الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ارتفاع تاريخي بأسعار الغاز.. أوروبا على أعتاب كارثة بسبب قرار روسيا قبل الشتاء

ارتفاع أسعار الغاز
ارتفاع أسعار الغاز عالميا

تتواصل تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا وتأثيراتها عالميا، حيث سجلت، اليوم الثلاثاء، أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا مستوى قياسي جديد للمرة الأولى منذ عام 1996 لتصل إلى 2861.6 دولار لكل ألف متر مكعب، وذلك نتيجة نقص الإمدادات القادمة من روسيا إلى الدول الأوروبية.

ارتفاع الغاز عالميا

العقود الآجلة للغاز تحقق أرقاما قياسية

ووصل سعر تسوية العقود الآجلة للغاز في أوروبا إلى رقم قياسي للمرة الأولى منذ عام 1996، حيث بلغ 2984.9 دولار لكل ألف متر مكعب، يأتي ذلك تزامنا مع استمرار النمو في الطلب على الغاز واقتراب موسم الشتاء.

وأعلنت شركة "غازبروم" الروسية تعليق نقل الغاز عبر "نورد ستريم 1" (أنبوب ضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا)، من 31 أغسطس إلى 2 سبتمبر بسبب الصيانة المجدولة لوحدة ضخ الغاز العاملة الوحيدة في محطة "بورتوفايا".

وبعد هذه الأنباء، بدأت العقود الآجلة لتوريد الغاز في سبتمبر على مؤشر TTF بالارتفاع بشكل سريع، حيث قفزت بحلول مساء نفس اليوم بنسبة ثمانية بالمائة تقريبا فوق 3000 دولار لكل ألف متر مكعب لأول مرة منذ مارس، مع وجود مخاوف من تراجع المعروض.

وفي الولايات المتحدة، وصلت عقود الغاز الأمريكية الآجلة، اليوم الثلاثاء، إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من 15 عام تقريبا منذ مطلع عام 2008، حيث تجاوزت مستويات 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية وفقًا للتسعير الأمريكي.

ارتفاع أسعار الغاز عالميا

أسباب إرتفاع الغاز عالميا

من جانبه قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن العقود الأجلة يتم الاتفاق عليها اليوم ولكن الحصول عليها يكون في تاريخ تالي يتم الاتفاق عليه قد يكون ثلاث أشهر أو سنة أو أكثر طبقا للاتفاق بين البائع والمشتري، وبالتأكيد سيزيد سعر الغاز لأن هذه هي البوادر والمؤشرات التي تدل على الزيادة.

وأضاف عبده في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن أسباب الزيادة في العقود الآجلة للغاز ترجع إلى أن ألمانيا أوقفت عدد من الصناعات الثقيلة، وهناك حاجة للغاز المسال، كما أن الشتاء قادم وليس هناك احتياطي، وتم وضع قواعد لترشيد استهلاك الغاز والحد من الغاز لتوفير 15% منه، كما أن روسيا تتذرع بالصيانة لعدم الضخ.

وأوضح أن العقود الآجلة تنص على أنه بعد المدة الزمنية المتفق عليها هناك إجبار بتسليم الغاز تحت أي ظروف حتى وإن كانت صيانة أو غيره، لذلك في ظل كل هذه الأمور الغاز مرشح للإرتفاع بالتأكيد، ولذلك أصبحت العقود غالية ومكلفة لأن هناك شح في الغاز.

وقال إن الارتفاع يرجع أيضا إلى أن الدول الأخرى لم تستطع ملأ الفراغ مكان روسيا، لذلك بدأ رؤساء الدول يذهبون للدول التي تمتلك الغاز ليطلبونها منها، كـ رئيس وزراء إيطاليا عندما ذهب للجزائر وطلب الغاز، واليوم ماكرون في الجزائر يطلب الغاز لأنه ليس هناك غاز في أوروبا.

ولفت عبده إلي أن الاتحاد الأوروبي يجتمع ليقول أنهم يريدون أخذ القرار بالاستغناء عن الغاز الروسي رغم أنه ليس لديهم بديل آخر، لذلك هناك دول كبيرة عادت لاستخدام الفحم والطاقات الملوثة للبيئة بعد أن كانت توقفت عنه، لأنه لم يعد أمامهم بديل آخر، كما أن أمريكا استغلت الظروف وبدأت تبيع للدول الأوروبية والأسيوية الغاز المسال غالي جدا لأنهم مضطرون وليس أمامهم حل آخر، وهذا يعد أحد أسباب تغذية أمريكا للحرب وتدعيمها لأوكرانيا، لأنها هي المستفيدة تبيع السلاح والغاز.

وأوضح أن أمريكا هي أكبر المستفيدين من الحرب أكثر من الخليج لأن الخليج يبيع غاز وبترول، ولكن أمريكا تبيع بترول وغاز وسلاح لذلك أكبر دولة مستفيدة من كل هذا هي أمريكا، بعكس أوروبا حيث انخفض سعر اليورو عن سعر الدولار لأن أوروبا تعاني من مشاكل اقتصادية ملحة وفي مقدمة هذه المشاكل الغاز والبترول، بينما أمريكا لا تعاني أي مشكلات نتيجة إكتشاف النفط الصخري والغاز الصخري وهذه هي أسباب ارتفاع العقود الآجلة للغاز.

ارتفاع أسعار الغاز عالميا

هل تتأثر مصر بإرتفاع الغاز

وحول تأثر مصر بإرتفاع أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا، أكد عبده أن مصر لن تضار من هذا الارتفاع في الغاز بل ستستفيد منه لأن مصر الأن أصبحت تبيع الغاز، لأنه منذ شهر ونصف جاء رئيس المفوضية الأوروبية مصر واتفق معنا على أن نأخذ الغاز من اسرائيل ونقوم بإجراء عملية الإسالة له ونبيعه لأوروبا، لذلك حينما كان الرئيس السيسي في ألمانيا وفرنسا كان يتحدث بثقة شديدة في حل أزمة أوروبا لأننا نبيع لهم الغاز، لذلك مصر مستفيدة وتأثير ارتفاع الغاز عليها سيكون ايجابي وليس سلبي.

ارتفاع الغاز عالميا

أزمة الغاز في أوروبا

يذكر أن الدول الأوروبية لا تزال تقع تحت وطأة نقص إمدادات الغاز بسبب التوتر المستمر مع روسيا، والذي بلغ ذروته مع فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات استهدفت قطاع الطاقة الروسي، على خلفية العملية العسكرية التي تجريها موسكو في أوكرانيا، ما أدى إلى انخفاض إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز إلى أوروبا لأسباب فنية، تحول العقوبات دون حلها.

وأكدت روسيا مرات عديدة أنها كانت ومازالت، مصدرا موثوقا لتصدير الغاز الطبيعي، مؤكدة على أنها مستعدة لتوفير جميع احتياجات أوروبا من الغاز، لكن العقوبات الأحادية التي تبنتها بروكسل ضدها، هي من وضعت عراقيل أمام تدفق إمدادات الغاز بشكل طبيعي.

ويتوقع خبراء أنه مع قرار روسيا بتحويل مدفوعات صادرات الغاز الطبيعي نحو أوروبا إلى عملة الروبل، ربما تشهد القارة الأوروبية أسوأ أزمة طاقة منذ السبعينيات.


-