الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محذرا من التعصب.. مرصد الأزهر: الإسلام أباح ممارسة الرياضة مع الالتزام بالضوابط

الأهلي والزمالك
الأهلي والزمالك

ينتظر عشاق كرة القدم ، مساء اليوم، مباراة السوبر المصري بين فريقي الأهلي والزمالك، قطبي الكرة المصرية، وفي كل مباراة قمة بين الفريقين يكثر التلاسن والتعصب بين الجماهير على السوشيال ميديا وهو الأمر الذي لا ينبغي أن يكون، ومن هنا نستعرض موقف الأزهر في مواجهة التعصب الرياضي.

بدوره، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الإسلام أباح ممارسة الرياضة وبناء القوة الجسدية القوية، ولكن مع الالتزام بالضوابط التي تكمن في المحافظة على النفس والمال والوقت والدين.

وأوضح مركز الأزهر العالمي، أن الإسلام الحنيف، جعل الإلتزام بضوابط ممارسة الرياضة أمر ضروري لا ينفك عن حكم الإباحة لهذه الممارسة، بمعنى أنه لو وصل الأمر لوجود تصرفات منحرفة أو مسيئة أو بث الفتنة فكل هذا يوصل الأمر إلى حرمة هذه الممارسة.

وأشار مركز الأزهر، إلى أنه لا شك أن الحفاظ على الوَحدة مقصد شرعي جليل راعته هذه الضوابط، وقام على وجوبِ حِفظه أدلة عديدة، منها قول الله سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا..} [سورة آل عمران: 103]؛ حتى كان زوال مسجدٍ أولى عند الله سبحانه من نشوب فتنة، أو ظهور فرقة؛ ويدل على ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في مسجد الضرار: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَالله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [سورة التوبة: 108].

كما بيّن صلى الله عليه وسلم أن إذكاء الفرقة من فعل الشيطان؛ فقال محذرًا: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ» [أخرجه مسلم].

وأكد أنه تم رصد تعديات صارخة في مباريات كرة القدم في الفترة الأخيرة  على ضوابط ممارسة الرياضة، من شأنها جلب الضرر للمجتمع وليس للفرد فقط، وهذه التعديات ظهرت على الشّاشات التلفزيونية، أو على صفحات مواقع التّواصل الاجتماعي؛ تضمنت إشارات بذيئة، وألفاظًا نابية، وأوصافًا مشينة.

وأفتى مركز الأزهر ، إلى أن هذه الأفعال والسلوكيات باتت أمرا محرما لما تتضمنه من سخرية ونبذ بالألقاب، وأدلة الشرع على تحريم هذه السّلوكيات وأمثالها أكثر من أن تحصى، ومن ذلك قول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [ سورة الحجرات: 11].

وقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا؛ يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا؛  يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» [أخرجه البخاري وغيره].

وقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ، ولا اللَّعَّانِ، ولا الفاحش، ولا البذيءِ» [أخرجه الترمذي والحاكم].


وحذر مركز الأزهر العالمي، من تكرار مشاهد التَّعصب البغيض ، مهيبا بالرياضيين أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائنا، ولجماهير لعبتهم، وأن ينكروا التصرف الخاطيء على من جاء به من أي فريق أو اتجاه، وأن يغرسوا في النَّشء الانتماء الخالص للدين والوطن.