأحزاب والخبراء والمواطنين الذين يشاركون بارائهم.
كما أن نجاح الحوار الوطنى يتوقف على الإيمان بالحوار وأهميته والجدية والرغبة فى الوصول لتوافق وألا تكون هناك مواقف مسبقة.
ومن أهم الضمانات لجدية الحوار الوطنى هى مصدر الدعوة من رئيس الجمهورية وأن الحوار يتم تحت مظلة رئاسة الجمهورية ، مما يجعله ضامن لتنفيذ مخرجات الحوار.
هل من الممكن أن يتم إضافة قضايا أخرى للمحور الإجتماعى؟
القضايا التى وضعناها بعناوين كبرى تسمح أن يكون تحتها قضايا فرعية ، كما أن كل هذه القضايا متداخلة ومرتبطة ببعضها البعض ، فعلى سبيل المثال سنجد أن حقوق المرأة فى لجنة المحور الإجتماعى ، كما أنها مرتبطة بحقوق المرأة السياسية وموجودة فى المحور الاقتصادى ، كما أن قضية البطالة لها اثار اجتماعية على الرغم من أنها موجودة فى المحور الإقتصادى.
تحدثت مع أحد أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطنى وأخبرنى بأن كان هناك محور للأمن القومى ولكنه لم يتم ضمه للحوار الوطنى.. ماهو السبب فى ذلك؟
قضية الأمن القومى والسياسة الخارجية كانت مطروحة فى الحوار الوطنى ضمن المقترحات التى استقبلناها من المشاركين فى الحوار و لكن عند مناقشة المحور السياسى كان هناك توافق بين الحضور حول عدم تناول قضايا الأمن القومى والسياسة الخارجية ، وأن نركز في الحوار الوطني على قضايا مباشرة الحقوق السياسية والأحزاب السياسية والمحليات وحقوق الانسان.
لماذا أخذ المحور السياسى النصيب الأكبر من جلسات الحوار الوطنى؟
المحور السياسى أخذ نقاش كبير داخل مجلس أمناء الحوار الوطنى ، وكان هناك توافق حوله بإعتبار أن قضية حقوق الإنسان من القضايا المهمة التى تطرحها الدول فى الخارج والتى تمس صورة مصر فى الخارج ، بالإضافة إلى مناقشة قوانين الإنتخابات والأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية وتفعيل قانون المحليات وإجراء إنتخابات المحليات.
فى النهاية بعد مرور 8 سنوات على حكم الرئيس السيسي.. ما هى أهم الإنجازات التى تحققت فى عهده؟
هناك إنجازات كبيرة للرئيس السيسى فى ملف السياسة الخارجية وكان هناك تقدم كبير فى دور مصر وثقلها الدولى ، وظهر ذلك من خلال تعامل مصر مع التحديات الدولية المختلفة مثل الحرب الروسية – الأوكرانية وموقف مصر المتوازن بين الأطراف المختلفة.
كما أننى أرى أن الدعوة للحوار الوطنى يعتبر بمثابة إنجاز كبير جدا يحسب للرئيس السيسى والذى يستهدف فتح المجال العام ومشاركة الجميع وفكرة التشاركية فى صنع القرار.
وعلى المستوى الداخلى فإننى أرى أنه من أهم إنجازات الرئيس السيسى هى تطوير البنية التحتية فى مصر ، وبرنامج "تكافل وكرامة" ، ومبادرة "حياة كريمة" والتى تأخذ فى الاعتبار الفئات الأقل حظا.
