تحتفل الطرق الصوفية ومريدوها بمولد المرسي أبو العباس بمحافظة الإسكندرية في ميدان المساجد.
واحتفلت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، بتنظيم أمسية فيها ابتهالات وتواشيح دينية ومدائح نبوية في عشق الرسول صلى الله عليه وسلم، فضلا عن إقامة مقرأة نموذجية يقوم بها مجموعة من الشيوخ والوعاظ المميزين في الأزهر الشريف.
كما شهدت ساحة المسجد، إقبالًا كبيرًا، من المحبين، بالتزامن مع احتفالات بدء مولد العارف بالله سيدى المرسى أبو العباس الذي يقع ضريحه داخل المسجد، حيث تحتفل المشيخة الصوفية بالمولد لمدة أسبوع، بمشاركة 20 طريقة صوفية ومحبي ومريدي آل البيت وأولياء الله الصالحين.
ويحيي الشيخ محمود التهامي نقيب المنشدين الليلة الختامية لمولد المرسى أبو العباس اليوم الخميس 27 يوليو الجارى.
مسجد أبو العباس المرسي
يوجد في محافظة الإسكندرية عدد كبير من المساجد الأثرية القديمة التي تنتمي لمختلف العصور الإسلامية بها، منها مسجد أبو العباس المرسي، وهو أحد المزارات الإسلامية الكبيرة التي زارته وفود من مختلف دول العالم.
المرسي أبو العباس حفيد قيس بن سعد بن عبادة أمير مصر زمن علي بن أبي طالب، لكنه لم يولد في الحجاز أو حتى مصر، وإنما أندلسي المولد حيث ولد في مدينة مرسية الأندلسية سنة 1219 م.
تاريخ بناء مسجد أبو العباس المرسي
بني المسجد عام 706 هجرية وبناه الشيخ زين الدين بن القطان، كبير تجار الإسكندرية، بني المسجد على ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس المرسي.
ولد الشيخ أبو العباس المرسي عام 616 هـ الموافق 1219م، ونشأ فى بيئة دينية صوفية درس وأخذ العهد على يد شيخه أبي الحسن الشاذلي.
يتميز مسجد أبو العباس المرسي بشكله المميز، ويطل المسجد على الميناء الشرقي بالأنفوشي وهو مبنى على الطراز الأندلسى فيه أعمدة رخامية ونحاسية .
تجديد مسجد أبو العباس المرسي
بدء مرحلة تجديد المسجد في سنة 882 بعد ما كان هيقع بسبب الإهمال فأعاد بناءه الأمير قجماس ، أيام ولايته على الإسكندرية في عصر الملك الأشرف قايتباي، وبنى لنفسه قبرًا بجوار أبي العباس ودفن فيه سنة 892 هـ، وفي عام 1179 هـ وفد الشيخ أبو الحسن علي بن علي المغربي، إلى الإسكندرية وزار ضريح أبي العباس المرسي فرأى انه ضيق فجدده هو والمقصورة والقبة ووسع في المسجد.
وهدم المسجد في عام 1280 هـ فقام أحمد بك الدخاخني، شيخ البنائين بالإسكندرية، بترميمه وتجديده وأوقف عليه وقفا لله.
وظل المسجد علي هذه الحالة حتى أمر الملك فؤاد الأول، بإنشاء ميدان كبير يطلق عليه ميدان المساجد على أن يضم مسجدا كبيرا لأبي العباس المرسي، ومسجدا للإمام البوصيري، ومسجدد الشيخ ياقوت العرش، ووضع التصميم له الذي لازال حتى الان على يد المهندس المعماري إيطالي اسمه ماريو روسي، وتم الانتهاء من بنائه عام 1943م.
وشكل المسجد تحفة معمارية موهبة معمارية على يد المهندس ماريو روسي أحد أكبر الأسماء في فن العمارة الإسلامية خلال النصف الأول من القرن العشرين.
توليه مشيخة الطريقة الشاذلية
وتولى "أبو العباس"، مشيخة الطريقة الشاذلية بعد وفاة أبي الحسن الشاذلي، وتوفي في 25 ذو القعدة، سنة 686 هجرية، ودفن في جبانة الأولياء، وبنى على مقبرته، بناء يتميز عن باقي القبور حتى أصبح مزارًا، وصار مسجدًا صغيرًا، وأُعيد بناؤه وترميمه وتوسعته حتى أصبح مسجد أبو العباس المرسى حاليًا.