الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقناً للدماء.. طلب مصري عاجل للسودانيين |وتحذر من التدخل الخارجي

الخارجية المصرية
الخارجية المصرية

يشهد السودان أحداثا متصاعدة ومؤسفة منذ صباح أمس السبت، بسبب توتر الأوضاع ما بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع، الأمر الذي جعل مصر تتحرك سريعا من أجل تهدئة الأوضاع داخل البلد العربي الشقيق، مطالبة أطراف النزاع بضبط النفس ووقف الاقتتال؛ حقنا للدماء، وحفاظا على وحدة واستقرار الجارة الجنوبية.

مصر تطالب بحقن الدماء

ودعت جمهورية مصر العربية أطراف النزاع الجاري في السودان، على ضوء استمرار العمليات العسكرية واحتمالات التصعيد، إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية حقناً لدماء أبناء الشعب السوداني الشقيق، وتغليب لغة الحوار من أجل حل الخلافات، حفاظاً على سلامة واستقرار البلاد، وحماية مقدرات الشعب السوداني وطموحات ثورته المجيدة.

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا جاء فيه: "إذ تعبر مصر عن أسفها الشديد وخالص عزائها لسقوط ضحايا ووقوع إصابات بين صفوف الأشقاء في السودان، سواء من العسكريين أو المدنيين، جراء المواجهات العسكرية الجارية، فإنها تؤكد على أنها لن تألو جهداً في القيام بالجهود اللازمة بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة، من أجل نزع فتيل الأزمة الراهنة".

وشددت جمهورية مصر العربية على ضرورة عدم استغلال أي طرف خارجي للتطورات الجارية في السودان من خلال القيام بأعمال تؤجج من حدة الصراع أو تهدف للنيل من سلامة أراضيه، وبما يؤثر على أمن واستقرار وسلامة الشعب السوداني الشقيق.

كما أكدت مصر على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير احمد أبو زيد، ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة الجالية المصرية في السودان، وكذلك المنشآت والممتلكات الخاصة بالبعثات الرسمية المصرية.

ونشر المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، بيانا عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيه إن "الجيش المصري يتابع التطورات في السودان وينسق مع الجهات المعنية لضمان تأمين القوات المصرية الموجودة في إطار تدريبات مشتركة مع الجيش السوداني".

وعرضت مصر وجنوب السودان، اليوم الأحد، الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد المواجهات التي بدأت بينهما السبت - في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.

مبادرة من القاهرة وجوبا

وناشدت القاهرة وجوبا - الأطراف السودانية "تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي"، وذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس جنوب السودان سلفا كير.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي - بأن الاتصال تناول التباحث حول مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان، في ضوء الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتميزة بين الدول الثلاث، ودور مصر وجنوب السودان في دعم استقرار وسلامة السودان.

وأكد الرئيسان خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، مؤكدين كامل الدعم للشعب السوداني الشقيق في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.

كما أعرب الرئيسان عن استعداد مصر وجنوب السودان للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية، حيث إن تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة، مؤكدين أن ترسيخ الأمن والاستقرار، هو الركيزة الضامنة لاستكمال المسار الانتقالي السياسي، وتحقيق البناء والتنمية في السودان.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيسين وجها نداءً للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، مناشدين الأطراف كافة بالتهدئة، وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني.

تحرك من الهجرة المصرية 

من جانبها أعلنت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، السفيرة سها جندي، أن هناك غرفة عمليات مستمرة على مدار الساعة لمتابعة الموقف في دولة السودان الشقيق، وأن هناك تواصلا مستمرا مع المصريين هناك.

وأكدت "جندي"، أن هناك تنسيقا مستمرا لضمان سلامة أبناء الجالية المصرية هناك، وبشكل خاص الطلاب المصريين الدارسين في السودان، مع اقتراب موعد الامتحانات، مشيرة إلى أننا "جاهزون بكل السيناريوهات والبدائل، حرصا على مستقبلهم".

وأضافت وزيرة الهجرة، أن الطلاب المصريين أغلبهم بالعاصمة السودانية الخرطوم، ويبلغ عددهم نحو 5 آلاف طالب، يمثلون نصف عدد الجالية المصرية هناك، معلنة عن إطلاق استمارة لتسجيل بيانات الطلاب المصريين الدارسين في السودان لحصرهم وتجهيز كافة الخطط التي تضمن أمنهم وسلامتهم، بجانب التنسيق مع الوزارات المعنية لعدم ضياع العام الدراسي وإتاحة بدائل.

ولفتت إلى أنه لا يوجد حصر دقيق بالأعداد بسبب عدم قيام أغلب المصريين بتسجيل بياناتهم عند الوصول، مشيرة إلى أن هناك تنسيقا مستمرا مع الخارجية المصرية، بجانب التواصل مع ممثلي مركز وزارة الهجرة للحوار "ميدسي"، وكذلك رموز الجاليات بصورة مباشرة، لمعرفة أماكن تواجدهم وتقييم مدى الخطورة التي يتعرضون لها حاليا وفقا للمستجدات، لإعداد تقرير بالموقف والنظر في البحث والتقييم الشامل لدراسة إمكانية وضع خطة إخلاء عاجلة وفقا للموقف والمستجدات بصورة موضوعية وسريعة.

وأكدت وزيرة الهجرة دعوتها اللجنة الدائمة لمتابعة الطلاب بالخارج للانعقاد وبحث التطورات واقتراح مختلف الخطط، حيث تترأس وزارة الهجرة اللجنة بتكليف من رئيس الجمهورية وعضوية ممثلين عن الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارتي الخارجية والتعليم العالي والجهات والمؤسسات المختلفة المختصة.

الطلبة المصريين بالسودان

وأهابت وزيرة الهجرة بالجالية والطلاب الالتزام بالتعليمات الصادرة من وزارة الخارجية المصرية والتي أعلنتها سفارتنا في الخرطوم، ومتابعة صفحات وزارة الهجرة التي ستقوم بنشر كل المستجدات بصورة دائمة، متمنية السلامة للجالية المصرية وللأشقاء في السودان.

وقد تم إرسال رابط استمارة التسجيل الإلكترونية للطلبة المصريين بالسودان من خلال مجموعات "الواتس آب" التي تم إنشاؤها خصيصا للتواصل المستمر مع طلابنا في السودان ومتابعة أوضاعهم وأي مستجدات تطرأ على الوضع لسرعة التدخل، ويتم ذلك من خلال ممثل مركز وزارة الهجرة لشباب المصريين بالخارج بالسودان، أحمد يسري قطان الطالب بالصف الرابع بكلية الطب بجامعة الأفق بالسودان، حيث بذل جهدا كبيرا خلال الأيام السابقة في تجميع وطمأنة الطلاب المصريين بالسودان.

وبدره قام مينا مكين المنسق التنفيذي لمركز الحوار بتفعيل استمارة التسجيل، حيث وصل عدد المسجلين عليها حتى الآن 467 طالبا مصريا بالسودان خلال الـ 12 ساعة الأولى من إطلاق الاستمارة، يتم متابعتهم على مدار الساعة وبشكل مستمر.

وكان الجيش السوداني أعلن في بيان له، اليوم الأحد، موافقته على المقترح الذي تقدمت به الأمم المتحدة، والذي يقضي بـ فتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، ولمدة 3 ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصر اليوم، على ألا يلغي ذلك حقها في الرد عند حدوث أي تجاوزات من قبل المليشيا المتمردة.

وعلى الجانب الآخر أعلنت قوات الدعم السريع أيضا موافقتها على المقترح الذي تقدمت به الأمم المتحدة، والذي يقضي بـ فتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، ولكن مع احتفاظها بحقنا في حماية المواطنين، وحقها في الرد على أي اعتداءات من الجيش السوداني.