الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هيمنة مصرية وسط العرب.. لماذا تتوسع القاهرة في استثمارات الهيدروجين الأخضر؟

صدى البلد

أصبح مصطلح الهيدروجين الأخضر الأكثر شيوعًا واستخدامًا خلال السنوات القليلة الماضية، في سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المُتجددة وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، خاصة بعد أزمة الطاقة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن، والتي فرضت تحدياً كبيراً في تأمين إمدادات الطاقة التي تحتاجها الدول دون الإخلال بواجباتها تجـاه مواجهة أزمة المناخ العالميــة والتعهد بخفض الانبعاثات.

مصر الأولى عربياً 

نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، إنفوجرافا، يؤكد أن مصر الأولى عربياً في عدد مشروعات إنتاج واستخدام الهيدروجين حتى نهاية سبتمبر 2022.

وأضاف مركز المعلومات، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن مصر تعد واحدة من أهم الوجهات العالمية لكبرى الشركات لإنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، مدعومة بشكل أساسي بالإمكانات الكبيرة التي تملكها في مجالات الطاقة المتجددة، بجانب الموقع الجغرافي المتميز والتسهيلات الحكومية الكبيرة التي تعطيها الدولة لتلك الشركات.

وأوضح المركز أنه في ضوء ذلك، فقد تصدرت مصر قائمة الدول العربية في عدد المشروعات المعلنة في مشروعات الهيدروجين، وذلك بنحو 23 مشروعًا.

وعلى جانب آخر، وافقت لجنة الطاقة والبيئة بـ مجلس النواب، في وقت سابق، برئاسة النائب حسام عوض الله، على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 547 لسنة 2022، بشأن الموافقة على مُذكرة التفاهم بشأن التعاون الفني الاستراتيجي بين جمهورية مصر العربية وفرنسا، لتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر في مصر، الموقعة في القاهرة بتاريخ 30/5/2022، والتي تقدم فرنسا بمقتضاها منحة لا تتعدى مبلغ 500 ألف يورو، من خلال مُؤسستها المالية التنموية الوكالة الفرنسية للتنمية AFD. 

من جانبه قال المهندس أحمد محروس، ممثل وزارة الكهرباء، إنه سيتم إطلاق استراتيجية الهيدروجين الأخضر، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وفي ضوئها سيتم تحديد الأولويات المصرية مع الجانب الفرنسي في مجالات التدريب والدعم الفني.

أهمية الاستثمار في قطاع الهيدروجين الاخضر 

في هذا الصدد قال الدكتور علي قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق إن الهيدروجين الأخضر هو أحد مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وازدادت أهميته مؤخراً خاصة بعد عقد مؤتمر المناخ الشهر الماضي بمدينة السلام “شرم الشيخ” وتم الإتفاق مع العديد من الدول الأوروبية في انتاج غاز الهيدروجين الأخضر الصديق للبيئة والذي يساهم بشكل كبير في التحسن البيئي، وانخفاض غازات الكربون الضارة، مشيراً إلى أن إنتاجه في مصر سيزيد من الطاقة المتجددة التي تستخدمها مصر في المشاريع والاستثمار الأخضر وبالتالي مصر تعتبر من أوائل الدول في أفريقيا ومنطقة الشرق الاوسط إنتاجاً للهيدروجين.

وقال الدكتور علي قطب خلال تصريحاته بـ"صدى البلد" إن الهيدروجين الأخضر يعتمد على تحلية مياه البحر، لافتاً إلى أن إنتاجه سيكون من خلال عدد من الأجهزة المكلفة التي تستخدم في إنتاج الهيدروجين، والتي تحتاج لاستثمارات كبيرة خاصة بين مصر ودول أوروبا بكميات تكفي للقيام بمثل هذه المشروعات المصرية التي تهتم بالطاقة النظيفة، بحيث أن ما يكفي يتم تصديره للخارج لأفريقيا والدول الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط.

وتابع أن التمويل الاستثماري في مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر أمر هام للغاية حيث أن الأجهزة التي تقوم بإنتاجه هي أجهزة حديثة ومكلفة وتتم عملية الإنتاج بأماكن قريبة من المسطحات المائية والبعيدة عن المناطق السكنية، وبالتالي الاستثمار في هذا القطاع هام خاصة وأن الظروف الاقتصادية لمصر تعطيها محدودية في انتاج هذا الغاز.

الاستثمارات والاقتصاد الأخضر 

من جانبه قال الدكتور أحمد حجازي، رئيس جمعية مصر الطاقة الخضراء وعضو لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان، إن الهيدروجين الأخضر هو أحد المنتجات الطبيعية لتحليل المياه، ومصطلح الأخضر أطلق عليه لأنه لا يسبب انبعاثات ضارة، والهيدروجين يدخل في صناعات عديدة في دول العالم الأول، ويوجد في مصر أيضا ولكن بشكل محدود.

وأضاف حجازي أنه نظراً لأزمة الطاقة العالمية نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية هناك فرصة كبيرة لدول أفريقيا خاصة مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر لأنه تتمكن من إنتاجه من مصادر عديدة وبالتالي مصر مؤهله وبشدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر  وتصديره بصورة مسالة أو في صورة غازية لدول العالم الأول أو في المناطق الصناعية الجديدة التي يتم افتتاحها بمصر إذا تم بها استثمار.
وتابع حجازي، أن مصر دخلت في طفرة كبيرة خلال الفترة السابقة خاصة فيما يخص الرخصة الذهبية التي تم تفعيلها المصانع كنوع من التحفيز لتشجيع الاستثمارات في كافة المجالات، مؤكداً أن الدولة ستزيل أي معوقات أمام المستثمرين لكي يستثمروا في إنتاج الهيدروجين الأخضر وإعلاء القيمة المضافة لاستخدامه في إنتاجات أخرى كثيرة.

وأشار حجازي إلى أن هذه الاستثمارات ستؤدي للاقتصاد الأخضر والوظائف الخضراء مما سيشجع على تخفيض الانبعاثات وتشجيع الدول الأوروبية أيضا على ذلك.