حالة من الحزن والاسى يسيطران على الحاجة نبيلة الملقبة بأم البنات، حيث لم تنجب سوى 5 بنات خلال رحلة زواجها التى بدات منذ 45 عاما ، مع زوجها الموظف البسيط برى الفيوم ، والذى توفى بعد معاناة شديدة مع المرض ، حيث أصيب بالكبد ، وأستمرت رحلة علاجه مع المرض لمدة 10 سنوات مع المرض ، الى ان فارق ربه وفاضت روحه الى الرفيق الاعلى .
تربية بناتها الخمسة
وطرق الزوج حمل ثقيل لزوجته الحاجة نبيلة التى لم تيأس ، ورفضت الزواج رغم انها جميلة وتقدم اليهاعدد كبير من العرسان ، ففضلت ان تقوم بتربية بناتها الخمسة ، بعيدا عن نزوات الزواج ، وترك بناتها عرضة للتشرد والمخاطر.
فبحثت الحاجة نبيلة عن عمل حتى وجدت فرصة عمل كتمرجية عند أحد أطباء النساء والولادة بالفيوم ، ومرة اخرى تخدم بالبيوت لتحسن من دخلها ، وبالرغم من عودتها الى منزلها بعد عناء من العمل الشاق بعيادة الطبيب والخدمة بالمنازل ، الا انها كانت تقوم برعاية بناتها الخمسة ، وتسهر على راحتهم وأستذكار دروسهم بأصرار وعزيمة
ولم تكن المذاكرة فقط هى الحمل الثقيل على ام البنات ، بل كانت اى فتاة تصاب بأى مرض سواء سخونة او نزلة برد ، فكانت تسرع بها الى الطبيب لكى يوقع الكشف الطبى عليها بخلاف شراء الادوية والملابس.
الام المكلومة عاجزة
وعندما وصلت البنات الخمسة لسن الزواج ، كان الاختبار والموقف الصعبة للأم ، التى لاتملك شئا من الدنا سوى معاش زوجها الضئيل فضحت بحريتها من اجل زواج بناتها ، ولم تجد طريق لتجهيزهن سوى التوقيع على أيصالات امانة على بياض لتجار الاجهزة الكهربائية ، نظير تسليمها الاجهزة الاكهربائية والمطبخ لها لكى تستر بناتها .
وكانت بمثابة الام والابلبناتها تستقبل خطابهم ، وتتفق معهم على مستلزمات الزواج ، ووقفت الام المكلوبة عاجزة عن سداد قيمة ايصالات الامانة الخاصة بشراء جهاز البنات ، فقام أصحاب المحلات برفع ايصالات الامانة عليها ، وصدرت ضدها احكام بالحبس تتراوح مابين عامين وثلاثة اعوام وكان بعضها أحكام نهائية واجبة التنفيذ.
فبدأت رحلة هروبها من حملات تنفيذ الاحكام من مسكنها، فتارة تقيم مختفية عند بناتها وتارة أخرى فى أحد الحدائق العامة ، وتدخل اصحاب الخير وسددوا لها قيمة هذه الايصالات ، وتنازل أصحاب ايصالات الامانة عن القضايا والاحكام امام محاكم جنح الفيوم .
ولم يتبق سوى الأبنة الخامسة والاخيرة التى لم تتزوج وتقدم لخطبنها احد الشباب ، فوافقت الام وأضطرت الى الاقتراضمن بنك ناصر الاجتمااعى بقرض قيمته 50 الف جنيه ، بضمان معاش زوجها المتوفى ، وبالفعل قامت بتجهز نجلتها الاخيرة للزواج ، لكنها الان مهددة بالطرد من الشقة السكنية التى تقيم فيها بالايجار الشهرى وقيمته ألف جنيه ، ومايتبقى لها من المعاش بعد خصم قسط القرض مباغ 600 جنيه ، واصبحت مهددة بالطرد من السكن لعدم أستطاعتها سداد قيمة الايجار الشهرى .
وتبكى ام البنات بحرارة شديدة مطالبة اهل الخير ورجال الاعمال بمحافظة الفيوم بمساندتها والوقوف بجانبها ، خوفا من طردها فى الشارع ، خاصة ان كل كبيب تذهب للعمل عنده فى عيادتها يرفضها لكبر سنها ، بالرغم من مقدرتها على العمل كتمورجية بالعيادات.