الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طفرات بـ«جدري القردة» تُسبب انتشاراً سريعاً للفيروس

جدري القردة
جدري القردة

أصاب «جدري القردة» أكثر من 77000 شخص في أكثر من 100 دولة حول العالم، ومكنت الطفرات، على غرار «كوفيد - 19»، الفيروس من النمو بشكل أقوى وأكثر ذكاءً، وتجنب الأدوية واللقاحات المضادة للفيروسات في مهمته لإصابة المزيد من الناس.


والآن، حدّد فريق من الباحثين في جامعة ميسوري الطفرات المحددة في فيروس «جدري القردة» التي تسهم في استمرار العدوى، ويمكن أن تؤدي هذه النتائج المنشورة الجمعة في دورية «المناعة الذاتية»، إلى نسخ معدلة من الأدوية الحالية المستخدمة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من «جدري القردة» أو تطوير عقاقير جديدة تستهدف الطفرات الحالية للحد من الأعراض وانتشار الفيروس.


وخلال الدراسة، قاد كاملندرا سينغ، الأستاذ في كلية الطب البيطري، تعاوناً مع فريق بحثي دولي، لتحليل تسلسل الحمض النووي لأكثر من 200 سلالة من «جدري القردة» امتد الفيروس لعقود عديدة، من عام 1965، عندما بدأ الفيروس في الانتشار لأول مرة، إلى تفشي المرض في أوائل القرن الحادي والعشرين ومرة أخرى عام 2022.


ويقول سينغ في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ميسوري، بالتزامن مع نشر الدراسة: «من خلال إجراء تحليل زمني، تمكنا من رؤية كيف تطور الفيروس بمرور الوقت، وكانت النتيجة الرئيسية أن الفيروس يقوم الآن بتجميع الطفرات على وجه التحديد، حيث من المفترض أن ترتبط الأدوية والأجسام المضادة من اللقاحات، لذلك، أصبح الفيروس أكثر ذكاء، فهو قادر على تجنب استهدافه بالأدوية أو الأجسام المضادة من الاستجابة المناعية لأجسامنا والاستمرار في الانتشار بين المزيد من الناس».


وكان سينغ يدرس علم الفيروسات وتكرار جينوم الحمض النووي لما يقرب من 30 عاماً، وقال إن «التماثل أو التركيب لفيروس (جدري القردة) يشبه إلى حد بعيد فيروس اللقاح، الذي تم استخدامه كلقاح لعلاج الجدري»، ومكّن ذلك سينغ ومعاونيه من إنشاء نموذج حاسوبي دقيق ثلاثي الأبعاد لبروتينات فيروس «جدري القردة» وتحديد مكان الطفرات المحددة وما هي وظائفها في المساهمة في أن يصبح الفيروس معدياً جداً.


ويقول سينغ: «ينصب تركيزنا على البحث في الجينات المحددة المشاركة في نسخ جينوم الفيروس، و(جدري القردة) هو فيروس ضخم فيه قرابة 200 ألف قاعدة حمض نووي في الجينوم، ويتم تحويل جينوم الحمض النووي لجدري القردة إلى ما يقرب من 200 بروتين، وستصنع الفيروسات مليارات النسخ من نفسها ولن ينجو إلا الأصلح منها، تساعدها الطفرات على التكيف والاستمرار في الانتشار».


وقام سينغ وفريقه بفحص خمسة بروتينات محددة أثناء تحليل سلالات فيروس «جدري القردة»، ووجدوا أن الطفرات تحدث في نقاط حرجة تؤثر على ارتباط جينوم الحمض النووي، وكذلك في المكان الذي المفترض أن ترتبط الأدوية والأجسام المضادة التي يسببها اللقاح، وتسهم هذه العوامل بالتأكيد في زيادة العدوى بالفيروس.