EN 
يحتفل العالم غدا، الاثنين 10 أكتوبر، بـ اليوم العالمي للصحة النفسية، ومن أبرز الأمراض الشائعة التي تؤثر على الصحة النفسية الاكتئاب والقلق، لذا نتعرف على الاختلافات بينهما وكيفية علاجهما، بحسب موقع "Health".
من الطبيعي أن تشعر بالإحباط أو الحزن أو اليأس في المواقف المؤلمة أو الصعبة، ومع ذلك، إذا استمرت مشاعر الفراغ أو الحزن لأكثر من أسبوعين، فهي علامات على الاكتئاب، خاصة عندما تكون الأحداث الإيجابية أو التحسينات في البيئة غير قادرة على رفع الحالة المزاجية.
اليوم العالمي للصحة النفسية
يتميز اضطراب الصحة العقلية هذا بفقدان الاهتمام بالأنشطة، والأرق، والتهيج، والغضب، والشعور بالتباطؤ، ونقص الطاقة، والتغيرات في الشهية والوزن، ومشاكل الجهاز الهضمي، ومشاكل النوم، وما إلى ذلك، وتشمل الأعراض الأخرى التعب المزمن وصعوبة في التركيز وأفكار انتحار أو موت.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن شعار اليوم العالمي للصحة النفسية 2022، والذي يوافق 10 أكتوبر 2022، سيكون "جعل الصحة النفسية والرفاهية للجميع أولوية عالمية".
ويتطلع الخبراء والمختطون والمنظمات المتخصصة في مجال الصحة النفسية والرفاهية لجعل هذا اليوم انطلاقة جديدة لرؤية ملهمة، وهي جعل الصحة النفسية ورفاهية أفراد المجتمع أولوية ذات قيمة عالية يسوق لها ويحميها الجميع أفراد ومنظمات.
فيما تشمل الصحة النفسية حماية الفرد وعلاجه من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق وغيرها، ويتوسع اليوم العالمي للصحة النفسية لمصطلح الرفاهية، وهو مصطلح يعبر عن شعور الفرد بالرضى والسعادة عن جودة الحياة.
ولا ننسى هنا أن المملكة العربية السعودية اختارت أحد محاور رؤية المملكة 2030 ليكون "جودة الحياة"، وخصصت برنامجا كاملا له.
ويعد اليوم العالمي للصحة النفسية من أهم الأيام العالمية التي تهم الإنسان وحياته النفسية، ويسعى لمساعدة الشخص على عيش حياة طبيعية، خاصة بعد تعرض ملايين الأشخاص حول العالم لضغوط نفسية وعقلية نتيجة تفشي جائحة كورونا بعد عام 2019، ولهذا سيتم تقديم أبرز التفاصيل حول اليوم العالمي للصحة النفسية، خاصة شعار اليوم العالمي للصحة النفسية 2022.
ربط الجرائم بـ الحالات النفسية
ساعدت حالات الاكتئاب والحالة النفسية التي يعاني منها البعض في ظهور العديد من النصابين والمحتالين بالمجتمع، وكان آخرهم "المستريح" الذي ظهر في العديد من المحافظات.
ونتيجة لاستمرار وتكرار عمليات النصب والاحتيال فى المجتمع المصري، ظهر ما يطلق عليه "المستريح" في معظم المحافظات، وتحول هذا الأمر إلى ظاهرة تستحق الوقوف على أبعادها ورصد دوافع استمرارها داخل المجتمع.
وتطرقت دراسة مصرية إلى التعرف على هذه الظاهرة من خلال منظور يشمل "الجاني والضحية"، لأن كليهما مشترك في ارتكاب النصب؛ فالجاني يحتال بأساليب متعددة ومداخل متنوعة للنصب والضحايا يساعدونه في جمع أموالهم.
وكان أبرز هذه القضايا التي انشغل بها المصريون قضية "مستريح أسوان" أو "مصطفى البنك" الذي لم يتجاوز عمره 35 عاماً، والمسجل "خطر"، لكنه استطاع أن يجمع حوالي ملياري جنيه، عقب خروجه من السجن بالنصب على عدد من الأشخاص بحيلة الاتجار بها في تجارة المواشي، قبل أن يفر هارباً إلى منطقة جبلية بمركز إدفو في أسوان، إلا أن وزارة الداخلية تمكنت من القبض عليه، في 13 مايو الماضي.
من ناحية أخرى، يعاني ما يقارب من 50% من البالغين من مرض عقلي في مرحلة ما في حياتهم، وأكثر من نصف هؤلاء المرضى لديهم أعراض من متوسطة إلى شديدة، ويلعب الاكتئاب دورا رئيسيا في الإصابة بالإعاقة، وعلى الرغم من تلك الأعداد المتزايدة، إلا أن حوالي 20% فقط من الأشخاص الذي يعانون منه يتلقون مساعدة مهنية.
الاهتمام بـ الأطفال منذ الصغر
ويقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الاهتمام بـ الصحة النفسية يبدأ بالاهتمام بالطفل منذ الصغر، فكلما تقارب الآباء من أبنائهم وقللوا من المشاكل الأسرية أمامهم ينشأ الأطفال أسوياء نفسيا.
وأوضح فرويز، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن احتضان أبنائنا باستمرار يجعلهم أكثر طمأنينة ويجنبنا أمورا كثيرة وغاية في الأهمية، وتابع: "حتى لو وجدت جينات وراثية للمرض النفسي لدى أبنائنا، فمع الشعور بالأمان والعاطفة المكتملة لا يكون هناك خوف عليهم".
وأضاف: "إذا كان ابنك عصابيا ويتوتر لأقل الأسباب، فـ الاحتواء هو العلاج المناسب والمضمون، بجانب إعطاء الطفل الثقة في نفسه منذ الصغر"، واستطرد: "اجعل طفلك يختار ما يريد لـ تزيد ثقته في نفسه، وإذا أراد الحديث معك لا تجبره على الصمت وأعطه الفرصة للحديث".
وطالب فرويز بإعمال التوازن عند التعامل مع الضغوطات والمشاكل والقلق كي لا تتحول إلى أمراض نفسية خطيرة، معقبا: "لازم نعمل توازن مش كل حاجة ناخدها على أعصابنا".
جدير بالذكر أن الاكتئاب يجلب شعورا مستمرا بالحزن، يجعل الشخص يميل إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة التي أحبها من قبل، وهناك نقص في الطاقة، حتى أن بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب يرغبون في إيذاء أنفسهم.
أما القلق، فيشكل قلقا أو خوفا شديدا لا يمكن السيطرة عليهما، واعتمادًا على درجة القلق ونوع الاضطراب، يمكن للشخص أن يشعر بالقلق أثناء الأنشطة اليومية مثل مقابلة أشخاص جدد.
نصائح للوقاية من الاكتئاب
ونقدم لكم عددا من النصائح للتعامل مع الاكتئاب والقلق للحفاظ على صحة نفسية إيجابية ومن بينها:
الرعاية الذاتية
- الأشياء التي تساعد الشخص على العيش بشكل جيد يمكن أن تحسن الصحة الجسدية والعقلية.
- تساعد الرعاية الذاتية في تقليل التوتر وتقليل فرص الإصابة بالمرض وزيادة الطاقة.
- يمكن أن يترك تخصيص القليل من الوقت للعناية الذاتية في الروتين اليومي تأثيرًا كبيرًا.
- وتتضمن بعض أنشطة الرعاية الذاتية ممارسة الرياضة بانتظام، وإعطاء الأولوية للنوم، وممارسة الامتنان، والتركيز على الإيجابية، وما إلى ذلك.
التأمل
- ينتج التأمل عقلًا هادئًا في حالة عميقة من الاسترخاء.
- أثناء التأمل يقضي المرء على جميع الأفكار المختلطة التي تزاحم العقل وتسبب التوتر من خلال التركيز على التنفس.
- النشاط يحسن الصحة الجسدية والعاطفية.
الاحتفاظ بالذكريات اليومية في مفكرة
- المجلة هي أداة مفيدة لإدارة الصحة العقلية.
- يساعد على التعامل مع المشاعر الغامرة بالتعبير عنها في شكل مكتوب، حيث إن كتابة اليوميات تساعد في السيطرة على الأعراض ورفع الحالة المزاجية من خلال إعطاء الأولوية للمشاكل والمخاوف وتحديد الأفكار والسلوكيات السلبية والانغماس في الحديث الذاتي الإيجابي.
ومن أهداف اليوم العالمي للصحة النفسية:
- توعية الأفراد والمجتمعات بأهمية الصحة النفسية والنفسية في جميع دول العالم.
- توعية المرضى وحتى التحدث عن المشاكل النفسية دون الشعور بالخجل أو الحرج ، والتعامل معها كأمراض جسدية لا تقل خطورة عنهم.
- بذل المزيد من الجهد للاهتمام بشعارات وعناوين الصحة النفسية.
- نشر الوعي النفسي الصحيح بشكل صحي بين الأفراد والمجتمعات، ومساعدة المرضى.
