الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمين «البحوث الإسلامية»: البحث عن الفهم والتفاهم ضرورة حتمية وفريضة دينية

 الدكتور نظير عياد
الدكتور نظير عياد

نظَّم مجلس حكماء المسلمين ندوة بقاعة "الأوداية" بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، بعنوان: “قواعد الفَهم والتفاهم”، قدمها الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.

قواعد الفَهم والتفاهم

في البداية، افتتح الدكتور سمير بودينار، المدير التنفيذي لمركز الحكماء لبحوث السلام، الندوة مستشهدًا بكتاب الفهم والتفاهم من الفكر واللغة، للعلامة الشيخ الدكتور مصطفى بنحمزة، عضو مجلس حكماء المسلمين، ورئيس المجلس العلمي الجهوي لأقاليم الشرق بالمملكة المغربية.

من جانبه، تناول الدكتور نظير عياد قضايا مهمة تتعلق بواقع المسلم والفهم السليم للإسلام، ومحاولة تحقيق التواصل والتفاهم في عالم المسلمين.

وقال إن هناك العديد من تحديات العصر الحديث التي تؤثر على الفهم الصحيح للإسلام؛ مثل: التغيرات السريعة في المجتمع، وتعدد الأيديولوجيات، والنظريات المتضاربة.

وأكد أنه في ضوء هذه التَّحديات، يصبح البحث عن الفهم والتفاهم ضرورة حتمية وفريضة دينية.

وأوضح عياد أهمية اللغة في تحقيق الفَهم الصحيح، مشيرًا إلى أن سوء استخدام اللغة يُمكن أن يعوق التواصل ويؤدي إلى سوء الفهم.

ودعا إلى ضرورة الحفاظ على اللغة العربية، التي هي لغة القرآن، وتطويرها لتتلاءم مع التطورات الحديثة، مسلطًا الضوء على مسألة الاجتهاد في الإسلام.

وأضاف أن الاجتهاد هو جوهر الدين، وأن التفسير الصحيح للشريعة يحتاج إلى"إلمام العالِم وإحاطته باللغة العربية وفنونها"، داعيًا إلى ضرورة التحلي بمرونة تتفاعل مع طبيعة الشريعة ومتغيرات العصر.

ولفت الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إلى أن الله أودع في الدين ما يحقق للمسلم سبل الصلاح في الدنيا والآخرة، لافتًا إلى "أن القراءات الانتقائية أدت الى سوء فَهم للنص الديني".

ونوه إلى أن "اللغة تتجاوز دور التعبير نحو تحولها إلى بنية معقدة من التحليلات والألفاظ والتعابير، ما يُحتم ضرورة الإلمام بكل هذه الأمور للقفز عن الاستعمال السيئ لها"، بعيدًا عن "تغليب العاطفة"، والقراءات التي انطلقت من أهواء شخصية وذاتية، وهو ما لا ينسجم مع طبيعة الفهم.

وفي الختام، أشاد الدكتور نظير عياد، بالجهود العلمية والبحثية للشيخ الدكتور مصطفى بنحمزة، الذي قال إن الفهم الصحيح لا يتحقق إلا بالالتزام بالأصول، مع ضرورة التمييز في هذا الباب بين المطلق والمقيَّد.

وذكر أنَّ الاختلاف حقيقة كونية، وبه يمكن البحث والتطور وتطويع الحياة.

وقد شَهِدَت الندوة حضورًا مكثفًا من قِبل روَّاد المعرض الذين حرصوا على الاستماع لهذه الندوة والمشاركة من خلال مجموعةٍ من الأسئلة والمداخلات المتنوعة، التي شَهِدَت في ختامها أيضًا حفلًا لتوقيع الكتاب.

وتأتي هذه الندوة في ختام الفعاليات الثقافية التي نظمها مجلس حكماء المسلمين على هامش مشاركته في فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالعاصمة المغربية الرباط خلال الفترة من 1 : 11 يونيو الجاري، وتناولت عددًا من القضايا والموضوعات الفكرية والثقافية والمجتمعية؛ انطلاقًا من رسالة المجلس برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الهادفة إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.