EN 
"عندما يُغلق بابا للسعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة، بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا" كانت هذه أشهر عبارات هيلين كيلر الأديبة الأمريكية الكبيرة التي فقدت حاسة السمع والبصر منذ طفولتها.
ويعتقد الكثيرون أنه إذا فقد الشخص بصره فهو فقد الشعور بجمال الحياة ورؤية كل ما خلقه الله، ولكن الذي لا يعمله الناس أن من فقد بصره عوضه الله برؤية الأشياء من منظار خاص به، وعلى العكس تكون جميع حواسه في أقوى حالاتها.
نماذج ملهمة لمكفوفين تحدوا الحياة
فإننا إذا نظرنا إلى النماذج التي برعت في العالم سواء في المنطقة العربية أو حتى في الدول الأجنبية نجد أنهم من المكفوفين، ولم يقف فقدان البصر في طريقهم ولم يكن عائقا على الإطلاق، بل فهموا معاني الحياة ولم يتخلون عن الأمل وبرعوا وقاموا بتحقيق الكثير، وتركوا لنا إرثا كبيرا يفتخر به العالم حتى يومنا هذا.
الأديب الكبير طه حسين "عميد الادب العربي" الذي فقد بصره وهو ما زال طفلا صغيرا، ولكنه لم يقف مكانه وحقق نجاحات كبيرة لم يسبقه إليها أحد.
الموسيقار المصري الراحل عمار الشريعي، الذي خرج إلى الحياة كفيف البصر، لكنه قدم لنا الكثير من الموسيقى والألحان التي لا تزال في وجداننا إلى الآن، وأصبح من كبار الموسيقيين المصريين في القرن العشرين.
فضلاً عن الشاعر العربي "أبو العلاء المعري"، الذي فقد بصره وهو في الخامسة من العمر.
وإذا استمعنا إلى أغاني سيد مكاوي نندهش أنه كان من بين من استخدموا فطرته في الموسيقى، حيث إنه كان من بين من فقدوا بصرهم، واستمر لأكثر من 70 عاماً يُمتعنا بموسيقاه التي وصلت إلى قلوب الكثيرين.
وهناك نموذج ملهم للغاية وهي هيلين كيلر الأديبة والمحاضرة والناشطة الأمريكية والتي تعتبر أول شخص كفيف وأصم يحصل على شهادة الليسانس، وأكملت دراستها العليا حتى حصلت على الدكتوراه، وأصبحت بعد ذلك ناشطة بارزة ودافعت كثيرًا عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.
منة الله أول كفيفة تمارس القوس
هناك الكثير من النماذج المصرية الملهمة في القرن الواحد وعشرين برعوا وحققوا الكثير من النجاحات في مجالات عدة رغم ما فقدوه من حواس، من بينهم منة الله عصام الدين أول فتاة كفيفة تمارس رياضة القوس والسهم.
تواصل موقع "صدى البلد" مع منة الله عصام الدين للحديث أكثر حول تجربتها في هذه الرياضة، وتحدثنا معها عن ما حققته من نجاحات، وعن طموحاتها في الفترة القادمة.
قالت منة الله عصام الدين 29 عاماً، خريجة كلية آداب قسم اعلام جامعة عين شمس 2015، إنها كانت مبصرة، ولكن بعد بعد تخرجها من الكلية بدأ نظرها يضعف تدريجياً حتى أصبحت كفيفة.
وأوضحت أنها بدأت بممارسة رياضة القوس والسهم منذ عامين تقريباً، واختارت هذه الرياضة بالتحديد عندما قامت بزيارة النادي لممارسة رياضة الخيل والفروسية في البداية، ولكنها وجدت أنها تميل لممارسة رياضة القوس والسهم، وبالفعل سألت الكابتن بالنادي عن إمكانية ممارسة هذه الرياضة موضحة له أنها كفيفة، فرد عليها قائلا: "ينفع، وهتشوفي بعد شهر هتضربي آزاي".
وتابعت: بالفعل بعد أن تم تدريبي لمدة شهر استطعت إصابة الهدف المطلوب، مشيرة إلى أنها في البداية كانت تلعب على مسافة 5 أمتار ثم تدرجت حتى وصلت إلى 18 مترا، وفي الفترة المقبلة ترغب في الوصول إلى مسافة 25 مترا.
وقالت منة الله، إنها دخلت بطولات عديدة محلية مثل السهم الفضي والذهبي وكأس مصر والجمهورية، وكل بطولة حصلت على مركز أول وميدالية ذهبية فضلاً عن 3 بطولات ودية.
منة الله بارعة في فن الفوتوغرافي
وقالت منة إنها تأمل في الفترة القادمة أن تدخل البطولة التي ستقام في إنجلترا في شهر أغسطس المقبل وتحصل على ميدالية ذهبية لتستطيع المشاركة في الألعاب البارالمبية القادمة وتحصل على الميدالية الذهبية وليس المشاركة لمجرد المشاركة.
أما عن التصوير فقالت إنها حصلت على كورسات في الكمبيوتر والأندرويد بالبرامج الناطقة، ودخلت ضمن مبادرة "قد التحدي" لتعليم المكفوفين التصوير، وتعلمت التصوير، لافتة إلى أنه قامت بتصوير وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج اثناء احتفالية قامت فيها بتكريمهم.
وأضافت قمت بتصوير سفير سلطنة عمان عندما كان هناك لقاء يجمع بينه وبين المكفوفين هنا في مصر وكنت من ضمن الحاضرين.
وأردفت: قمت بتصوير الروائي عصام يوسف أثناء مشاركتي في برنامج العباقرة قادرون باختلاف الموسم الأول، مشيرة إلى أنه هناك فيلم "أمل" من بطولتي، والذي دخل عددا من المهرجانات مثل مهرجان يوسف شاهين، إنجلترا، إيران، فرنسا، إيطاليا، المغرب، حيث حاز الفيلم على المركز الثالث في إيطاليا، وعلى شهادة مشاركة في مهرجان يوسف شاهين.
واختتمت: شاركت في احتفالية قادرون باختلاف، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الشباب والرياضة أشادا بلعبها لهذه الرياضة، تقصد "رياضة القوس والسهم".
