"إكونوميست":خطوات إيران الأخيرة تعكس تراجع نهجها المتشدد إزاء العلاقات الدولية

ذكرت مجلة "إكونوميست" البريطانية في أحدث عددها أن الخطوات التي اتخذتها إيران خلال الأيام الأخيرة تشير إلى أن نهجها المتشدد إزاء العلاقات الدولية ربما يكون قد تراجع.
وأوضحت المجلة –في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- أن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني يبدو راغبا في اقامة حوار موسع مع الولايات المتحدة يهدف إلى إيجاد حل حتى ولو كان مؤقتا للأزمة النووية بين البلدين والتي تورطت فيها إسرائيل وبعض الدول الغربية.
وحول سياسات روحاني الجديدة، أشارت المجلة إلى أنه أصدر قرارا بالاسبوع الماضي بالإفراج عن 11 سجينا سياسيا بارزا، من بينهم الناشطة الحقوقية نسرين سوتوده وغيرها.
ولفتت إلى أن روحاني وجه رسائل مكتوبة تحدث فيها مباشرة مع أعدائه وتظاهر بحسن النوايا والتواضع؛ فقد وجه خطابا إلى نظيره الأمريكي باراك أوباما، الذي رد عليه بخطاب مماثل، كما كتب تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) لتهنئة اليهود بأعيادهم وسمح بتوفير خدمه هذه المواقع بطريقة مؤقته للمستخدمين الإيرانيين.
ورجحت المجلة أن الخطوة الأكثر جرأة من قبل روحاني ربما تتمثل في تحويل مهمة الملف النووي إلى وزارة الخارجية بقيادة جواد ظريف وليس مجلس الأمن القومي، مشيده بنصائحه لقوات الحرس الثوري بعدم التدخل بالسياسية واعتبرتها دليلا على صدق نيته.
وأردفت تقول:" إن هذه الاستراتيجية الجديدة ربما تكون قد نسقت مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، والذي يتمتع بالسلطة الاخيرة في البلاد، بيد أن روحاني أكد خلال حديث أجراه مع إحدى وسائل الاعلام الأمريكية أن بلاده لا تسعى مطلقا لامتلاك أسلحة دمار شامل أو أسلحة نووية وأن لديه القوة الكاملة والسلطة التامة لإبرام اتفاق نووي يحل أزمة البرنامج النووي لبلاده".
وأضافت المجلة:" أن وتيرة التغيير في الدبلوماسية الإيرانية لافتة حقا للنظر، بشكل لم يسبق له مثيل في الـ34 عاما من عمر الجمهورية الاسلامية، غير أن إيران لا تزال تعاني من وطأة العقوبات الغربية".
ورجحت "إيكونوميست"،احتمال أن تظل الولايات المتحدة والدول الغربية متوخية الحذر في الوقت الراهن نظرا لتاريخ العلاقات المظلم بين إيران والغرب، فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلقه مما أسماه بالموقف المتساهل لأوباما تجاه أعدائه بل واعتبر أنه في حال فشل أوباما في معاقبة سوريا،الحليف الأقرب لطهران في المنطقة، لاستخدام الأسلحة الكيماوية، فإن الولايات المتحدة سوف توجه مؤشرات خاطئة لإيران بشأن برنامجها النووي.