EN 
الجامع أمام الكنيسة، تلك أولى المشاهد التي تلفت انتباهك لحظة وصولك إلى منطقة الزوايدة في ريف المنتزه شرقي الإسكندرية، ولكن هذا المشهد ما هو إلا تعبير حقيقي عن روح المحبة والمودة بين المسلمين والمسيحين في هذه المنطقة الريفية البسيطة الجميلة.
قطبي الأمة المصرية، وعنصري قوتها، هما المسلمين والمسيحين، ولن تجد في أي دولة في العالم ما يجمع شملهما مثلما يحدث في مصر في جميع الأوقات والعصور ومهما اختلفت الأماكن.
وفي روح جميلة وعميقة الأثر والمعنى، أطلق كهنة كنيسة العذراء مريم والبابا كيرلس السادس بمنطقة الزوايدة شرقي الإسكندرية، مبادرة تعبر عن الوحدة الوطنية بين عنصري الأمة، بتجهيز شنط رمضان لتوزيعها علي جيرانهم المسلمين الأكثر احتياجًا، تيمنًا بهذا الشهر الفضيل، الذي يتوافق أيضًا مع الصيام الكبير للإخوة الأقباط.
الأباء الكهنة في الكنيسة جهزوا الشنط بمساعدة إخوانهم من أئمة المسجد المقابل " العزيز الرحيم "، ونقلوا شنط رمضان إلى المسجد حيث التوزيع على جميع الحالات المستحقة، المشهد الذي يجبرك أن تنحني لعظمة مصر وشعبها بمسلميه وأقباطه، في جو أليف من المحبة والتراحم.
وخارج أسوار الكنيسة والمسجد، وقف الأئمة والقساوسة، يوزعون هدايا رمضانية من فوانيس وخلافه على الأطفال في رسالة فرحة لكل الأطفال والأسر في المنطقة، بالإضافة إلى 3 صكوك رمضانية للكنيسة ضمن المبادرة التي أطلقتها وزارة الأوقاف بعنوان صكوك إطعام صائم.
وفي تصريحات خاصة لصدى البلد، قال القس روفائيل حلمي، راعي كنيسة العذراء مريم والبابا كيرلس السادس بمنطقة الزوايدة ، إن الشعب المصري نسيج واحد، ويتعايش مع بعضه البعض كالجسد الواحد على أرض وطن واحد خلف قيادة واحدة هي الرئيس عبدالفتاح السيسي وفقه الله، واننا لا نردد مسلم ومسيحي وإنما نرفع شعار مصري ومصري، وهذا ما يمثله خير تمثيل وجود الجامع أمام الكنيسة.
وأشار إلى أن المبادرة بدأت منذ عام 2018 بإفطار الصائمين في شهر رمضان، ومع موجة كورونا بدأت فكرة تجهيز شنط رمضان وتوزيعها على الفئات الأكثر احتياجًا، مضيفًا هذا العام أيضًا يجمعنا فترة الصيام والأعياد سويا مسلمين ومسيحين.
وقال ممثل وزارة الأوقاف إن مبادرة القس روفائيل حلمي تجسيدًا للروح المصرية الأصيلة المتجذرة في نفوس جميع المصريين، في إطار الدور المجتمعي المعروف للكنيسة المصرية على مر تاريخها.
