الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب عالمية ضد 5.6 تريليون سيجارة.. مليار دولار للتخلص من كوارث بإسبانيا

إسبانيا
إسبانيا

"مليار يورو تكلفة التخلص من أعقاب السجائر في إسبانيا" .. نعم هذه ليست كذبة للعام الجديد، ولكنها حقيقة، وسوف يتم العمل بها بداية من الجمعة القادمة، مع تطبيق القوانين الجديدة، المتعلقة بتقليل النفايات داخل إسبانيا.

وتأتي تلك الخطوة، في إطار حرب شاملة يخوضها العالم ضد أعقاب السجائر، وذلك بعد الدراسات المتعددة التي أكدت انها العدو الأول للبحار والمحيطات، كما أنها تؤثر على نمو النباتات، خصوصا كونها مخلفات غير قابلة للتحلل، وبالطبع لا يمكن أن يتم الاستهانة بتلك الدراسات، في ظل أنه قد ارتفع عدد السجائر التي تنتج سنويا إلى 5.6 تريليون سيجارة بالعالم.

بداية جديدة في إسبانيا مع أو جمعة في 2023

تدع الجمعة القادمة – أول جمعة في العام الجديد – بداية جديدة لتعامل الحكومة الإسبانية مع شركات التبغ داخل البلاد، حيث سيتم إجبار شركات التبغ على دفع فاتورة تنظيف ملايين السجائر التي يتخلص منها المدخنون كل عام بموجب اللوائح البيئية الجديدة في إسبانيان وفق ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

هذا القرار، الذي يدخل حيز التنفيذ، هو جزء من مجموعة من الإجراءات المصممة لتقليل النفايات وزيادة إعادة التدوير، حيث يشمل حظرًا على أدوات المائدة والأطباق البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وبراعم القطن ، وأكواب البوليسترين الموسعة والقش البلاستيكي ، فضلاً عن تقليص عبوات الأطعمة البلاستيكية.

يتوافق القانون الجديد مع توجيهات الاتحاد الأوروبي التي تقيد استخدام المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام والتي تهدف إلى إلزام الملوثين بتنظيف الفوضى التي يتسببون فيها، وسيكون مصنعو السجائر مسؤولين أيضًا عن تثقيف الجمهور بعدم التخلص من أعقابهم في الأماكن العامة، لكن لا يزال من غير الواضح كيف سيتم تنفيذ عملية التنظيف أو ما ستكلفه.

مليار يورو سنويا تكلفة التخلص من أعقاب السجائر

وعن تقدير قيمة التعويضات التي ستدفعها شركات التبغ للتخلص من أعقاب السجائر، ذكرت إحدى الدراسات الكاتالونية، أن التكلفة ستتراوح بين 12 إلى 21 يورو لكل مواطن سنويًا، أي ما يصل إلى مليار يورو.

من المفترض أن شركات التبغ ستنقل التكلفة إلى المستهلك ، مما يوفر حافزًا إضافيًا للتخلي عن هذه العادة. وفقًا لإحصاءات الحكومة العام الماضي ، يدخن حوالي 22٪ من الإسبان (16.4٪ من النساء و 23.3٪ من الرجال) مقارنة بمتوسط ​​الاتحاد الأوروبي البالغ 18.4٪.

ويأتي ذلك بعد أن اقترحت الحكومة الكاتالونية تقديم مخطط يمكن بموجبه استبدال أعقاب السجائر مقابل 0.20 يورو لكل منها، مما سيضيف 4 يورو إلى متوسط ​​السعر الحالي البالغ 5 يورو لعلبة من 20، ولكن لم يتم تقديم المخطط بعد.

القيود ستزداد و85% من الإسبان يؤيد ذلك

ويبدوا أن القيود على التدخين سوف تتزايد خلال الفترة المقبلة داخل إسبانيا، فعلى الرغم من العدد الكبير للمدخنين، وخاصة بين الشباب، فإن الرأي العام يؤيد زيادة القيود على التدخين في الأماكن العامة، حيث وجد استطلاع أجرته جمعية طب الأسرة أن 85٪ يؤيدون المزيد من القيود، مع 72٪ يؤيدون حظر التدخين في شرفات الحانات والمطاعم.

وحرصا على الصحة العامة وتقليل عدد المؤخرة التي تجد طريقها إلى البحر ، تم الإعلان عن منع التدخين من حوالي 500 شاطئ إسباني، ففي العام الماضي، حظرت برشلونة التدخين في جميع شواطئ المدينة العشرة.

ووفقًا لمنظمة Ocean Conservancy غير الحكومية ، فإن أعقاب السجائر هي الشكل الأكثر شيوعًا للتلوث البحري ، حتى أكثر من الأكياس والزجاجات البلاستيكية ، حيث يتم التخلص من حوالي 5 مليارات مليار في المحيط.

أعقاب السجائر هي العدو رقم واحد للبحار والمحيطات

وتعد أزمة أعقاب السجائر وتأثيرها على البئية، هي أزمة عالمية، حيث أثبتت عدة دراسات علمية، أن هذا النوع من التلوث هو أشد خطراً على البحار والمحيطات من التلوث البلاستيكي، حيث تغطي البحار والمحيطات 70 في المائة من مساحة الكرة الأرضية وإن تعرضها لخطر التلوث يؤثر على النظم الأيكولوجية فيها، بما في ذلك الكائنات البحرية والعوالق الحيوانية التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه اليومي.

وفقا للدراسة، فإن أعقاب السجائر (الفلاتر) لا تقدم أي فوائد صحية للمدخنين، ولكنها تعمل كأداة تسويقية، حيث أنها فقط تسهّل عملية التدخين، وبالفعل ان هناك العديد من الحملات لحظر فلاتر السجائر، خاصة المصنوعة من أسيتات السليولوز، وهو نوع من البلاستيك يحتاج إلى أكثر من عشرة سنوات لكي يتحلل، فيكفي أن يعلم العالم أنه من بين 5.6 تريليون سيجارة مع فلتر تصنّع سنوياً، ولا يتم التخلص بشكل مدروس سوى من ثلث تلك الكمية من الفلاتر.

ليست البحار فقط ... قاتلة للنباتات

ولم تأت قرارات الحكومات حول العالم لمحاربة أعقاب السجائر من فراغ، ففي دراسة علمية أخرى، تم الكشف بها أن خطر أعقاب السجائر ليس على البحار فقط، بل إنها قاتلة للنباتات ايضا، حيث إنها غير قابلة للتحلل بيولوجياً، وتقتل عدداً ضخماً من النباتات، بحسب دراسة بريطانية.

وذكرت الدراسة، أنهم وجدوا تأثيراً ضاراً لذلك على نجاح عملية الاستنبات ونمو نباتي العشب والبرسيم، المستخدمين كأعلاف للماشية، وفي تزيين الحدائق والمناطق العامة.

وجاء بها، أن أعقاب السجائر، المصنوعة من البلاستيك الحيوي، غير قابلة للتحلل. وعندما تلقى على الأرض وتغطيها التربة، فإنها تقلل استنبات العشب بنسبة 10 في المئة وتضعف نموّه بنسبة 13 في المئة، كما أنها تضعف أيضاً استنبات البرسيم بنسبة 27 في المئة، وتقلل نموه بنسبة 28 في المئة.

وأكّدت الدراسة أن تأثير أعقاب السجائر متساوٍ، سواء أتم تدخينها أم لا، ما يشير إلى أن المشكلة ليست في المواد الكيميائية الموجودة في التبغ، وإنما في المواد الكيميائية المصنوع منها عقب السيجارة ذاته.