الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الاحتفال بعيد الحب وتقديم هدايا الفلانتين.. العلماء يحددون الشروط الشرعية

عيد الحب
عيد الحب

هل الاحتفال بعيد الحب حرام شرعا ؟ يحتفل البعض بعيد الحب أو الفلانتين ، متسائلين عن حكم الاحتفال بعيد الحب فيما لا يخالف شرع الله تعالى، وعدم فعل أي محرمات، وحسمت دار الإفتاء المصرية جواز الاحتفال بعيد الحب إذا كان لا يخالف شرع الله تعالى.

 

ما حكم الاحتفال بعيد الحب أو الفلانتين 

 

نوه الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الشرع لا يمنع تخصيص يوم والاحتفال فيه بـ«الحب» واعتباره مُناسبة سنوية، طالما أنها لا تتعارض مع تعاليم الدين الحنيف.

 

وأضاف «ممدوح»، خلال إجابته عن سؤال «ما حكم الاحتفال بعيد الحب وتخصيص يوم له»: «كما أنه لا مانع من أن نخصص يومًا للاحتفال بالأم وإظهار مدى الحب، فكذلك لا مانع شرعًا أن نخصص يومًا في كل عام لكي يعبر كل شخص عن مشاعره تجاه الآخر»، لافتًا إلى أنه لا يشترط أن يكون هذا اليوم خاصًا بالشاب والفتاة، فقد يكون خاصًا بين الرجل وزوجته أو الرجل وأبنائه وأشقائه وأقاربه.

 

وتابع: «هناك آراء تنادي ببدعة أو حرمة هذه المناسبات، معللين ذلك بأنها ليس لها أصول إسلامية، بل إنها من ابتكار غير المسلمين، وهذا من باب التشبه بغير المسلمين"، مؤكدًا أنه اعتراض غير صحيح لأن التشبه لا يكون إلا بنية التشبه فعلًا.

 

وطالب «ممدوح» المحتفلين بهذه المناسبة بالحرص على عدم الوقوع في ما يغضب الله عز وجل أو يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي من خلال إظهار المشاعر بشكل لائق وكلمات مهذبة، أما القول إنه ليس لدينا إلا عيدان الفطر والأضحى فكلمة عيد تطلق على الشيء الذي يعود كل عام فسمي عيد الحب لأنه يأتي سنويًا.

الاحتفال بعيد الحب 

نبه الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، على أن ديننا يدعو للحب بكل معانيه السامية، حتى الحب بين الشاب والفتاة هو مطلوب لأننا لا نريد بيوتًا لا تقام على الحب.

 

وأكد عاشور، في إجابته عن سؤال: «ما حكم الحب بين الشاب والفتاة؟»، أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بين أن الحب هو سراج النفوس، مضيفًا: ولكن السؤال ماذا بعد هذا الحب؟ أولًا لا نمنع حبًا بين شاب وفتاة ولكن نلتزم بما قاله رسول الله : «لم ير للمتحابين مثل النكاح»، متابعًا: فإذا أحب الشاب فتاة فليذهب إلى بيت والدها ويطلب خطبتها، مشددًا على أن الحب ليس حرامًا ولكن علينا أن نكلله بالأخلاق وتتضمن الارتباط الوثيق.

 

حكم تسمية عيد الحب بهذا الاسم؟

أفاد الدكتور مجدي عاشور، بأنه من الأفضل تسمية «عيد الحب» بـ«يوم الحب»، منوهًا بأن من يجلدون الناس بتشددهم يجلدون أنفسهم قبل غيرهم. 

 

وألمح «عاشور»، إلى أن علامة العالم بحق أنه يرحم الناس ويحبهم بعلمه وبطاعته وقربه من الله وليس بالتكبر، داعيًا الناس إلى أن ينظروا إلى قلوبهم، وهل عندهم ما يحبونهم وعطاؤهم منه، والصبر عليهم فى طاعة الله. 

 

وأشار إلى أنه «لا يستطيع أحد أن يجلدنا بأفكاره ومن أراد كراهيتنا قابلناه بحبنا وإذا دخل دائرة الحب رأى النور فخرج مما فيه من الظلام، منوهًا بأن معنى الحب جميل وواسع ومطلق ولا يقتصر على الحب بين الشباب والفتيات فقط».

 

شروط الاحتفال بعيد الحب

شروط الاحتفال بعيد الحب ، فقد استنكر الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، فتوى تحريم الاحتفال بيوم عيد الحب «الفلانتين»، التي يروجها الشيوخ على مواقع التواصل، واصفًا أصحاب الفتوى بأنهم «ناس رخمة»، حيث إن الاحتفال الحلال بيوم الحب هو الخالي من المجون الجنسي، والفسوق والفجور، وليس فيه اختلاط أو اختلاء محرم بالفتيات، منبهًا على أن ديننا حثنا على تآلف القلوب والمودة.

 

وتابع: إن الإسلام ليس دين كره، مؤكدًا أن كلمة الحب وردت في القرآن الكريم، في قول الله تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ» (سورة البقرة الآية: 165)، والإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه، قال عن الحب: «للحب سر ما زلت أجهله وكم سواي بسر الحب قد حاروا.. أليس بالليل للعباد أسرار حمر محاجرهم بيض مدامعهم وفي الشفاه تراتيل.. وأذكار لكل قلب إذا ما حب أسرار وكل حب لغير الله ينهار».