الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليوم الدولي للتسامح | رضا الله وغفرانه في الرحمة والعفو .. والأزهر: عزِّزوا قيمه فيما بينكم

اليوم الدولي للتسامح
اليوم الدولي للتسامح

اليوم الدولي للتسامح

الأزهر: تمسَّكوا بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف والأخوة

حكماء المسلمين: الإسلام ينادي البشر كل البشر بالإحسان والرحمة والعفو 

مرصد الأزهر: خلق السماحة يجلب محبة الناس

يحتفي العالم في السادس عشر من نوفمبر من كل عام، باليوم الدولي للتسامح، حيث بادرت المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر والعالم إلى التعريف بمعنى التسامح، وكيف عزز الإسلام كخاتم الشرائع والأديان السماوية من مفهومه ونشره بين عموم البشر.

منبرًا للتسامح والسلام والإخاء بين البشر

وقال الأزهر الشريف، في بيانه مفهوم التسامح إن الإسلام دعا إلى التسامح والعفو فيما بين البشر؛ لما فيه من توثيق للروابط الإنسانيَّة، وتعزيز للألفة والمودة بين أفراد المجتمع، يقول تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [الحجر: 85]، ويقول تعالى: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237]، ويقول تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40]، ويقول تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34].

وتابع: جعل الإسلام التسامح سببًا لنيلِ رضا الله وغفرانه وعفوه، يقول تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: 22]، وبالعفو والتسامح تُنال العزةُ، يقول صلى الله عليه وسلم: "وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا" (صحيح مسلم).

وشدد أنه على مرِّ التاريخ -وخلال أكثر من ألف عام- كان الأزهر الشريف منبرًا للتسامح والسلام والإخاء بين البشر، وفي العصر الحديث، وفي عهد الإمام الطيب، بذل الأزهر الشريف جهودًا كبيرة في ترسيخ قيم التسامح والتعايش، فجاب شيخه العالم شرقًا وغربًا يعزِّز هذه القيم، مطلقًا المبادرات والمؤتمرات محليًّا وعالميًّا، فأطلقَ الأزهر بالتعاون مع المؤسسات الدينية حول العالم العديد من المبادرات والمؤتمرات؛ أبرزها: المؤتمر العالمي لمواجهة التطرف والإرهاب، ملتقى حوار الشباب المسلم والمسيحي، مؤتمر نحو حوار إنساني حضاري من أجل مواطني ميانمار (بورما)، مؤتمر “الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل”، مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، الندوة الدولية "الإسلام والغرب.. تنوعٌ وتكاملٌ"، جولات حوار الشرق والغرب.

وفي اليوم الدولي للتسامح، نادى الأزهر الشريف جموعَ البشر حول العالم، أن يعزِّزوا قيم التسامح فيما بينهم، وأن يتمسَّكوا بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف والأخوة، كما يُهيبُ الأزهر الشريف بالحكومات والمؤسسات الدولية بالتمسك بالحوار والتفاهم والتعايش المشترك، الأمر الذي يُسهِمُ في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة التي تحاصر العالم.

دين التسامح والمحبة والسلام

فيما أوضح مجلس حكماء المسلمين بأن الإسلام هو دين التسامح والمحبة والسلام، ينادي البشر كل البشر بالإحسان والرحمة والعفو فيما بينهم، فيستقيم في الدنيا معاشهم، وينالون في الآخرة الرحمة والغفران وجزيل الثواب، يقول تعالى: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237]، ويقول تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [الحجر: 85]، ويقول تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]، ويقول تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40].

وتابع: تعزيزًا لهذه القيم التي نادى بها الإسلام، يبذل مجلس حكماء المسلمين جهودًا كبيرة لنشر قيم التسامح والسلام بين البشر، فنادت وثيقة الإخوة الإنسانية بالعمل جديًّا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورًا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووَقْفِ ما يشهده العالم حاليًا من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي، وتوجَّهت الوثيقة للمفكِّرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان ليعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها باعتبارها طوق نجاة للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان.

كما بذل مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، العديد من الجهود العالمية لترسيخ قيم التسامح والسلام على أرض الواقع، فنظَّم وأطلق العديد من المؤتمرات والمبادرات؛ التي كان من أبرزها: "المؤتمر العالمي للسلام"، "مؤتمر الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، "مؤتمر الأخوة الإنسانية"، "الندوة الدولية الإسلام والغرب.. تنوعٌ وتكاملٌ"، "منتدى شباب صناع السلام"، "سبع جولات لحوار الشرق والغرب" الَّتي توِّجت بملتقى البحرين للحوار.

وفي اليوم الدولي للتسامح، حثُّ مجلس حكماء المسلمين الأفراد والهيئات المعنيَّة والمؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني على تعزيز التعاون فيما بينها لنشر هذه القيم بين البشر، والدعوة إلى وقف الحروب والصراعات، والتمسك بقيم السلام، وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وتكريس الحكمة والعدل والإحسان.

التسامح هو من خلق الإسلام نفسه

من جانبه، أشار مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، لإلى أنه يطلق مصطلح "السماحة" على التسامح مع الغير، في المعاملات المختلفة، وذلك عبر تيسير الأمور، والعدل في التعامل، وعدم القهر أو الظلم، موضحا أن التسامح هو من خلق الإسلام نفسه، الذي حث عليه الله تعالى في كتابه الكريم؛ حيث نهى عن الغلو في الدين، والتشديد في الدين على عباد الله.

وللتسامح الكثير من الفوائد التي تعود على الإنسان بالخير، فالإنسان سمح النفس الهين اللين يمكنه أن يغنم في حياته أكبر قسط من السعادة؛ لأنه بخلقه هذا يمكنه أن يستقبل المقادير بالرضى والتسليم، مهما كانت مكروهة للنفوس. كما يمكنه أن ينال أكبر قسط من محبة وثقة الناس له، لحسن تعامله معهم وتقديره لهم، وعند النصح نجده رفيقًا لينًا هينًا، لا ينشر العثرات.

وكما أن خلق السماحة أو التسامح يجلب محبة الناس فإنه يجلب للإنسان رضى الله تعالى عنه. ففي قوله تعالى: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" [الأعراف: 199]

يدلنا الله عز وجل إلى ما ينبغي على المسلم فعله عند التعامل مع غيره، فهذه الآية تعد جامعة لحسن الخلق مع الناس عبر التسامح مع تقصيرهم والتجاوز عن عثراتهم وغض الطرف عن أي نقص نجده فيهم، وبهذا يتحقق قبول الآخر والتعايش السلمي في المجتمع.