عقدة الإخوان بين أصابع مرسي وأردوغان!

بهرني حوار بين محمد نجيب قائد الثورة ومصطفي النحاس يوم27 يوليو1952, قال الأخير مداعبا الرجل الذي نفي الملك خارج البلاد:أنت قائد مائة ألف ـ يقصد الجيش ـ وأنا زعيم20 مليون هم سكان مصر,
فرد نجيب في مجاملة راقية: أنت زعيمنا ونحن ننفذ سياستك! فاستحق هذا الرد المجامل وصف الدكتور وحيد رأفت فقيه الوفد لنجيب بأنه محرر الوطن ومنقذ شرفه, جاء ذلك بكتاب تاريخ ثورة يوليو والحياة الحزبية لأحمد زكريا الشلق.
فقادة ثورة52 حينئذ لم ينسوا قدر رجال الأحزاب, من الباشوات وأصحاب الدولة والمقام الرفيع والمعالي, وفي المقابل كانت تسيطر علي أركان النظام المتداعي أجواء عدم الثقة والخوف علي الدستور والسلطة, إلا أن أحدا لم يرم الضباط المنقلبين بالكفر والخيانة والسفالة ويتوعدهم بالعمليات الانتحارية والإعدام في الميادين, وكانت حركة الضباط تكسب كل يوم شعبية جديدة,بفضل وضوح أهدافها في القضاء علي نظام ملكي قديم ونخبة حاكمة ومعارضة فاسدة وإقامة نظام وطني جديد, والطريف أن حزب الكتلة الوفدية المعارض بزعامة مكرم عبيد كان أول من أطلق علي حركة الجيش اسم ثورة شعبية يفخر بها كل مصري. في تصريح لـالأهرام نشر فيأغسطس1952, حين كان قادة الانقلاب يسمونه حركة مباركة. ويصفه فؤاد سراج الدين بأنه قلب لأوضاع مقلوبة,
وأتعجب حين أقارن بين أخلاق الملك الذي تنازل عن العرش حقنا لدماء المصريين دون استغاثة بالخارج, وبين ما نشهده الآن من سفك دماء في مواجهة بين إرادة شعب نهض ليصحح ثورته وسانده الجيش في3 يوليو الماضي وبين استماتة نظام الإخوان الفاشل علي السلطة, بدأت بالاعتصام للحفاظ علي الشرعية, ثم إعلان نفير الحرب, حتي تصاعدت المواجهة مع فشل مسيرات أول أمس بالدعوة للتدخل الأجنبي والتي كان شعارها أصابع أردوغان الأربعة, وهي نفس الأصابع التي رفعها مرسي من قبل حين حذر من أصابع خارجية تعبث في شئوننا الداخلية!
نقلا عن الاهرام