الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر تعاون النقشبندي مع بليغ حمدي.. حكايات مجهولة من حياة شيخ الإذاعة

النقشبندي
النقشبندي

تعدّدت الروايات حول بداية التحاق الشيخ سيد النقشبندي بالإذاعة، ومنها رواية الموسيقار حلمي أمين، الذي أكد أنه هو الذي اكتشف الشيخ عندما سمعه في عزاء، وأعجب بصوته ووجد فيه إمكانيات ومساحات صوتية نادرة، بينما قال المذيع أحمد فراج إنه هو الذي اكتشفه بالصدفة وقدمه للإذاعة بعد ما سمعه يبتهل في الحسين بعد صلاة الجمعة، فدعاه للإذاعة حتى يسمعه بابا شارو.

علاقة السادات بالنقشبندي


وكان الرئيس السادات من عُشاق صوت الشيخ سيد النقشبندي من قبل أن يتولى منصب الرئاسة وحول هذه العلاقة تحدث حفيد النقشبندي في حوار الذي نشر في كتاب «في بيوت الحبايب» قائلًا: «السادات سمع جدي في مسجد الدكروري بالسويس قبل توليه الرئاسة، وسمعه من خارج المسجد بسبب شدة الزحام، وبعد أن أصبح رئيسًا تحدث عن جمال صوته مع طبيبه الخاص الدكتور محمود جامع وهو من طنطا، وأرسل في طلبه من طنطا إلى منزله في ميت أبو الكوم».
واعتاد السادات أن يرسل للشيخ سيد النقشبندي ليستمع بجمال صوته كلنا زار ميت أبو الكوم، كما دعاه لحفل زفاف ابنته بالقناطر.

تعاون النقشبندي مع بليغ حمدي


وكان الرئيس سببا في التعاون بين النقشبندي والموسيقار بليغ حمدي، فأثناء حفل الزفاف نادى السادات بليغ في وجود الإذاعي الكبير وجدي الحكيم، وقال له: «عاوز أسمعك مع النقشبندي».
يحكي الحفيد عن هذا التعاون قائلا: «في البداية خاف جدي من هذا التعاون خاصة وأن بليغ كان مشهورًا بالألحان العاطفية، فيما كان الشيخ يتعامل مع الملحن حلمي أمين الذي كان يميل للون الديني واتصل جدي بوجدي الحكيم، وقال له أنا قلقان من بليغ، فاقترح عليه الحكيم أن يسمعه أولا ثم يقرر، فسمعه جدي في لحن مولاي، وأعجبه وبعدها قال بليغ ده جن، وسجل معه 15 ابتهالا من كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى في عام 1971 من أجمل ابتهالاته، ومنها مولاي وأشرق المعصوم ويارب كرمك علينا وذكرى بدر ولم يحصل جدي أو بليغ على أجر مقابل هذه الابتهالات». 
ورغم الشهرة التي حققها الشيخ سيد النقشبندي قبل وبعد اعتماده في الإذاعة فإنه لم يفكر في تغيير محل سكنه أو الانتقال للسكن بالقاهرة، وعن هذا قال حفيده: كان أبناء الشيخ يلحون عليه كي يأخذ سكنا في القاهرة رأفة به من مشقة السفر اليومي من وإلى طنطا ليكون قريبا من عمله، لكنه رفض وقال لن أبتعد عن السيد البدوي، وحكى لهم أنه رأى في المنام أنه يحاول الخروج من البيت، ولكن يمنعه جمل وقف على باب البيت ورفض، خروجه وقال له مفسرو الأحلام إن هذا الجمل ولي من الأولياء وهو السيد البدوي ويرفض أن تبتعد عنه».
كان بيت الشيخ سيد النقشبندي في زاوية القصبي بجوار مقام السيد البدوي، بيتًا قديمًا من البيوت الواسعة، وبه مندرة مفتوحة باستمرار لإطعام الفقراء القادمين من كل المحافظات لسماع الشيخ.

فلوس النقشبندي تذهب للفقراء

«رغم أن جدي كان يكسب كثيرًا بعد شهرته، لكنه كان ينفق كل ما يحصل عليه على الفقراء، وكان يوميًّا يعود إلى بيته ليجد على مداخل البيت وسلالمه العديد من الفقراء فيوزع حصيلة ما جمعه عليهم ولا يُبقي معه إلا بعض المال يعطيه لزوجته لإعداد الطعام للزائرين من كل المحافظات»، هكذا تحدث الحفيد عن كرم جده الواسع، مضيفًا: اعتاد الشيخ أن يعود من ليلته ويصلي الفجر وينام ويصحو قبل الظهر ليجلس في المندرة بطانته، ومنهم شقيقاه الشيخ إبراهيم والشيخ حسين وبقية بطانته الشيخ حامد الزفتاوي والشيخ محمد أبوليلة، وكانوا يلازمونه في كل مكان وكانوا يجلسون في المندرة ويقيمون الذكر والتواشيح، وكان جدي يحفظ أشعارًا كثيرة ويرتجل الألحان، وكانت هذه الجلسات الفنية مفتوحة يسمعها زوار المندرة». 
كان الشيخ النقشبندي يحب صوت كوكب الشرق أم كلثوم ويقلدها في بداياته ويغني أغانيها وخاصة رباعيات الخيام، وولد الهدى، وبعد شهرته جاءت أم كلثوم في زيارة لطنطا، والتقت به.

النقشبندي وأم كلثوم 


وعن هذا اللقاء قال الحفيد: «قابل جدي كوكب الشرق في غرفة الإمام بمسجد السيد البدوي وزارت مقام السيد البدوي ومقام سيدي عبد المتعال ودعاها لزيارة أسرته في البيت، حيث كانت أمي تحبها جدا وتغني أغانيها لأنها كانت تتمتع بصوت جميل، ولكن جدي رفض أن تسلك ابنته مجال الطرب والفن، رغم أن صديقتيها زينب یونس وياسمين الخيام سلكتا هذا الطريق، وجاءت أم كلثوم إلى البيت واستقبلها أبناء الشيخ وزوجته استقبالا حارًا كما ربطت جدي علاقة أصدقائه وجدي قوية ببليغ حمدي وكان يزوره في البيت وكان من أصدقاءه وجدي الحكيم، وعدد كبير من المؤلفين والشعراء، وكان الشيخ الشعراوي من أقرب أصدقائه، ولهما صور في رحلات إلى بورسعيد في الصيف».