الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف بدد السيد المسيح شكوك تلميذه؟.. القصة الكاملة لاحتفال الكنيسة الأرثوذكسية بـ"أحد توما"

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بـ"أحد توما"

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بـ "أحد توما"، وهو الأحد الأول بعد عيد القيامة المجيد، وهو أحد الأعياد السيدية الصغري الذي تحتفل به الكنيسة. 

والأحد الجديد أي الأحد الأول بعد القيامة (ثامن يوم بعد القيامة) إذ بقيامة الرب من الأموات (الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا) (2 كو 5: 17).. فيه ظهر الرب بعد قيامته مرة أخرى لتلاميذه والأبواب مغلقة كما سبق أن ولد من العذراء مريم وبتوليتها مختومة، وكما قام من بين الأموات بقوة لاهوتية والقبر مختوم.

ويقول القمص إشعياء عبد السيد في كتابه - طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - من الشخصيات البارزة هنا في هذا الظهور توما أحد تلاميذه، إذ كان معهم هذه المرة فأراد السيد المسيح أن يزيل شكوكه لذا أول شيء أراه أثر المسامير والحربة فللوقت آمن قائلًا: (ربى وإلهي)!

ويضيف أن السيد المسيح، أراد أن يقطع كل الشكوك إذ ظهر لاثنين من تلاميذه كانا منطلقين إلى قرية عمواس وسار معهما طوال الطريق وانفتحت أعينهما، وأيضًا ظهر لبعض تلاميذه على بحر طبرية وأكل معهم سمكًا مشويًا وخبزًا (يو 21: 1 - 14) وقد ظهر الرب بعد القيامة ظهورات كثيرة منها: ظهر لبعض النسوة  ولسبعة من الرسل على شاطئ بحر الجليل  وللتلميذين المنطلقين إلى عمواس  وللتلاميذ، وللتلاميذ ومعهم توما ولخمسمائة أخ، ولتلاميذه يوم الأربعين، هذا ما عدا ظهوراته الأخرى طيلة الأربعين يومًا قبل صعوده إلى السماء.

وأوضح القمص إشعياء أن أول شيء يقوله السيد المسيح لتلاميذه عند ظهوره لهم كان (سلام لكم)، كما سبق أن علم تلاميذه قائلًا (أي بيت دخلتموه فقولوا أولًا سلام لهذا البيت فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه) فهو الذي طوب صانعي السلام (طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون)،  كما ترنمت الملائكة عند ميلاده قائلة (المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة) الذي في سلام مع نفسه هو في سلام مع الناس وفي سلام مع الله متمتعا باله السلام في داخله.. وفي هذا الصدد يقول القديس مار اسحق: "اصطلح مع نفسك تصطلح معك السماء والأرض".

وأشار إلى أن السيد المسيح لم يوبخ توما أو ينتهره في شكه هذا ولكن في حنو وإشفاق نظر إليه ووهبه قوة الإيمان (لأنه يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون)  سمح الله لتوما أن يضع يده في جنبه، فكم كان موضع الحربة متسعا حتى يكفى لأن يضع توما يده فيه.. أيضًا يلمس اثر الجراح التي للمسامير في يديه ورجليه ليزيل شكوكه فيعترف من عمق قلبه قائلًا (ربى وإلهي). 

وقال إن شك توما كان ذا أهمية، فالسيد المسيح أبقى أثر المسامير والحربة، ومازالت لتكون برهانًا ساطعًا وستظل تؤكد أن الابن الكلمة هو الذي صلب وقبر ثم قام.. بجانب هذا نستطيع أن نقول أنه لا يكفى أن يكون الرب معنا ولكن أن نحس أيضًا بوجوده فينا كل حين، فلقد كان مع تلميذيّ عمواس طوال الطريق يتحدث معهما ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته، أيضًا ظهر لمريم المجدلية ولكنها فالتفتت وقالت له: ربوني الذي تفسيره يا معلم.