الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطر يهدد أرواح الأبرياء.. قلق غربي بعد إعلان أمريكا إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا

الذخائر العنقودية
الذخائر العنقودية

أثار قرار الولايات المتحدة الأمريكية، بتزويد أوكرانيا  بالذخائر العنقودية المثيرة للجدل والمحرمة دوليًا، معارضة عدد من الدول الغربية والحلفاء، حيث ستعد أحدث الأسلحة الفتاكة في الحرب الروسية الأوكرانية.

وحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الجمعة أنها سترسل الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا، ووصف الرئيس جو بايدن ذلك بأنه "قرار صعب للغاية".

وردًا على ذلك، أعلنت المملكة المتحدة وكندا وإسبانيا عن معارضتهم لاستخدام هذه الأسلحة المحرمة دولية، خاصة مع وجود معاهدة دولية تحظر القنابل العنقودية وقعت عليها أكثر من 100 دولة بسبب الخطر الذي تشكله هذه الذخائر على المدنيين.

وتعد الذخائر العنقودية أسلحة تتكون من حاوية تفتح في الهواء وتنثر أعدادَا كبيرة من "القنابل الصغيرة" أو الذخائر الصغيرة المتفجرة تنتشر على مساحة واسعة وتقتل بشكل عشوائي.

وقال بايدن لشبكة "سي إن إن" في مقابلة أمس الجمعة إنه تحدث إلى الحلفاء بشأن القرار، الذي كان جزءًا من حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 800 مليون دولار.

وأضاف بايدن أن الأمر استغرق "بعض الوقت حتى يقتنع بفعل ذلك"، لكنه تصرف لأن "ذخيرة الأوكرانيين تنفد".

معارضة غربية

وسرعان ما انتقدت جماعات حقوق الإنسان القرار، حيث قالت منظمة العفو الدولية إن الذخائر العنقودية تشكل "تهديدًا خطيرًا لأرواح المدنيين، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الصراع".

واليوم السبت، رفض بعض الحلفاء الغربيين للولايات المتحدة المصادقة على قرارها، فعندما سُئل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن موقفه من إعلان واشنطن، سلط الضوء على أن المملكة المتحدة كانت واحدة من 123 دولة وقعت على اتفاقية الذخائر العنقودية، التي تحظر إنتاج أو استخدام الذخائر العنقودية ولا تشجع على استخدامها.

وذهبت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبلز إلى أبعد من ذلك قائلة للصحفيين إن بلادها لديها "التزام صارم" بعدم إرسال أسلحة وقنابل معينة إلى أوكرانيا.

وأضافت "لا للذخائر العنقودية ونعم للدفاع المشروع عن أوكرانيا الذي نفهم أنه لا ينبغي تنفيذه بالقنابل العنقودية".

وقالت الحكومة الكندية إنها قلقة بشكل خاص من التأثير المحتمل للقنابل - التي لم يتم تفجيرها أحيانًا لسنوات عديدة - على الأطفال.

كما أكدت أنها تعارض استخدام القنابل العنقودية وتظل ملتزمة تمامًا باتفاقية الذخائر العنقودية، لافتة "كندا تمتثل تماما للاتفاقية ونحن نأخذ على محمل الجد التزاماتنا بموجب الاتفاقية لتشجيع تبنيها عالميا."

ولم توقع الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا على اتفاقية حظر القنابل العنقودية، بينما استخدمت كل من موسكو وكييف هذه الذخائر خلال الحرب.

في غضون ذلك، قالت ألمانيا، وهي من الدول الموقعة على المعاهدة، إنها على الرغم من أنها لن تقدم مثل هذه الأسلحة لأوكرانيا، إلا أنها تتفهم الموقف الأمريكي.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبيستريت للصحفيين في برلين: "نحن على يقين من أن أصدقائنا الأمريكيين لم يتخذوا القرار بشأن توفير مثل هذه الذخيرة على محمل الجد".

روسيا وأوكرانيا تختلفان

من جانبه، رحب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إرسال ذخائر عنقودية لبلاده، قائلًا في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر"، إن الأسلحة الجديدة "ستساعدنا بشكل كبير على تحرير أراضينا بينما تنقذ أرواح الجنود الأوكرانيين".

وأضاف أن الذخائر "لن تستخدم في الأراضي الروسية المعترف بها رسميًا".

فيما وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة بشأن منح القنابل العنقودية لأوكرانيا، بأنها خرف شديد، وخرجت منه بفعل التقدم بالسن. 

وكتب ميدفيدف، عبر حسابه على “تيليجرام”، اليوم السبت،: “إن الولايات المتحدة وعدت أوكرانيا بذخائر عنقودية، وبالتالي تغريها باحتمال الانضمام إلى الناتو، لكن في النهاية، قد يؤدي ذلك إلى حرب عالمية ثالثة”.

وأضاف: "قال بايدن "النائم" إنه قبل عامين في جنيف نفى ضمانات الرئيس الروسي بأن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو".