الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد حرمانهن من التعليم| صدمة كبيرة بعد حظر طالبان لـ «أدوية منع الحمل».. نساء أفغانستان إلى أين؟

صدى البلد

أوقف مقاتلو طالبان، بيع وسائل منع الحمل في اثنتين من المدن الأفغانية الرئيسية، اليوم الجمعة، زاعمين أن استخدامها من قبل النساء؛ هو مؤامرة غربية للسيطرة على السكان المسلمين، حسبما أفادت «الجارديان».

وحسب مصادر، ذكرت أن حركة طالبان تتنقل من باب إلى باب، وتهدد القابلات، وتطلب من الصيدليات إخلاء رفوفها من جميع أدوية وأجهزة تحديد النسل.

منع بيع أدوة منع الحمل في الصيدليات

وقال أحد أصحاب المتاجر: "جاءوا إلى متجري مرتين، حاملين مسدسات، وهددوني بعدم بيع حبوب منع الحمل، إنهم يفحصون بانتظام كل صيدلية، وقد توقفنا عن بيع المنتجات".

وأكد صيادلة آخرون في «كابول» و«مزار الشريف»، أنهم تلقوا أوامر بعدم تخزين أي أدوية لتحديد النسل؛ حيث قال صاحب متجر آخر: «لا يُسمح بالاحتفاظ بمواد مثل حبوب منع الحمل، وحقن Depo-Provera في الصيدلية منذ بداية هذا الشهر، ونحن خائفون جدًا من بيع المخزون الحالي».

تعد جديد من طالبان على حقوق المرأة

ويعد هذا هو أحدث هجوم على حقوق المرأة من قبل طالبان، والتي أنهت- منذ وصولها إلى السلطة في أغسطس 2021- التعليم العالي للفتيات، وأغلقت الجامعات في وجه الشابات، وأجبرت النساء على ترك وظائفهن، وقيدت قدرتهن على مغادرة منازلهن. 

ومن المقرر أن يكون تقييد وسائل منع الحمل؛ بمثابة ضربة كبيرة، في بلد به نظام رعاية صحية هشًّا، بينما تموت واحدة من كل 14 امرأة أفغانية لأسباب تتعلق بالحمل، وهي واحدة من أخطر دول العالم للولادة.

ولم تصدر وزارة الصحة العامة التابعة لطالبان في كابول، أي بيان رسمي بشأن هذه القضية، ولم يرد ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في أفغانستان، على طلبات للتعليق.

وقال مقاتلو طالبان الذين يقومون بدوريات في الشوارع في كابول، للمصادر: إن "استخدام وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة؛ من الأجندة الغربية".

 

ردود أفعال نساء أفغانستان

قالت فتاة أفغانية، تدعى «زينب»، تبلغ من العمر 17 عامًا، والتي تزوجت قبل عامين في مدينة مزار الشريف: "كان الحظر المفروض على وسائل منع الحمل؛ بمثابة صدمة، عندما أخبرتها القابلة بهذا القرار، الأسبوع الماضي".

وأضافت زينب: "كنت أستخدم موانع الحمل سرًّا؛ لتجنب الحمل الفوري، أريد أن أربي ابنتي جيدًا، بمرافق صحية وتعليمية مناسبة، لكن ذلك حطم أحلامي؛ عندما أبلغتني القابلة الأسبوع الماضي، أنه ليس لديها حبوب منع الحمل والحقن لتقدمه لي، مضيفة: «تركت التعليم لأتزوج، ولا أريد أن يكون مصير ابنتي هو نفس مصيري».

وقالت شابنام نسيمي، الناشطة الاجتماعية الأفغانية: «إن سيطرة طالبان، ليست فقط على حق المرأة في العمل والدراسة، ولكن الآن أيضًا على أجسادهن، إنه حق أساسي من حقوق الإنسان في الحصول على خدمات تنظيم الأسرة ومنع الحمل دون إكراه».

وأضافت الناشطة الأفغانية: «حظر وسائل منع الحمل؛ سيؤثر بشكل كبير على وضع الصحة الإنجابية، المتدهور بالفعل في البلاد، أخشى أن المكاسب التي حققناها في العقد الماضي، ستضيع بعد هذه الخطوة».

تقرير صحي صادم

قبل وصول طالبان إلى السلطة؛ قال تقرير لـ«هيومن رايتس ووتش» في عام 2021: إن معظم المعلومات الأساسية حول صحة الأم وتنظيم الأسرة، لم تكن متاحة لمعظم النساء الأفغانيات، وما ظهر، هو صورة لنظام لا يمكن تحمله على نحو متزايد، لما يُقدَّر بنحو 61٪ إلى 72٪ من النساء الأفغانيات اللائي يعشن في فقر.

وأضاف التقرير: «هو نظام تنجب فيه النساء في كثير من الأحيان عددًا من الأطفال أكثر مما يريدون؛ بسبب عدم توفر وسائل منع الحمل الحديثة، ومواجهة حالات الحمل المحفوفة بالمخاطر؛ بسبب نقص الرعاية، والخضوع لإجراءات يمكن القيام بها بأمان أكبر؛ من خلال الوصول إلى التقنيات الحديثة والقدرة على استخدامها».

فما دعا النشطاء، طالبان، إلى الالتزام بالاتفاقيات الدولية التي تنص على وصول الجميع إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية،  مشيرين إلى أن «الوصول إلى وسائل منع الحمل، والحق في تنظيم الأسرة؛ ليس فقط مسألة حقوق إنسان، ولكنه حق أساسي لتمكين المرأة، وانتشال بلد ما من براثن الفقر».