الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية أزمة أهم فاكهة صيفية| هل تختفي المانجو من الأسواق هذا العام؟

صدى البلد

الزراعة: تزايد حدة تساقط عقد ثمار المانجو 

سوء تغذية الشجرة والرى الغزير والتعطيش الشديد يزيد معدل التساقط 

الفلاحين : نحذر من تناول المانجو حتى نهاية الشهر الجاري

 

انتشرت أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول سقوط محصول المانجو،  كما تداول نشطاء علي موقع التواصل الاجتماعي في الإسماعيلية، صورا توضح سقوط محصول المانجو بمزارع الإسماعيلية بسبب تعرض المحافظة لعاصفة ترابية علي مدار يومين .
 

حذر النوبي أبو اللوز الأمين العام لنقابة الفلاحين الزراعيين من الحصاد المبكر لمحصول المانجو، حتى الوصول إلى مرحلة النضج الفسيولوجي الكامل للثمار.

ولفت إلى أن عملية الحصاد المتعجل قبل النضج الكامل تتسبب في ضرب سوق المانجو المصرية وسمعتها سواء في السوق المحلي أو في الأسواق الدولية وتضر بصحة المواطنين.

وأوضح أمين عام الفلاحين في تصريحات له ،أن الحصاد المتعجل للمانجو يتسبب في تصدير ثمار سيئة من حيث الشكل الخارجي والطعم والرائحة وهو ما يهوي بسمعة المانجو المصرية في الخارج على الرغم من الجودة الكبيرة للمنتج المصري، مشيرا أنه من الممكن  معرفة حالة الثمار من حيث النضج من خلال عملية الخرط وملاحظة بدايات علامات النضج حول منطقة البذرة الداخلية للثمرة.                 

تحذير عاجل     

 وحذر أمين الفلاحين من تناول المانجو قبل نهاية شهر يونيو الجاري ،حيث ان موسم المانجو يبدأ في صعيد مصر أواخر الشهر الجاري ،ومحافظة أسوان هي أول محافظة تبدأ في جمع محصول المانجو لتميزها بدرجة  حرارة مرتفعة ويليها محافظة الأقصر.

وأضاف "أبواللوز" أن مساحات المانجو في مصر كبيرة وتصل إلى 350 ألف فدان بإنتاج سنوي يصل إلى 1.25 مليون طن، وهو أحد المحاصيل صاحبة الاقتصاديات المرتفعة ويجب الحفاظ عليها من خلال فرض رقابة صارمة على الصادرات التي تحمل اسم مصر في الخارج وقد تمثل دعاية سلبية لها ولمنتجاتنا الزراعية.
 

ولفهم طبيعة شجرة المانجو فى تأثرها بالمناخ، يوضح الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن أشجار المانجو هي من أشجار الأجواء الاستوائية وشبه الاستوائية والمناطق الاستوائية معروف عنها عدم انخفاض الحرارة أو ارتفاعها بقيم كبيرة كذلك فلا يوجد تذبذبات كبيرة فى حرارة الليل والنهار أو بين الأيام وشجرة المانجو بطبيعتها تنمو بحالة جيدة في الأجواء الحارة والرطبة وتزداد الإنتاجية في الأجواء الجافة، والمانجو شجرة حساسة للبرد خاصة التي تسودها فترة جفاف خلال فترتي الأزهار والعقد وهي من أكثر أشجار الفاكهة مستديمة الخضرة حساسة للبرد والصقيع وتختلف الأصناف في تحملها لدرجة الحرارة المنخفضة فالأشجار البذرية أكثر تحملا لدرجات الحرارة المنخفضة من الأشجار المطعمة.

وأضاف " رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة " أنه ما لبثت أن نجت من موجات صقيع الشتاء الذي لم يأت لهذا الموسم وحل محله شتاء دافئ تسبب فى تزهير مبكر وغزير لمعظم الأصناف، فإذا وبدون سابق انذار اصطدمت ببرد الشتاء المتأخر مع انخفاض فى الحرارة دون المعدل في النصف الأول من شهر مارس والذي نتج عنه موجات إضافية من التزهير "في أجيال متعاقبة"، وخرجت الأشجار منهكة مستنزفة "حيث تم استهلاك كل كمية الكربوهيدرات المخزنة فى قواعد البراعم والتي تمثل رصيد الموسم الجديد المولد للاوكسينات اللازمة للحفاظ على العقد والثمار الصغيرة من التساقط"

وتابع قائلًا :"تستفق الأشجار حتى كان الارتطام القوي مع موجات شديدة الحرارة مبكرة فى التلت الأخير من أبريل وعلى فترات متعاقبة وحتى أواسط مايو "المهادن" فزادت الأشجار من إفراز هرمون "الاثيلين" نتيجة موجات الحرارة العالية وذلك كرد فعل ضد ارتفاع الحرارة وزيادة معدلات البخر، موضحا: "الارتفاع القياسي في الحرارة خلال هذه الفترات قد يغلب على أى وسيلة ردع وحماية لأن درجة حرارة الهواء الساخن تستطيع أن تتوغل داخل الأنسجة بسرعة ويزيد إفراز الإثيلين وترتبك الشجرة فسيولوجياً وبالتالي تأثرت معدلات إنتاج الهرمونات والأكسينات المسئولة عن تنظيم عمليات النمو الداخلية فى الشجرة".

و قال إنه مما زاد من معدلات التساقط أيضاً سوء تغذية الشجرة والرى الغزير خلال فترة العقد والتعطيش الشديد ثم الرى بغزارة والرى أثناء ارتفاع درجات الحرارة الشديدة "الرى فى الظهيرة" والتربة الكلسية أو المياه القلوية وزراعة أشجار الفاكهة في الأراضي الطينية الثقيلة السيئة الصرف أو المحلية أو الأراضي التى يرتفع فيها مستوي الماء الأرضي عن 120 سم من سطح التربة خصوصا في الأجواء الحارة الجافة و التذبذبات العالية فى الحرارة وزيادة الفرق بين حرارة الليل والنهار و عدم وجود مصدات رياح.

 

‎‏‎وأكد أن ظاهرة سقوط الثمار المنتشرة طبيعياً في أشجار المانجو تحدث عادة عقب عملية الإخصاب والعقد مباشرة أو أثناء نضج واكتمال التسوية في الثمار و يتم التساقط علي فترتين يسمي الأول بالتساقط المبكر الذي يحدث بعد انتفاخ المبيض و تكوين الاندوسبرم البذري للثمرة والتساقط الثاني يعرف بتساقط يونيو الذي يحدث خلال الفترة السريعة لتكوين الجنين الذي حدث مبكراً هذا العام بسبب الموجات الحرارية المرتفعة وهو الذي سبب زيادة في معدل التساقط وطال البرتقال والرمان أيضاً، هناك نوع آخر من التساقط يعرف بتساقط ما قبل الجمع حيث تسقط الثمار وهى على وشك النضج.

 

‎‏‎وأشار  فهيم  إلي أن منطقة الانفصال فى الثمرة تحدث إما فى منطقة اتصال العنق بالثمرة أو قد تحدث فى طبقة القشرة والبشرة للثمرة قرب العنق بمسافة نصف ملليمتر فى العنق أو عمقاً فى الثمرة والذي يختلف مكانة باختلاف الصنف وعمر الثمرة، ويحدث الانفصال نتيجة انخفاض مستوي الأوكسينات في الثمار أو إلى التدرج الاوكسينى على جانبي منطقة الانفصال فأن كان مستوى الأوكسين على الجانب الداخلى أكبر منه على الجانب الخارجي فى هذه الحالة لا يحدث التساقط آما أن قل المستوى الاوكسينى الداخلى ليتساوى مع مستواه الخارجي البعيد عن منطقة التساقط فى هذه الحالة تتكون منطقة الانفصال ويزداد احتمال تساقط الثمرة عند فشل الاخصاب وعدم تكون جنين أو تكون جنين مشوه وناقص حيث يترتب علية انخفاض المحتوى الاوكسينى للثمرة وبالتالي انخفاض قدرتها على المنافسة للحصول على المواد والعناصر الغذائية اللازمة لنموها إذ إن الإفراز الهرموني يحدث مناطق جذب لهذه العناصر.

وينصح فهيم، المزارعين بتحسين الحالة الصحية والفسيولوجية للشجرة بإجراء رشة عاجلة بالأحماض الأمينية ومحفزات النمو والعناصر الصغري وخصوصا الحديد والزنك.

 

وباجرا رشة عاجلة قبل حدوث الموجات المناخية الحادة ورشة أخرى بعد انتهاء الموجة الحارة بحوالى من 1-2 يوم فالرش بسليكات البوتاسيوم والالومنيوم هو جزء من الحماية وليس كلها حيث أن توفر المياه ودرجة حرارتها وكمية الظل "المتحرك" وحالة الشجرة الصحية ونوع التربة والصنف وكثافة الشجرة والتغطية وغيرها ستكون عمليات مساعدة ولها دور كبير في نجاح الحماية.