الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طعن مدرسة بسكين ومخطط لتفجير قنابل أنبوبية.. كارثة انتشار العنف ضد المعلمين بألمانيا.. القصة الكاملة

العنف في ألمانيا
العنف في ألمانيا

"فجأة وبشكل مباغت وجدت معلمة ألمانية تدعى سابين – 55 عاما – وهي تجلس داخل فصلها في إحدى مدارس مقاطعة ويستفاليا، بدخول طالبة لديها في وقت مبكر بعد الظهر، وتبلغ من العمر 17 عامًا، وإذا به تقوم بطعنها طعنات مميتة، أودت بحياتها داخل الفصل" .. هكذا روت صحيفة فوكس الألمانية أحدث حوادث التعدي على المعلمين داخل مدارس ألمانيا.

 

جاءت تلك الحادثة لتطفو على السطح انتشار ظاهرة التعدي على المدرسين داخل المدارس من قبل طلابهم، وهو ما كشفت دراسة ألمانية عن حجم تلك الظاهرة التي أصبحت أزمة كبيرة داخل المجتمع الألماني، وشملت تلك الاعتداءات تعدي جسدي، وتعدي لفظي، وتهديدات إلكترونية.

 

الطالبة اعتادت التعدي على المدرسين..والتهمة القتل الخطأ

 

 

وعن قصة المعلمة التي توفت نتيجة التعدي عليها، كشف تقرير الصحيفة الألمانية، عن أن الطالبةالتي قامت بالتعدي على معلمتها، كانت معتادة التعدي على المعلمين، حيث ذكر شهود العيان بالحادثة، أن الطالبة أهانت المعلمين مرارًا وتكرارًا، وفقا لنص تحقيقات الشرطة بالحادث، وهو ما أثار التساؤل عن مدى العنف الذي يواجهه المعلمون.

 

وبعد أن قامت الطالبة بجريمتها قامت بالاتصال بالشرطة لتسليم نفسها دون مقاومة، وحصل المدعيالعام على مذكرة توقيف بحق الفتاة ولكن المافجأة أن التهمة كانت القتل الخطأ، وبحسب الادعاء ، فإنتشريح الجثة يظهر أن العديد من الغرز تسببت فينزيف الضحية حتى الموت.

 

يمكن للقضاء رفع التهمة إلى جريمة القتل العمد

 

 

ويبدوا أن القضية التي أثارت الرأي العام الألماني، قد دفعت الوزير الألمانية دوروثي فيلر، للقيام بزيارة المدرسة، وأبدت تعاطفها مع زملاء الموتى خلالالزيارة، وقالت إن المجتمع المدرسي لن يترك وحدهفي حزنهم، فسوف يتم توفير فريق طوارئ منالطبيب النفسي في المدرسة للمتضررين.

 

وذكرت الوزيرة، أنه بادئ ذا بدء، فالتحقيق الحالي قيد الاشتباه في القتل غير العمد، ومع ذلك ، لا يزالبإمكان القضاء رفع مستوى الاتهام إلى جريمة قتل،وذلك إذا أشارت تحقيقات الطب الشرعي ، علىسبيل المثال ، إلى خاصية الخبث، وبحسب القانونالجنائي للأحداث ، فإن الحد الأقصى في كلتاالحالتين هو عشر سنوات.

 

65% اعتداءات متنوعة على المعلمين و35% تعدي جسدي

 

ونشرت الصحيفة الالمانية، في تقريرها نتائج دراسشة ألمانية كشفت حجم التعدي على المعلمين من قبل الطلاب، داخل مدارس ألمانيا، وذكرت الدراسة، أنه لطالما اشتكت النقابات المهنية من تزايداندلاع العنف ضد المعلمين، ولكن الدراسة التي كشفت حجم التعدي ظهرت في نوفمبر 2022، حيثوصفت نسبة كبيرة من 1300 ناظر شملهمالاستطلاع "نتائج محبطة" حول موضوع العنف ضدأعضاء هيئة التدريس.

 

ووفقا للرئيس الفيدرالي لجمعية التعليم والتدريبالألمانية، أودو بيكمان، فإنه أبلغ 65% من أعضاءمجلس الإدارة عن إهانات أو تهديدات أو مضايقاتفي السنوات الخمس الماضية يتعرض لها معلموهم داخل المدارس، فيما كان 48٪، يتعرض للتنمرالإلكتروني من قبل الطلاب.

 

فيما ذكرت الدراسة، أن 35% من المدارس يتعرض مدرسيها إلى اعتداءات جسدية عنيفة من الطلاب تجاه المعلمين.، وكشفت الدراسة أن ولاية شمالالراين وستفاليا الأكثر اكتظاظًا بالسكان، سجلتحتى اعتداءات جسدية في ما يقرب من نصفالمدارس التي شملها الاستطلاع.

 

69% من مدارس ألمانيا تشتكي من نقص المدرسين

 

وبحسب المعلومات التي كشفتها الدراسة، فإن معظم مؤسسات التعليم في ألمانيا تعادي من عجز في هيئة التدريس، خصوصا التعليم العلاجي والخاص، وكذلك المدارس الثانوية والإعدادية والشاملة، حيث يشتكي 69% من إدارات المدارس في جميع أنحاءالبلاد من نقص المعلمين، ويشكو ثلثهم من عبءالعمل الكبير، فيما يشكو حوالي 25% من مشاكلدمج اللاجئين وإدماجهم.

 

وأوضح التقرير، أن هذا العجز يزيد من حالات التعدي نتيجة العجز في السيطرة على الطلاب، بجانب الضغط الكبير الذي يتعرض له المعلمون وتأثير ذلك على المنظومة التعليمية، وهي أزمة تحتاج غلى حل جذري داخل المجتمع الألماني، خصوصا في ظل وجود أزمة أخرى متعلقة بدمج الطلاب أبناء المهاجرين، وهي أزمة تحتاج إلى عدد أكبر من المدرسين أيضا.

 

طالب خطط لإحداث حمام دم بين المعلمين بقنابلأنبوبية

 

 

ورصدت الدراسة عدد من الحوادث لطلاب عنيفينتصدرت عناوين الأخبار بشكل متكرر، وكان أبرزها لطالب يبلغ من العمر 17 عامًا، في مقاطعة دوسلدورف، حيث كان يخطط لهجوم يميني متطرفمخطط له على مدرسته في إيسن، حيث أراد الطالبأن يتسبب في حمام دم بين المعلمين وزملائهالمكروهين بقنابل أنبوبية.

 

وخلال الاعتقال، اكتشف ضباط أمن الدولة، وجود 16 جهازًا مختبريًا ذاتيًا لم تكن أقل بكثير منالتفجير، وفي كتيبات الطالب، تحدث بها عنكراهيته الجامحة وسقوط العرق الأبيض، وكانالقاتل الجماعي أندرس بريفيك أحد قدوته، وهو الذي قتل 69 من تلاميذ المدارس في جزيرة أوتوياالنرويجية.