EN 
يأتي اختيار حمزة يوسف كرئيس للحزب الوطني في إسكتلندا خلفا لنيكولا ستورجون، ليمهد الطريق بأن يصبح رئيسا للحكومة في البلاد، وهو أمر غير مألوف نسبة إلى موجة العنف التي يواجهها المسلمون في البلاد الأوروبية، في ظل نشاط الحركات اليمينية في البلاد الأوروبية، خلال السنوات الأخيرة، خاصة أن حمزة يوسف يعد أول مسلم يتولى منصبا رفيعا في الدول الغربية.
أول زعيم مسلم لبلد غربي
في ظل تنامي الحركات اليمينة المتطرفة في أوروبا، وما يعانيه المسلمون من مضايقات وموجه ترهيب غير مسبوقة يتبعها بعض القوميون أو اليمنيون المتطرفون اللذين يطالبون دائما من طرد المسلمين من بلادهم وترحلهم ويرتكبون بعض الأفعال الاجرامية في حقهم كما حدث في فرنسا، وزادت الاعتداءات عليهم، ومن جانب أخر ارتفع معدل جرائم الكراهية والاعتداءات الموجهة ضد المسلمين في بريطانيا وألمانيا.
كما يصر بعض المتشددين على إهانة شعائر المسلمين وقيامهم الدينية من خلال حرق المصحف الشريف والقرآن الكريم كما حدث في السويد وفنلندا والنرويج والدنمارك.
وبالبحث عن حمزة يوسف الذي انتخبه الحزب الوطني الإسكتلندي الحاكم في إسكتلندا زعيما جديدا له، ليكتب التاريخ كأول زعيم مسلم لبلد غربي.
من المقرر أن يصبح حمزة يوسف البالغ من العمر 37 عاما والابن لأبوين مهاجرين من جنوب آسيا أول شخص ملون يشغل منصب الوزير الأول في اسكتلندا حيث:
- ولد حمزة يوسف في غلاسكو عام 1985 ووالده هو مظفر يوسف من البنجاب الباكستانية.
- هاجر والد حمزة رفقة الأسرة إلى اسكتلندا عام 1960.
- والدة رئيس الوزراء المرتقب هي شايتسا بوتا التي ولدت في كينيا، وتتحدر أسرتها من جنوب آسيا.
- تخرج حمزة من جامعة غلاكسو، وحصل على ماجستير العلوم السياسية عام 2007.
- يوسف، الذي يشغل حاليا منصب وزير الصحة في اسكتلندا، تغلب على مشرعين أسكتلنديين آخرين في منافسة على منصب الوزير الأول بدلا من نيكولا سترغن التي استقالت بشكل غير متوقع الشهر الماضي.
- يدعم الحزب حملة اسكتلندا للحصول على الاستقلال عن بريطانيا، ويمتلك أغلبية مكونة من 64 مقعداً من أصل 129 في البرلمان الاسكتلندي.
- كان يوسف قد صرح قبل إغلاق التصويت بأنه يريد زيادة الضرائب على الأغنياء بشكل كبير، وفرض ضريبة على شركات الطاقة وملاك الأراضي لتمويل تدابير أكثر سخاء لمكافحة الفقر.
- قال حمزة يوسف إنه سيستخدم سلطات البرلمان في فرض ضريبة الدخل وضرائب الممتلكات لزيادة مخصصات الأطفال البالغة 25 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع، والتي تُمنح للأسر الأشد فقراً، حيث كان يحاول جذب أصوات من أعضاء الحزب الوطني الاسكتلندي الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
الجيل الذي سيحقق استقلال إسكتلندا
وعقب اختياره لرئيس الحزب قال: سنكون الجيل الذي سيحقق إستقلال اسكتلندا، مؤكّداً أن الشعب الأسكتلندي بحاجة إلى الاستقلال اعتباراً من الآن، أكثر من أي وقت مضى.
وسارع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى إعلان أنه يتطلع للعمل مع يوسف لكنه رفض الدعوة التي أطلقها الأخير لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال.
وقال متحدث باسم سوناك للصحافيين إن الأسكتلنديين وكل البريطانيين يريدون من السياسيين أن يركزوا على القضايا التي تهمهم أكثر من أي شيء آخر: خفض التضخّم ومعالجة ارتفاع مستوى المعيشة وتراكم عمل المستشفيات.
ويواجه يوسف التحدي المتمثل في قيادة حركة الاستقلال الاسكتلندي عن بريطانيا ففي حين أيد الناخبون الاسكتلنديون البقاء في المملكة المتحدة في استفتاء عام 2014، يريد الحزب الوطني الاسكتلندي تصويتاً (استفتاء) جديداً، لكن الحكومة المركزية في لندن رفضت السماح بذلك، وقضت المحكمة العليا في المملكة المتحدة بأن اسكتلندا لا يمكنها إجراء تصويت جديد دون موافقة لندن.
والحكومة المحلية في اسكتلندا، المقاطعة التي تعد 5.5 مليون شخص، يمكنها البت في موضوعات عدة بينها التعليم والصحة والقضاء.
وبشكل أوسع، هذا الاقتراع قد يترك تداعيات كبرى على مستقبل المملكة المتّحدة، حيث تزايدت الانقسامات في المناطق الأربع المكونة للبلاد (إنجلترا واسكتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية).
الاستفتاء الثاني على استقلال اسكتلندا
ومن قبل أعلنت الوزيرة الأولى في اسكتلندا، نيكولا ستارغن، أن حكومتها تريد إجراء استفتاء آخر على مستوى البلاد، بشأن الاستقلال عن المملكة المتحدة.
واقترحت إجراء التصويت في 19 أكتوبر 2023 وسيكون هناك الكثير من الجدل والمناوشات السياسية، التي يتعين القيام بها بين الحين والآخر، حتى يتم التصويت بالفعل ويكون ذا مغزى.
ومع ذلك، تخطط ستارغن للمضي قدماً على أي حال، ويضيف القرير الحكم البريطاني على اسكتلندا لا يمكن أن يقوم على أي شيء آخر غير شراكة طوعية متفق عليها وقد يؤدي الاستقلال إلى تفكك علاقة طويلة الأمد، إذ كانت اسكتلندا جزءاً من بريطانيا العظمى منذ عام 1707.
وفي عام 2014، طُلب من الأسكتلنديين التصويت على الانفصال عن المملكة المتحدة، وفشلت المحاولة بهامش 55-45٪. وكان من المفترض أن تكون هذه فرصة مرة واحدة في كل جيل للاستقلال، لكن الحزب الوطني الأسكتلندي الساعي إلى الاستقلال، قضى سنوات منذ ذلك الحين في حشد الدعم لإعادة الاستفتاء.
وفي وقت سابق أكدت الوزيرة الأولى الأسكتلندية، اعتماداً على سلسلة من التقارير، أن اسكتلندا المستقلة ستكون أكثر ثراءً وسعادةً وعدلاً والانفصال عن المملكة المتحدة من شأنه أن يمنح سلطة اتخاذ القرار الحاسمة للأشخاص الذين يعيشون هنا، وليس قرار المسؤولين في لندن الذين يتبعون سياسات، على سبيل المثال، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تضر بشدة بمصالح اسكتلندا.
بعد عامين من قرار الناخبين الاسكتلنديين البقاء في المملكة المتحدة، قرر ناخبو المملكة مغادرة الاتحاد الأوروبي لكن اسكتلندا، مع ذلك، صوتت للبقاء.
سيكون أول عمل للوزيرة الأولى هو محاولة تجاوز الحكومة البريطانية وقد طلبت ستارغن من كبير خبراء القانون، في اسكتلندا، الذهاب إلى المحكمة العليا في المملكة المتحدة، للحصول على حكم بشأن ما إذا كان البرلمان الاسكتلندي وحده لديه السلطة لإجراء استفتاء استشاري قانوني.
إسكتلندا تتبنى ممارسة مختلفة عن بريطانيا
ويذكر أن اسكتلندا هي واحدة من الدول التي تشكل المملكة المتحدة، وكانت موجودة في البداية كدولة ذات سيادة قبل التوصل إلى اتفاق للانضمام إلى الدول الأخرى في تشكيل المملكة المتحدة.
لعبت البلاد دورًا رئيسيًا في الحرب العالمية الأولى، حيث سهلت الميليشيات البريطانية بالموارد اللازمة خلال الحرب، وأصبح التعليم سمة مميزة رئيسية للأمة الاسكتلندية لأنها تتبنى ممارسة مختلفة عن بقية المملكة المتحدة.
وتقع عاصمة الدولة في مدينة أدنبرة منذ أوائل القرن الخامس عشر، يقع المجلس التشريعي للبلاد في المدينة أدنبره هي الثانية من حيث عدد السكان في البلاد.
تعد العاصمة دائمًا مركزًا للاهتمام حيث تستضيف العديد من الأنشطة ذات الاهتمام القومي، وتوجد غالبية المؤسسات هنا في العاصمة، وأهمها المتحف الوطني للبلاد، والمكتبة الوطنية للبلاد، والمعرض الفني الوطني بالبلاد. تم توثيق مدينة إدنبرج القديمة من قبل اليونسكو كموقع تراث عالمي بسبب تاريخها الغني.
وتم إنشاء العاصمة حول شاطئ البحر، ويرتبط صخرة القلعة البارزة بالظهور المبكر للعاصمة مع التلال التي يشار إليها عادة باسم “التلال السبعة”.
وتتمتع العاصمة بوضع جيد في مسائل التمكين الاقتصادي، حيث يتم تسجيلها باعتبارها الاقتصاد الأكثر استقرارًا لجميع المدن الواقعة خارج لندن في المملكة المتحدة بأكملها، والعاصمة لا مثيل لها للأشخاص المؤهلين للعمل في مهن مختلفة وهذا يجعلها الأكثر بين المدن الأكثر تنافسية اقتصاديًا في المملكة المتحدة.
تشمل القطاعات الرئيسية التي تشكل اقتصاد إدنبرة البنوك ، والتخمير ، والخدمات المالية ، والبحوث ، والتعليم ، والسياحة ، والنشر.
تجذب العاصمة العديد من الأجانب الذين احتلوا المرتبة الثانية بعد لندن لأكثر المدن زيارة في المملكة المتحدة، وتمثل الأنشطة السياحية دفعة قوية لاقتصاد أدنبرة بسبب العديد من المواقع التراثية والمناظر الطبيعية الجميلة التي يمكن للسائحين القدوم إليها والاستمتاع بها.
مناصب حصل عليها المسلوم في أوروبا
والجدير بالذكر، المسلمين يمثلون قوة لا يستهان بها في أوروبا، بل ويتواجدون في بعض المناصب الحكومية لهذه البلاد وكان منهم:
- فوز المرشح المسلم المواطن من أصول باكستانية، العضو في حزب العمال البريطاني، المحامي صادق خان بمنصب عمدة لندن.
- وبعد فوز المسلم صديق خان بمنصب عمدة لندن، تم انتخاب أول مسلمة لرئاسة برلمان في ولاية ألمانية، حيث تم انتخاب النائبة عن حزب الخضر، السيدة محترم آراس، وهى من أصول تركية، بأغلبية الأصوات لتصبح رئيسة لبرلمان ولاية بادن فورتمبرج الألمانية.
- وكان من أحدث تلك الإنجازات والمناصب العليا التي تقلدها المسلمون في أوروبا انتخاب النائبة البرلمانية الهولندية من أصل مغربي خديجة عريب رئيسة لمجلس الشيوخ الهولندي وهو ثالث أعلى منصب على رأس هرم السلطة في هولاندا بعد الملكة ورئيس الوزراء.
- وتولت أيدن أوجوز المسلمة من أصول تركية منصب وزيرة الهجرة والسكان فى ألمانيا عام 2013، بجانب هادية طاجيك أول وزيرة مسلمة يتم تعيينها كوزيرة للثقافة فى النرويج ونشأت فى عائلة باكستانية استقرت فى النرويج حيث عملت فى مجال الإعلام حتى أصبحت مستشارة للقضايا الاجتماعية لوزير العمل النرويجى.
