الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دار الإفتاء : الانتماء إلى التنظيمات المتطرفة مثل داعش وأخواتها حرام شرعًا

حرمة الانتماء إلى
حرمة الانتماء إلى التنظيمات المتطرفة

أكدت دار الإفتاء المصرية، من خلال صفحة الإرهاب تحت المجهر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الانتماء إلى التنظيمات المتطرفة مثل داعش وأخواتها «حرام شرعًا».

حرمة الانتماء إلى التنظيمات المتطرفة

وفي فتوى لدار الإفتاء، أكدت أنه لا علاقة لجماعات التطرف والعنف؛ كتنظيم داعش ومن على شاكلته بهذه المعاني النبوية السامية، بل هم جماعات إرهابية لها ممارسات عدوانية شاذة تجاه العُزَّل والأبرياء.

ولفتت إلى أن القتال الذي يشير إليه الحديث النبوي الشريف: هو الدفاعُ وردّ العدوان، وقد يأتي في صورة حسيّة بإعداد العُدَّة كما هو شأن الجيوش النظامية القائمة الآن في الدولة الحديثة، وقد يأتي في صورة معنويّة باللسان والبيان وإقامة الحجة والبرهان، وهو ما جاء به الشرع الشريف، ودلّت عليه نصوص الدين الحنيف، وجعل له شروطًا وقيودًا وضوابط صارمة.

وأضافت الإفتاء أن الطائفة المذكورة في الحديث الشريف فيمثلها قطاع عريض من خيار الأمة المحمدية؛ من جيوش تعمل تحت راية الدولة، ومن علماء مخلصين سائرين على طريق الهدى والرشاد إلى ما فيه خير البلاد والعباد.

حديث: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق»

أخرج الإمامان: مسلم في "صحيحه"، وأحمد في "مسنده" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وأشارت دار الإفتاء إلى أن المقصود بالطائفة: دلالة لفظ (طائفة) في كلام العرب واصطلاح أهل العلم تشير إلى الجماعة من الناس، والأصل في الطائفة في معهود كلام العرب أنها لا تُحدُّ بعدد معلوم، أما العلماء فقد اختلفوا في حدِّها وعددها فجعلوها ما بين الواحد إلى الألف. ينظر: "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس (3/ 432-433، ط. دار الفكر)، و"لسان العرب" لابن منظور (9/ 226، ط. دار صادر)، و"تاج العروس" للزبيدي (24/ 104، ط. دار الهداية).

وقد اختلف العلماء في المراد بالطائفة المذكورة في هذا الحديث الشريف؛ فذهب الإمام البخاري إلى أنهم أهل العلم؛ فقال في "صحيحه" بعد أن ساق الحديث: [وَهُمْ أَهْلُ العِلْمِ] اهـ.

وذهب الإمامان: أحمد وعلي بْنُ المَدِينِيِّ إلى أنهم أهل الحديث؛ لأنهم أهل التقوى والصلاح الذين تصدوا بهدي السنة المطهرة لأهل البدع الضلال. ينظر: "سنن الترمذي" (4/ 485، ط. مصطفى البابي الحلبي)، و"معرفة علوم الحديث" للحاكم النيسابوري (1/ 2، ط. دار الكتب العلمية).

وبينت الإفتاء، الحق أن هذه الطائفة المباركة يمثلها قطاعٌ عريضٌ من خيار أمة الإسلام؛ كالجيوش التي تقاتل بإذن وليِّ الأمر تحت راية حق معلومة، والعلماءِ المخلصين في شتى علوم الدين والدنيا، وأهل الصلاحِ والتقوى الساعين بالخير في صلاح العباد والبلاد؛ قال العلامة المُنَاوِي الحنفي في "فيض القدير" (6/ 395، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [ويحتمل أن هذه الطائفة مؤلفة من أنواع المؤمنين؛ منهم شجعان، ومنهم فقهاء، ومنهم مُحدِّثون، ومنهم زُهَّاد، وغير ذلك] اهـ.

وقال العلامة الإمام النووي الشافعي في "المنهاج" (13/ 66-67، ط. دار إحياء التراث العربي): [ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين: منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدِّثون، ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض] اهـ.

وحول كلمة «يُقَاتِلُونَ» في الحديث الشريف وردت على معنى المفاعلة التي تدل على المشاركة في الفعل بين طرفين: أحدهما: المبدوء بالقتال، ويُسمى (مُقَاتِلًا) لدى نهوضه للمقاومة والدفاع. والآخر: البادئ بالعدوان ويُسمى (قاتلًا)، وعلى هذا: فهناك فرق كبير في المعنى بين التعبير بكلمة «يُقَاتِلُونَ» التي تشير إلى الدفاع والمقاومة ردًّا للعدوان، وبين لفظة (يقتلون) التي تعني البدء بالعدوان والمبادرة بالهجوم بقصد القتل؛ لذلك عَدَلَ البيان النبوي الشريف عن التعبير بها.