الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

4 شواهد تؤكد انفلات الوضع بالمنطقة.. هل من عاقل يوقف الكارثة؟

غزة الآن
غزة الآن

تؤكد كل الشواهد والأحداث في منطقة الشرق الأوسط، أنها مقبلة على حدث كبير "معركة كبرى"، خاصة في ظل فشل المجتمع الدولي في إرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار، والسماح بهدنة إنسانية داخل قطاع غزة، الذي يعيش وضعا كارثيا منذ 7 أكتوبر الماضي.

معركة بالشرق الأوسط

وتشهد المنطقة صراعا مميتا خلف أكثر من 10 ألاف قتيل و40 ألف جريح، منذ تجدد الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وعدد من الفصائل الفلسطينية، على خلفية عملية الطوفان، التي تم تنفيذها يوم 7 أكتوبر الماضي داخل المستوطنات القريبة من غلاف قطاع غزة.

وتتحرك عدة دول مستغلة الأحداث القائمة في غزة، لتحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية لها دون النظر لسكان وطبيعة المنطقة، وكذلك لإيصال رسائل معينة كما هو حال الولايات المتحدة الأمريكية، التي تريد إخضاع إيران وأذرعها في المنطقة، إضافة إلى الدول الكبرى، مثل الصين وروسيا اللذان ينافسان واشنطن في مناطق نفوذها متجاهلين أهل المنطقة.

وبادرت الدول الكبرى خاصة المساندة لإسرائيل في إبراز ما تملكه من إمكانيات، فعملت الولايات المتحدة الأمريكية على تحريك ترسانتها العسكرية ووضعها تحت إمرة إسرائيل، ولم يتوقف هذا الأمر عند هذا الحد، بل أرسلت أمريكا وزير دفاعها ثم رئيس جهاز استخباراتها إلى المنطقة.

كما قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة المنطقة، ثم وزير خارجيته، وعدد كبير من القادة وصناع القرار في الإدارة الأمريكية، كما عمد الكونجرس الأمريكي إلى تخصيص ميزانية مفتوحة لإسرائيل لتمويل الحرب، ووجهت واشنطن عدد من الرسائل للقوة الداعمة للفلسطينيين، وخاصة حركات المقاومة التي تهدد دولة الاحتلال وتتوعدها بالتدخل.

وشنت الولايات المتحدة الأمريكية، هجوما حادا على عددا من الأطراف الإقليمية، فيما وصف بأنه إشعال للأحداث، حيث عمدت إلى مهاجمة إيران وأذرعها في المنطقة، ولوحت بالتصدي لهم، وحركت مجموعة من الطائرات والغواصات إلى المنطقة.

حدوث معركة بالمنطقة 

الأمر لم يتوقف عند الولايات المتحدة الأمريكية، بل أعلنت الحكومة البريطانية الشهر الماضي، نشر تجهيزات عسكرية للمراقبة البحرية والجوية في شرق البحر المتوسط "لدعم إسرائيل وتعزيز الأمن الإقليمي ومنع أي تصعيد"، في ظل الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس.

وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن لندن ستنشر سفينتين تابعتين للبحرية الملكية البريطانية وطائرات هليكوبتر وطائرات مراقبة في شرق المتوسط دعما لإسرائيل وتعزيزا للاستقرار الإقليمي.

وذكرت الحكومة في بيان: "ستبدأ الدوريات البحرية وطائرات المراقبة العمل في المنطقة اعتبارا من الجمعة لرصد التهديدات للاستقرار الإقليمي، مثل نقل الأسلحة إلى جماعات إرهابية"، كما بدأت طائرات تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي دوريات لمساعدة الشركاء على رصد التهديدات الناشئة للأمن الإقليمي.

وقامت ألمانيا، بالقيام بمظاهرات في مدينة فرانكفورت الألمانية دعماً لفلسطين ورفضاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

واعتبرت حركة المقاومة الفلسطينية حماس حظر ألمانيا لأنشطة الحركة مشاركة في الحرب ضد غزة، بحسب ما ذكرت قناة العربية.

وسبق، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية، حظر أنشطة "حماس" وكذلك شبكة "صامدون" للدفاع عن الأسرى المؤيدة للفلسطينيين.

وقالت الوزيرة نانسي في بيان: "فيما يتعلق بحماس، حظرت اليوم بشكل كامل أنشطة منظمة إرهابية هدفها تدمير دولة إسرائيل"، مضيفة أنه سيجري أيضا حل الفرع الألماني لشبكة صامدون، والشبكة الدولية تعمل تحت ستار مجموعة تضامن مع السجناء لنشر دعاية معادية لإسرائيل ومعادية للسامية.

وسبق، ووزعت روسيا مشروع قرار في مجلس الأمن، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تدين الوثيقة بشدة، أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين، وكل الأعمال الإرهابية، ولكن قابله مجلس الأمن بالرفض.

كما فشل مجلس الأمن الدولي- بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)- في اعتماد مشروع قرار برازيلي يقضي بوقف الأوامر الإسرائيلية بإجلاء سكان شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ويدعو لهدنة إنسانية وإنشاء ممرات آمنة.

ودعت روسيا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لحل جميع القضايا الخلافية.

الاستقرار بالشرق الأوسط 

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أليكسي زايتسيف - في مؤتمر صحفي الجمعة، نقلته وكالة تاس الروسية - "نهجنا يرتكز على الإطار القانوني الدولي للتسوية في الشرق الأوسط، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن".

وتابع زايتسيف: "بدون حل هذه المشكلة، من المستحيل الحديث عن استقرار طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا السبب ندعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى إطلاق المفاوضات المباشرة في أقرب وقت ممكن لبحث كافة القضايا الخلافية".

وقال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، أنه "لا أحد يستطيع أن ينكر مساعي روسيا والرئيس فلاديمير بوتين للعمل على فرض التهدئة في قطاع غزة والمنطقة خاصة وأن الأوضاع قد وصلت إلى مرحلة ما قبل الانفجار الإقليمي وانتقال الصراع خارج الأراضي الفلسطينية ليتحول إلى حرب إقليمية".

وأضاف فارس - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تقوم بجهود مكثفة على مدار الساعة لضمان إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات لقطاع غزة بما يلبي الاحتياجات الحقيقية لأهالي القطاع وذلك تزامنا مع استمرار المساعي المصرية الحثيثة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للدفع في اتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار.

وأشار: على باقي الدول أن تجدا حلا للصراع القائم في غزة، ولا يجب أن نرى جميعا الاستغاثة من الشعب الفلسطيني، ونقف دون أن نحرك ساكنا، فيجب على جميع الدول تحريك الدعوة ضد الإسرائيليين المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية في القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة "حماس" في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الضحايا جراء القصف الإسرائيلي إلى أكثر من عشرة آلاف شخص.

وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، في تصريحات للصحفيين، إن 548 شخصاً استشهدوا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي الشهداء إلى 10328 شخصاً، بينهم 4237 طفلاً، و2716 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 25956 شخصا، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.

وأشار إلى أن "ما يسمى بالممرات الآمنة باتت ممرات موت"، مطالباً "كل الأطراف بضرورة توفير ممر إنساني آمن لضمان تدفق المساعدات والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات وضمان خروج الجرحى ودخول الوفود الطبية المتخصصة".

كما طالب بتوفير وحدات دم بكميات كبيرة لمستشفيات غزة، مؤكدا أن المنظومة الصحية في غزة باتت عاجزة تماماً عن تقديم الخدمات للجرحى.

وأضاف: "نطالب الأمم المتحدة والصليب الأحمر بحماية المستشفيات والإسعاف وتأمين حركتها ووقف التهديدات الإسرائيلية للمنظومة الصحية وإعطائها الفرصة للقيام بوظائفها".