الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يفضحه الله ويهتك ستره.. خطيب المسجد الحرام يحذر من فعل عواقبه ندامة

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ فيصل غزاوي ، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن حري بك عبد الله أن تدعو الله أن يجعل لك ذكرا جميلا وثناء حسنا بعدك تذكر به، ويقتدى بك في الخير كما دعا إبراهيم عليه السلام فقال: واجعل لي لسان صدق في الآخرين وانظر ما تبقيه بعدك من أعمال البر أو الإساءة.

يفضحه الله ويهتك ستره 

وأوضح " غزاوي " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة،  أنه قال تعالى: ونكتب ما قدموا وآثارهم ما قدموا من خير أو شر فعلوه في حياتهم وآثارهم ما سنوا من سنةِ خير أو شر فاقتُدي بهم فيها بعد موتهم، منوهًا بأن المرء مؤاخذ بجريرة عمله، وما نزرعه اليوم نحصده غدا فحذار من اتباع الهوى وملازمة العصيان.

وحذر :  فكم من مستهين بحرمات الله حلت به عقوبة الله وخزيه ونكاله ،  وكم من معافى مستترٍ بالمعاصي جاهَرَ وبارز الله بالخطايا؛ ففضحه الله وهتك ستره وأظهر عواره،  وكم من مظلوم دعا على ظالمه فأهلكه الله وانتقم منه وأرداه، وهكذا فكل امرئ ينال جزاءَ فعله ،  وإنه من يزرع الشر يحصد في عواقبه ندامة. ولا يغب عنا قول ربنا: "مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ".

لنذكر النقلة

وشدد على ضرورة الحذر من الغفلة ولنذكر النقلة، ولننظر هل نحن على الجادة وعلى بينة من أمرنا أم قد غفلنا عما أمامنا وأننا سنجازى بأعمالنا قال ابن القيم رحمه الله: "كَمْ مِن مُسْتَدْرَجٍ بِالنِّعَمِ وهو لا يَشْعُرُ، مَفْتُونٍ بِثَناءِ الجُهّالِ عَلَيْهِ، مَغْرُورٍ بِقَضاءِ اللَّهِ حَوائِجَهُ وسَتْرِهِ عَلَيْهِ! وأكْثَرُ الخَلْقِ عِنْدَهم أنَّ هَذِهِ الثَّلاثَةَ عَلامَةُ السَّعادَةِ والنَّجاحِ، ذَلِكَ مَبْلَغُهم مِنَ العِلْمِ".

واستشهد بما قال الله تعالى: ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى)،  وفي هذه الآيات دلالة عَلى أنَّ فِعْلَ الطّاعَةِ يُيَسِّرُ إلى طاعَةٍ أُخْرى، وفِعْلَ المَعْصِيَةِ يَدْفَعُ إلى مَعْصِيَةٍ أُخْرى، وعَلى أنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يُجازِي مَن قَصَدَ الخَيْرَ بِالتَّوْفِيقِ لَهُ، ومَن قَصَدَ الشَّرَّ بِالخِذْلانِ، وكُلُّ ذَلِكَ بِقَدَرٍ مُقَدَّرٍ.

وأشار إلى أن الفرق كبير والبون شاسع بين من يعمل خيرا فيطيب سعيه ومن يعمل سوء فيخيب سعيه؛ فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل بئر معونة القراء السبعين ليعلموهم عرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، وأتى رجل حَرَام بنَ مِلحان، خالَ أنسِ بن مالك من خلفه، فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام:(فزت ورب الكعبة) وأنزَلَ اللهُ تعالَى في شأْنِ هؤلاء العظماء الذين قُتلوا قُرآنًا يُتْلى: (إنَّا قَد لَقِينا ربَّنا فرَضِيَ عنَّا وأرْضانا)، ثمَّ نُسِخَت تِلاوتُه.