الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة سورة يس كاملة.. فيها 5 أسرار لدخول صانع الأصنام الجنة

قصة سورة يس كاملة
قصة سورة يس كاملة

رغم أن جميعنا نعرف سورة يس وفضلها العظيم إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الأسرار عن هذه السورة العظيمة ، ومنها قصة سورة يس ، فقليلين أولئك الذين يعرفونها، ولا شك أن عظم فضل هذه السورة هو ما يثير السؤال عن قصة سورة يس ، خاصة وأنننا في رمضان وهو شهر القرآن ، من هنا ينبغي تدبره وتأمل حكمة السور وقصصها ، والتي تأتي قصة سورة يس في صدارتها لما لها من فضل في استجابة الدعاء وقضاء الحوائج، فقد قيل عنها أنها قلب القرآن .

قصة سورة يس كاملة

قالت دار الإفتاء المصرية ، إن قصة سورة يس هي من القصص الشَّيِّقة التي يرويها لنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، قصة الرجل المؤمن الذي سمع بقدوم رسلٍ لمدينته، فرفض أهل المدينة دعوة هؤلاء الرسل الذين أرسلهم الله إليهم، وهمُّوا بقتلهم، إلا أنَّ هذا الرجل لم يأبه برفض قومه وعنادهم، بل واجههم وحاول إنقاذ الرسل بدعوة قومه إلى الإيمان بالله واتباع هؤلاء الرسل.

وأضافت “ الإفتاء” عبر موقعها الرسمي ، أنه في سبيل موقفه هذا دفع الرجل حياته ثمنًا لصدعه بالحقِّ ومواجهة قومه الكافرين، فكافأه الله تعالى على هذه الشَّجاعة خير الجزاء، والتي لم تكن مجرد شجاعة الإقدام والمواجهة، بل تضمنت أيضًا عددًا من المعاني والدلالات ، منها أنه في البداية يصور لنا القرآن قصة إرسال الرسل إلى إحدى الأماكن والتي ذهب كثير من المفسرين إلى أنها أنطاكية؛ فقال تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ۞ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ﴾ [يس: 13-14].

وتابعت:  فكان جواب القوم المكابرة والعناد: ﴿قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ﴾ [يس: 15]، وبعد أن أكَّدَ لهم الرسل أنهم من عند الله استمرَّ القوم في غيِّهم: ﴿قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [يس: 18]، وهذا من عادة أهل الجهل؛ أن يتفاءلوا بكل شيء مالوا إليه واشتهوه وقَبِلَتْهُ طباعُهم، ويتشاءموا بما نفروا عنه وكرهوه، فإنْ أصابتهم نعمةٌ أو بلاءٌ قالوا: ببركة هذا وبشؤم هذا.

واستطردت: فماذا حدث بعد ذلك؟ يقول الله تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ۞ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ۞ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ۞ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ۞ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ۞ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ﴾ [يس: 20-25].

وأشارت إلى أنه يقال: إن هذا الرجل اسمه حبيب النجار، وقيل: إنه كان يصنع الأصنام، لكنه حين أدرك طريق النجاة سَلَكَهُ، ولم يكتفِ بذلك، بل إنه حاول أن يدعو قومه لسلوك ذات الطريق عسى أن ينجُوا في الدنيا والآخرة، وهذا الرجل له لفتات في دعوته لقومه تدلُّ على ذكاءٍ وحسن تصرفٍ وإدراكٍ صافٍ للحقيقة الدينية، وكيفية دعوة قومه الكافرين.

ونبهت إلى أنه قد التفت هذا الرجل المؤمن في البداية إلى عدم سعي هؤلاء الرسل لتحصيل أي منفعة دنيوية، وذلك شأن الدعوة الحقَّة؛ ألَّا تكون وسيلةً للتكسب، فذلك مما يُخلُّ بقيمتها ويقلل من قدرها، إذ الدعوة الصادقة تقوم على البذل لا الأخذ؛ فقال الرجل لقومه: إنهم لا يسألونكم أجرًا على ما جاءوكم به من الهدى، وباتباعكم إياهم لن تخسروا شيئًا، بل إنكم ستربحون بالاحتفاظ بما تملكون، وبالنجاة من عذاب الله والفوز بجنته باتباع الدين الحق.

وأفادت قائلة: ثم إنه اتَّخذ سبيلًا في النُّصح لقومه بأسلوب منطقي بليغ لطيف، فتحدث كأنه ينصح نفسه، وهو يريد تقديم النصح لهم؛ فقال: ﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي﴾وهو يريد أن يقول لهم: ومالكم لا تعبدون الذي فطركم؛ بدليل أنه قال: ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ولم يقل: وإليه أرجع، وعلى هذه الطريقة في الحديث أخذ يخاطب قومه، فيتساءل مستنكرًا: كيف يتخذ آلهة يعبدهم من دون الله، وهي في حقيقتها مخلوقات لا تضر ولا تنفع! وأنه إن فعل ذلك يكون في ضلال مبين! وأعلن إيمانه بالله داعيًا قومه أن يسمعوا له ويطيعوه، لكن قومه -كما يذكر المفسرون- قاموا بقتله، فأخبرنا الله بحاله وجزائه، قال تعالى: ﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ۞ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ [يس: 26-27].

ولفتت إلى أن من دلالات قصة هذا الرجل المؤمن أيضًا أن المرء ينبغي أن يكون حريصًا على قومه وأهله ومجتمعه، يرجو لهم الخير، ويسعى لخيرهم وصلاحهم، أن هذا الرجل المؤمن لم يشمت في قومه حين دخل الجنة، بل إنه تأسَّى على حالهم، وقال: يا ليتهم يعلمون بما رزقني الله به من نعيم وتكريم، وفي هذا تنبيه على وجوب كظم الغيظ، والحلم عن أهل الجهل والبغي، وعدم الشماتة بهم والدعاء عليهم.

قصة سورة يس مختصرة

اشتملت سورة يس على قصة أصحاب القرية، واستمر ذكر القصة من الآية 13 إلى الآية 30، ثم استمر التعليق على القصة والتنبيه على الدروس المستفادة منها، قال -تعالى-: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ* إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ). (قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ* قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ* وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ* قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ* قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ).

قصة أصحاب القرية 

ابتدأت القصة عند أصحاب القرية، والقرية هي مدينة تسمى أنطاكية وكان بها ملك يُقالُ له: أنطخيس بنُ أنطخيس كان يعبد الأصنام. بعث الله -تعالى- إليه وإلى قومه اثنين من الرسل قيل إنَّ أسماءَهم شمعون ويوحَنَّا. بادر أهل القرية الرسل بالتكذيب، وقد شدَّ الله -تعالى- أزرهم بنبي ثالث وقيل إنَّ اسمه بولص. 

أخذ الرُسُل الثلاثة ينذرون قومهم ويدعونهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده وتركهم الشرك، وأخذوا يعرضون لهم الحجج والبراهين على صدقهم، و كان موقف أصحاب القرية إلا أن قالوا: "كيف يرسل الله تعالى بشراً؟ وكان يجب أن تأتينا رسلٌ من الملائكة"، ردَّ الرسل عليهم بأنَّ الله -تعالى- يعلم أنّا رسلٌ إليكم، وسيظهرنا عليكم ويقهركم، ونحن لسنا مأمورين إلا بإقامة الحجة عليكم ببلاغكم وإنذاركم. 

وكانت حجج المعارضين لأمر الله -تعالى- قد نفدت فما كان من المكذبين المعاندين لرسل إلا أن قالوا: "إنَّا لم نر على وجوهكم خيراً في معيشتنا، وإن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم"، وقيل إنهم قالوا: "لم يدخل مثلكم قرية إلا عُذِّبَ أهلها". ولم يقتصر المعاندون على هذا الكلام، بل بادروا بالتهديد بالضرب والشتم وبالعذاب الأليم. ظنَّ المعاندون لأمر الله -تعالى- أنَّهم بهذا سيخيفوا الرسل، أو يردوهم عن أمر الله -تعالى-، ولكن هيهات هيهات كيف لهم أن يطفئوا نور الله، أو أن يخمدوا العزم في قلوب أنبيائه الذين بادروهم بقولهم: "إن تَطيُّركم منا مردود عليكم فأنتم أهل الإسراف والتكذيب".

و قصة الرجل الذي يسعى مع القوم المعاندين فيها ورد أنَّ الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى اسمه حبيب النجار، فرأى حبيب عناد قومه وتكذيبهم وتهديدهم للرسل، ولما همَّ قومه بقتل الرسل، إذ به يجيء من أقصى المدينة يسعى ينادي قومه شفقة عليهم وخوفاً من أن يمسهم عذاب الله -تعالى-: "اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يطلب منكم مالاً ليبلغكم رسالة ربكم، وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده".

حاول حبيب مع قومه محاولة أخيرة، وكان رجلاً مريضاً بالجذام وكان صالحاً، وقيل إنَّه كان يتصدق بنصف عمله كل يوم، ولكنَّهم أبوا وعاندوا ووثبوا عليه وثبة رجلٍ واحد فقتلوه، فلما قتلوه غفر الله له وأدخله الجنة.
لم يكن من شفقة حبيب إلا أن تمنى أن يرى قومه ما حصل له من النعيم، فيؤمنوا ويحصل لهم مثل الذي حصل له، ولكن الله -عز وجل- عاجلهم بالعقوبة فأهلكهم بعد قتلهم حبيباً، فأرسل الله جبريل وصاح بهم صيحة، فانقلبوا هالكين خاسرين.

سورة يس

سورة "يس" سورة مكية، عدد آياتها (83) آية، نزلت في الفترة المتوسطة من حياة المسلمين في مكة، أي فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، نزلت بعد سورة الجن، سميت السورة سورة "يس" لافتتاحها بهذه الأحرف المتقطعة، وتسمى أيضاً بسورة "حبيب النجار" لاشتمالها على قصته. 

 مقاصد سورة  يس 

  • تأكيد أمر القرآن ورسالة الإسلام.
  • إقامة الحجة على أهل الضلالة.
  • ضرب المثل بأهل قرية أنطاكية.
  • ذكر قصة حبيب النجار.
  • بيان البراهين في إحياء الأرض الميتة.
  • بيان البراهين في إبداء الليل والنهار، وسير الكواكب، ودوران الأفلاك، وجري الجواري المنشآت في البحار.
  • ذلة الكفار عند الموت، وحيرتهم ساعة البعث.
  • سعادة المؤمنين المطيعين وشغلهم في الجنة.
  • تميز المؤمن من الكافر في القيامة.
  • شهادة الجوارح على أهل المعاصي بمعاصيهم.
  • المنة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصيانته من الشعر ونظمه. نفاذ أمر الحق في كن فيكون.
  • كمال ملك ذي الجلال على كل حال.