الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

7 صفات تجعلك من عباد الرحمن .. أعظمها قيام الليل بهذه الكيفية

قيام الليل
قيام الليل

يتساءل البعض عن صفات عباد الرحمن وكيف يكون منهم، حيث سلط الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الضوء على هذه الصفات، خلال حديثه عن تفسير سورة الفرقان. 

7 صفات تجعلك من عباد الرحمن

وقال علي جمعة: حظيت سورة الفرقان بنصيب كبير في عد فضائل عباد الرحمن وخصائصهم، حتى بلغت صفاتهم في تلك السورة خمسة عشرة صفة، فإذا تأمل المؤمن تلك الصفات وتخلق بها كان عبدا ربانيا، وداعيا بحاله قبل قاله، وإذا رفع يده إلى السماء استجاب له ربه تكرمة له ورحمة به.

بدأ ربنا تلك الصفات بقوله تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا) [الفرقان :63] فهم لا يمشون على الأرض طغيانا وتجبرا، بل يمشون على الأرض وهم على يقين أنها تسبح لله، يمشون عليها وقد امتلأت قلوبهم بالحب لخلق الله، الإنسان قبل الحيوان، والحيوان قبل الأكوان، يمشون على الأرض تترقرق الرحمة في قلوبهم، يتعامون مع الكون وكأنه حي مدرك، ويتعاملون معه برفق، فالمسلم عبد من عباد الرحمن يمشي على الأرض هونا، ويعتذر لخلق الله، ويقدر حالهم من الجهل والجهالة.

ومن صفات عباد الرحمن التي عددها الدكتور علي جمعة ما يلي: 

1- عباد الرحمن هم الذين يؤمنون بأن في الليل منحة إلهية، ونفحة صمدانية، وحالة ربانية يستجيب الله فيها للدعاء، فقائم الليل يؤثرون حب الله عن حب النوم ولذته، وإن هذا من شأنه تحمل أعباء الدعوة، ومن شأنه ضبط النفس عند الغضب مع الآخرين، وتدبر القرآن في الليل له ثمار عظيمة فيدرك المؤمن مقاصد الإسلام العالية، فيعلم أن الإسلام يتصف بالعالمية، وأنه لابد أن يكون داعيا إلى الله بحاله قبل قاله دائما.

2- ثم قال- تعالى- في وصفهم : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا* إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًا وَمُقَامًا) [الفرقان :65 ،66]، فهم يلجئون إلى الله دائما في كل حوائجهم، ويستعيذون به من كل سوء وخوف، فيستغيثون به- سبحانه- أن يصرف عنهم عذاب جهنم، وذلك بأن يصلح أحوالهم في الدنيا ويثبتهم على الحق حتى يحسن مصيرهم يوم القيامة فيجنبهم النار، ويدخلهم الجنة بسلام.

3- من صفات عباد الرحمن أنهم يخافون من النار، يقول الحسن البصري : يقول الحسن البصري رحمه الله: والله ما صدق عبد بالنار إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وإن المنافق لو كانت النار خلف ظهره ما صدق بها حتى يتجهم في دركها. والله ما أنذر العباد بشيء أدهى منها. (فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ* لاَ يَصْلَـٰهَا إِلاَّ ٱلاْشْقَى * ٱلَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ) [الليل:14-16]. إنها نار السعير، لا ينام هاربها، وجنة الفردوس لا ينام طالبها.

4- التوازن والاعتدال في الإنفاق والثناء، فقال تعالى : (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) [الفرقان :67].

5- يهتدون بهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، كما وصف في القرآن والتوراة، فعن عن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- فقلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ؟ قال : أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن، يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرز للأميين، فأنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما وقلوبا غلفا» [رواه البخاري]. 

6- يقيمون الليل في طاعة وذكر فقال تعالى : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) [الفرقان :64]، ويصدق هذا الوصف ما وصفهم به سبحانه في موضع آخر حيث قال تعالى : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا) [السجدة : 16].

7- لديهم يقين بنزول الرحمات واستجابة الدعوات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول : «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا, حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟! من يسألني فأعطيه ؟! من يستغفرني فأغفر له» [رواه البخاري ومسلم].