الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله.. كيف تعرض نجيب محفوظ  للنصب من قبل أحد المقاولين؟

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تلقى الكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي تحل غدًا، الاثنين 29 أغسطس، ذكرى رحيله، العديد من النصائح من الكاتب توفيق الحكيم، ومن أبرز النصائح تلك التي تتعلق بالمالية، ورغم ذلك تعرض للنصب، حسب ما جاء في حوار غالي شكري، الذي أجراه مع الراحل سنة 1963 ونشر في كتاب "نجيب محفوظ ناقدًا.. مقاربة تأويلية لحواراته في المجلات الأدبية"، للكاتب الدكتور تامر فايز، والمنشور عن الهيئة العامة للكتاب.

 

سرقة نجيب محفوظ

وجاء في الحوار أن توفيق الحكيم كان يسدي نصائحه المالية دائما لنجيب محفوظ، فعندما حصل نجيب محفوظ على جائزة الدولة التشجيعية عن الثلاثية، وكان مقدارها ألف جنيه، وكان يريد نجيب أن يصرفها في أوجه كثيرة، نصحه توفيق الحكيم بأن يضعها فورا في البنك حتى يضمن حياة رغدة لابنتيه، وهو مشغول بهذا فعلا، وقد قلب هندسة شقته المتواضعة في العجوزة كما قال "لأن أحدا من الناس لا يعرف منزله، ولا يزار هو فيه، فهو يريد أن يبعد به عن جلبة الأصدقاء والصحافة، وكان حتى وقت قريب يكتب على كتبه (غير متزوج) ليهيئ حجرة لكبراهما، وكان قد فكر أن يبني فيلا بالألف الأخرى التي تقاضاها عن قصة "أولاد حارتنا" من الأهرام، فلم يمنعه توفيق الحكيم من ذلك، ولكن ظهر أن المقاولين الذين أخذوا منه هذه الألف كانوا عصابة من النصابين، ويقول هو ساخرا ومعزيا نفسه: “فقد انتقم الجبلاوي لموته”.

 

مسيرة نجيب محفوظ المهنية

بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة “الرسالة”، وفي 1939، نشر روايته الأولى “عبث الأقدار” التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية، ثم نشر “كفاح طيبة” و"رادوبيس" منهياً ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة. 

وبدءاً من 1945، بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية “القاهرة الجديدة”، ثم “خان الخليلي”، و"زقاق المدق".

 جرب نجيب محفوظ الواقعية النفسية في رواية “السراب”، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع: “بداية ونهاية”، و"ثلاثية القاهرة"، فيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته: “الشحاذ”، و"أولاد حارتنا"، والتي سببت ردود فعلٍ قوية، وكانت سبباً في التحريض على محاولة اغتياله. 

كما اتجه محفوظ في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفانتازيا كما في رواياته: “الحرافيش”، و"ليالي ألف ليلة"، و"كتابة البوح الصوفي"، والأحلام كما في: “أصداء السيرة الذاتية”، و"أحلام فترة النقاهة"، واللذان اتسما بالتكثيف الشعري، وتفجير اللغة والعالم. 

وتعتبر مؤلّفات محفوظ من ناحية بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارها تدويناً معاصراً لهم الوجود الإنساني، ووضعية الإنسان في عالم يبدو وكأنه هجر الله، كما أنها تعكس رؤية المثقّفين على اختلاف ميولهم إلى السلطة.