الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مات وهو ساجد.. القصة الكاملة لوفاة خطيب مسجد أثناء الصلاة في سوهاج

الخطيب زكريا محمد
الخطيب زكريا محمد

أشتهر بين أبناء قريته بالسمعة الطيبة وأخلاقه الرفيعة ومساعدته للآخرين، والوقوف بجانب المحتاجين،  لين القلب طيب اللسان، وذهابه إلى المسجد لأداء الصلاة في مواعيدها بل وقبلها، ولما لا وهو خطيب مسجد القرية التي يعيش بها، ليشاء له القدر أن تنتهي حياته وسط ما أحبه وعاش عليه طوال حياته، حيث توفي أثناء الصلاة في المسجد، أنه الشيخ  زكريا محمد أحمد، إبن قرية الصوامعة شرق دائرة مركز شرطة أخميم شرق محافظة سوهاج.

وفاة خطيب مسجد أثناء الصلاة 

صدى البلد ألتقى أسرة الشيخ زكريا للتعرف أكثر على حياته وكيف توفي، في البداية بصوت مُتنهد وبعينان يتلألأ بهما الدموع وبوجهًا لم يستطع النقاب المستدل عليه، أن يُخبئ ما تحمله ملامحه من حزن وأسى، تحدثت أية زكريا محمد، نجلة زكريا محمد أحمد، الذي فارق الحياة بين يدي الرحمن وهو ساجدًا، وقالت "عمره ما حرمني من حاجة.. عمره ما جه عليا.. كل طلباتي مُجابة كان ييجي على نفسه وعلى ظروفه عشاني.. الله يرحمه كان حنون وطيب.. هتوحشني يا بابا".

أب حنون طيب اللسان

وأكدت الفتاة ، التي لم تبلغ سوى عامها 17، خلال حديثها مع موقع صدى البلد، أن والدها كان حنون القلب طيب اللسان لين هين لا يُصعب عليها أمرًا، مشيرة إلى محاولاته الدائمة لرفع أي ضغط من أعلى عاتقها وتوفير جميع مستلزماتها رغم ضيق حالته المادية بعض الوقت.

ولم تنسى والدته أنه كان بارًا بها ويمد لها يد العون دائمًا وابدًا، واردفت قائلة: "زكريا مين زيه ضنايا حبيبي اللي عمره ما زعلني وعمره ما جه عليا كان يشوفني يحضني ويبوس رأسي ولا كأني كنت معاه قبل ما ينزل ولا قبل ما يدخل ينام.. كان خير ذرية كان ذرية صالحة بصحيح.. الله يرحمك يا نن عيني في الجنة ونعيمها أن شاء الله يا قلب أمك".

باراً بوالديه ودوداً معهما

هكذا أكدت الأم الضاحكة الباكية، حيث كان ينتابها الوجع دقائق فتفيض عيناها بالدموع، وتفرح للحظات على بره بها فـ تبتسم إبتسامة يلمؤها الأسى، أن نجلها كان بارًا بها ودودًا معها، يُقبل يداها كلما رأى وجهها وإن كان الفارق الزمني بين التارة التى رأها فيها والأخرى 5 دقائق، ويقبل يداها وجبينها في كل تارة يتقابلان بها.

ولم ينتهي الأمر بـ" زكريا محمد أحمد"، خطيب المسجد، إلى أسرته وعائلته، بل امتد إلى جيرانه واصدقاءه، حيث قال الحاج هيثم صدقي، أحد أصدقاءه، أنه كان بشوشًا متبسمًا لين القلب طيب اللسان، لا تخرج منه أي كلمة يجرح بها أي شخصًا حبيبًا كان أم عدوًا، مُشيرًا إلى أنه طيب العشرة أصيل المعشر.

تفاصيل الواقعة

وتعود أحداث الواقعة عندما فارق الخطيب زكريا محمد أحمد، البالغ من العُمر 43 عامًا، الحياة وهو ساجدًا لأداء صلاة سُنة الشفع والوتر، بعدما كان جالسًا داخل المسجد من قبيل المغرب حتى موعد لقاؤه مع المولى عز وجل، بمسجد قرية الصوامعة شرق دائرة مركز شرطة أخميم شرق محافظة سوهاج.

وتم نقله إلى المستشفى المركزي عبر سيارة الإسعاف للاطمئنان عليه، وكانت الجملة التي قيلت من أحد الأطباء بالمستشفى كالصاعقة وقعت على أهله وأصدقائه وهي:" البقاء لله وحده.. أمر الله نافذ"، ليفرح السامعين بموته البهية ويحزن آخرين لعدم رؤيته مرة أخرى وفراقه الأبدي.

صرحت النيابة العامة بدفن جثمان الخطيب زكريا محمد، وتم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بالأمس، وحُرر المحضر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتي صرحت بالدفن.