الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحركات أمريكية ومطالب مصرية عاجلة.. هل تنجح جهود وقف التصعيد في فلسطين

القدس
القدس

تتخذ مصر وقيادتها السياسية، موقفًا ثابتًا تجاه فلسطين وقضيتها باعتبارها قضية العرب المحورية، وتقدّم كل الدعم والمساندة للأشقاء في الأراضي المحتلة، من خلال دورها الإقليمي والدولي، معتبرة فلسطين جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي.

ويؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن القضية الفلسطينية تقع على رأس الأولويات المصرية، ويشدد دوماً على ضرورة التوصل إلى حل نهائي بإقامة دولتين، بما يسمح بالحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإحلال السلام، والاستقرار في المنطقة.

مستجدات القضية الفلسطينية

واستقبل الرئيس السيسي، مايك تيرنر رئيس اللجنة الدائمة لشئون الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، وبرفقته وفد كبير من أعضاء اللجنة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وذلك بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وجون ديروشر القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة.

وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاســة الجمهورية، بأنَّ اللقاء شهد تأكّيد قوة ومتانة علاقة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، إذ أكد الجانب الأمريكي في هذا الصدد محورية الدور الذي تقوم به مصر كركيزة للاستقرار والسلام في المنطقة، إضافة إلى دورها الرائد في مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يتطلب مواصلة وتعزيز التعاون والتشاور بين مصر والولايات المتحدة على جميع المستويات، لدرء المخاطر والتحديات المتصاعدة على المستويين الدولي والإقليمي.

وأضاف المتحدث الرسمي - بأنَّ اللقاء شهد نقاشاً مفتوحاً بين الرئيس وأعضاء الكونجرس الأمريكي، إذ تمّ التطرق إلى الأزمات التي يعاني منها العديد من دول المنطقة، وتهدد المقومات الأساسية للدول في حد ذاتها، بما يعرض مقدرات شعوبها لمخاطر وجودية، ويُنذر بمزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية للملايين من شعوب المنطقة.

وكشف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أنَّ اللقاء تناول كذلك مستجدات القضية الفلسطينية، إذ أكّد الرئيس أهمية العمل على استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية وفق ثوابت المرجعيات الدولية، مشيراً في هذا الصدد إلى الجهود المصرية الحثيثة، التي تتم بالتوازي، لتثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذا مبادرات إعادة إعمار غزة، ومؤكداً أن السلام العادل والشامل، من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة ورحبة في المنطقة، لصالح التنمية والازدهار لجميع الشعوب.

كما أكّد رئيس الجمهورية موقف مصر من التطورات الجارية بالسودان، من حيث ضرورة وقف إطلاق النار على نحو دائم وشامل، والشروع في حوار سلمي يؤدي إلى استكمال المسار الانتقالي، على النحو الذي يرتضيه الشعب السوداني الشقيق، ويجنبه المعاناة الإنسانية، ويتيح له المضي قدماً في مسار الاستقرار والتنمية.

يذكر أن الرئيس السيسي، استقبل منذ 3 أيام ، وفداً رفيع المستوى من مجلس النواب الأمريكي، برئاسة "كيفن مكارثي" رئيس المجلس، وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء شهد تأكيد عمق الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، وما يجمع بينهما من روابط وعلاقات تعاون وثيقة ومتشعبة.

كما تطرق اللقاء إلى القضية الفلسطينية، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة، بما يفتح آفاقاً جديدة للتعايش السلمي والتنمية والازدهار لجميع شعوب المنطقة.

وأعرب "مكارثي" عن تثمين الإدارة الأمريكية للجهود المصرية الإيجابية في هذا الصدد، مشيراً إلى دور مصر الفاعل في الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والدفع نحو تنشيط عملية السلام.

تهدئة الأوضاع في فلسطين 

يذكر أيضاً أنه قد ألقى السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بيان مصر خلال جلسة النقاش المفتوح لمجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط خاصة القضية الفلسطينية في أبريل 2023.

وأشار عبدالخالق إلى تصاعد حدة التوترات في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال الأسابيع الماضية نتيجة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة عبر التوسع الاستيطاني، وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، واقتحام المدن الفلسطينية، واستمرار عمليات القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال والمستوطنون ضد المدنيين العزل بما في ذلك الأطفال، حيث وصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام إلى نحو 98 شهيدًا حتى الآن، وهي الممارسات التي أدانتها وزارة الخارجية المصرية في أكثر من بيان خلال الفترة الماضية.

وأضاف مندوب مصر أنه إزاء استمرار هذا الوضع المتوتر، فقد حرصت مصر بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية على عقد اجتماعي العقبة وشرم الشيخ في فبراير ومارس الماضيين بمشاركة كل من فلسطين وإسرائيل من أجل احتواء الوضع والعمل على التهدئة وضبط النفس حقنا لدماء الأبرياء.

وتم الاتفاق خلال الاجتماعين على جملة من التوصيات كان من أبرزها وقف الإجراءات الأحادية خاصة في مجال الاستيطان، واحترام الوضع القائم والوصاية الأردنية الهاشمية في الأماكن المقدسة، وبالرغم مما تم التوافق عليه في اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، إلا أن الأوضاع لم تهدأ على الأرض نتيجة عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

ولم تسلم الأماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة خلال الأسابيع الماضية من الانتهاكات الإسرائيلية في ظل تزامن الاحتفال بالأعياد الدينية للأديان السماوية الثلاثة، استمر اقتحام الجماعات اليهودية المتشددة تحت حماية قوات الاحتلال للحرم الشريف، والاعتداء على المصلين من قبل قوات الاحتلال، بجانب تقييد حرية الوصول لأماكن العبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والوضع القائم بالأماكن المقدسة والوصاية الأردنية الهاشمية.

وشدد السفير أسامة عبدالخالق، أن الأوضاع الحالية تؤكد ما سبق أن حذرت منه مصر مرارًا وتكرارًا بأن استمرار الانتهاكات الحالية ينذر بالدخول في دائرة مفرغة من العنف يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء، ولكي نتجنب استمرار الوضع الحالي والحفاظ على فرص تطبيق حل الدولتين وتحقيق السلام، فإن مصر تدعو للقيام بالخطوات التالية:

أولًا: تنفيذ ما تم التوافق عليه في اجتماعي العقبة وشرم الشيخ خاصة فيما يتعلق بوقف كافة الإجراءات الأحادية المتمثلة في التوسع الاستيطاني، وأعمال العنف ضد المدنيين سواء من قبل القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية وعمليات الاعتقال، واقتحام المدن الفلسطينية.

ثانيًا: عدم المساس بالوضع القانوني والتاريخي القائم بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، واحترام وصاية المملكة الأردنية الهاشمية على الأماكن المقدسة.

ثالثًا: توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحقيق المساءلة في الانتهاكات التي يتعرض لها.