الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبوه طرده ونام ومات بين الزراعات.. ما قصة نجار طما بسوهاج؟

صدى البلد

“اطلع برا بيتي مش عاوز اشوف وشك تاني”، تلك الكلمات التي كانت بمثابة رصاصات تُطلق من فم أب سبعيني لنجله الثلاثيني، وأنهت حياته بعد ثلاثة أشهر من التلفُظ بهم، حيث عثر الأب على جثمان نجله مُتعفن ومُتحلل بين الزراعات اما منزله الذي طرد منه فلذة كبده، بمركز طما شمالي محافظة سوهاج.

واقعة لا يعلم أحد من الجاني بها، هل الأب الذي طرد نجله من منزله وجعله يقطن الشوارع والزراعات، أم الحياة والعمل التي لم تعطي شابًا ثلاثينيًا يعمل نجارًا، المال الكافي ليقتدر على افتتاح منزلاً خاص به، أم الجحود الذي أصبح يسكن قلوب الأهالي على ابناءهم والابناء على والديهم.

جثة مُحللة.. وأب جاحد

اقشعرت الأبدان وزُلزِلت الأذهان، ولم يستطع المرء الوقوف أمام تلك الأحداث وتحليلها، زراعات أصبحت مأوى شابًا بعد طرد والده السبعيني له منذ ثلاثة أشهر مضت، واليوم أصبحت الزراعات بتلك المنطقة مدفنًا له كان يضمه؛ حتى تعفن جثمانه وتحلل.

مر الأب عصر يوم أمس الخميس من منطقة الزراعات التي تواجه منزل، الذي طرد منه نجله الذي لم يملك من حِطام الدنيا شيئًا سوى عمله ومنزل أسرته، والذي اعتاد أن يقضي ليلته بين تلك الزراعات وينعس بنومًا عميقًا يقتل الفِكر ويوقظه قرصات حشرات المنطقة.

ليرى الأب السبعيني ما لم يكن يتوقعه أبدًا، جثة نجله المطرود في حالة تعفن ومُتحللة، نوبات صرع، ودقات قلب تتفاوت، ولسان تثقله الكلمات، ودموعًا تحتبس بين الجفون، لقد كانت لحظة صادمة في حياة الأب.

تفاصيل الواقعة

وكان قد عثر نجار في بداية العقد الثامن من العُمر، على جثة نجله نجار في منتصف الثلاثينات من العُمر، وسط الزراعات المواجهة لمنزل أسرته، حيث كانت الجثة مُتحللة وفي حالة تعفن، بدائرة مركز شرطة طما شمالي محافظة سوهاج.

وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة طما، يفيد بورود بلاغًا من المدعو (صلاح الدين. ا. ر- 70 سنة- نجار- ويقيم بناحية العتامنة دائرة المركز)، مفادها إكتشافه وفاة نجله المدعو أشرف صلاح الدين- 36 سنة- نجار- ويقيم بذات الناحية)، داخل الزراعات المواجهة لمنزل أسرته.

وبالانتقال والفحص تبين وجود جثة المذكور مُسجاة داخل الأرض الزراعية المُشار إليها، وبمناظرتها تبين أنها في حالة تعفن رمي مُتقدم ومتحللة.

وبسؤال المُبلغ المذكور، قرر بأن نجله المذكور مُعتاد المبيت بتلك المنطقة الزراعية المواجهة لمنزل أسرته، منذ حوالي ثلاثة أشهر؛ لوجود خلافات أسرية بينهما.

وبتوقيع الكشف الطبي بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بأن الجثة في حالة تعفن رمي مُتقدم ولا توجد ثمة إصابات ظاهرية، ولا توجد شبهة جنائية في الوفاة.

حُرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتي أمرت بنقل الجثة إلى مشرحة المستشفى المركزي، وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن الواقعة.