الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دكتور حازم الأزهرى يكتب: فرساننا في المهجر

صدى البلد

يملك الإنسان سلاحا قويا يستطيع به أن يتحدى كل الصعوبات والتحديات التي تقف أمام تحقيق أهدافه وتجعل المستحيل واقعا وحقيقة، إنها الإرادة والعزيمة.
هذا السلاح الذي يغفل عنه الكثير ولا يستغلونه وإن وضعوا تحت التحديات، للأسف نرى كثيرا من شبابانا يستسلمون أمام أي تحديات يواجهونها ويتخلوا عن المضي قدما لتحقيق أهدافهم وأحلامهم.


لقد تعلمت في هذه الحياة أن الإنسان مخلوق لهدف سامي وهو إعمار الأرض بمبادئ الخالق والتي فيها كل الخير والرقي للبشرية، وهذا الهدف من منظوري أن تكون لي رسالة في حياتي ينطوي تحت مسماها أن يكون للإنسان غاية ثمينة يستحق بها بالفعل مسمى الإنسان الكامل، هذا هو المعنى الحقيقي للإنسان الحقيقي الذي يسعى طيلة حياته لتأدية رسالته الهادفة والبناءة، لا للسعي وراء اللهو والمال والعبث دون فائدة أو أن يحيا ويتمتع فقط دون جدوى أو هدف يرتقي به لأسمى معاني الإنسانية. لقد استشعرت هذا المعنى الحقيقي للتحدي والصمود عندما كنت في ألمانيا خلال فترة تدريبي بإحدى المستشفيات الأكاديمية التعليمية، حيث وجدت كلا من رئيس القسم وكبير الأطباء الاستشاريين من بلاد فلسطين الحبيبة. لقد لمسوا قلبي ووجداني حين رأيت تحديهما وصمودهما أمام العديد من العوامل والصعوبات التي تكاد أن تكون قاهرة لأي نجاح، لقد زادوني قوة وتصميما على اصراري وايماني بمعتقدي ورسالتي في الحياة، وهو أن أبقى ولآخر أنفاس حياتي صامدا لا مستسلما مادامت رسالتي هادفة وبناءة لمفهوم الحياة التي خلقنا من أجلها.


لك أن تتخيل تلك الظروف التي مروا بهما من بعدهما عن وطنهما، وإتقانهما للغة جديدة وتفوقهم عن غيرهم من أبناء الألمان في تخصصهما الطبي، بل استطاعتهما على نيل الثقة لأن ينالوا هذه المراكز المتقدمة في عملهما، لقد لمست في أعينهما بريق ولمعان التحدي والأمل والتفاؤل لتحقيق النجاح واستمرارية التفوق والتقدم. هنيئا لهما ولنا على هذين النموذجين الناجحين، وهما مثال يحتذى به وقدوة لكل من استسلم أمام تحدياته واستسهل أن يتخذ طريقا أخر لحياته دون جدوى.