قد يبدو من غير المعتاد أن ترى رئيس دولة عظمى يستقل سيارة كروس أوفر متوسطة الحجم، لكن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» كسر القاعدة مؤخرًا، عندما استعرض نسخة خاصة جدًا من سيارة رينو رافال هايبر هايبرد، تم تجهيزها حصريًا لتلبية متطلبات البروتوكول الرئاسي الفرنسي.
تصميم سيارة الرئيس الفرنسي بنكهة السيادة
السيارة الرئاسية التي قدمتها رينو ليست كأي رافال تراها في صالات العرض.
فهي تأتي بلون مخصص أطلقت عليه الشركة اسم "بلو بريزيدنس"، والذي يعكس تحت ضوء الشمس ألوان العلم الفرنسي بأناقة لامعة.
أضيفت لها حاملات أعلام قابلة للإزالة وشبك أمامي مزين بالألوان الثلاثة الوطنية، وشارات ثلاثية الألوان على الرفارف الأمامية، لتحل محل شارات "ألباين" المألوفة في الطرازات الرياضية الأعلى.
لكن الأهم من ذلك أن رينو لم تكتفِ بالشكل فقط، بل قامت بإعادة هندسة الهيكل بتمديد قاعدة العجلات وزيادة كمية المعدن والدروع لتوفير مساحة رحبة للركاب الخلفيين، مع تعزيز مستوى الحماية بما يليق بكبار الشخصيات.
فخامة داخلية بحرفية فرنسية خالصة
في الداخل، استعانت رينو بحرفيين ومصممين محليين لصياغة مقصورة تجمع بين الفخامة الراقية واللمسة الفرنسية الرفيعة.
تشمل التفاصيل تطعيمات من الرخام الأسود المستخرج من جبال البرانس على عجلة القيادة ولوحة العدادات، وألواح تحكم خلفية من خشب الزان الداكن المصنوع يدويًا من قبل صانع خزائن متخصص.
أما المقاعد الجلدية، فهي مصممة خصيصًا لتوفر التهوية والعزل الصوتي التام، ما يضمن راحة الرئيس حتى تحت ضغوط اجتماعات طارئة أو توترات دبلوماسية، أو حتى رسوم ترامب الجمركية البالغة 30% على واردات أوروبا.
ورغم تزويد السيارة بمحرك هايبر هايبرد بقوة 297 حصانًا، إلا أن الوزن الزائد الناتج عن التدريع والإضافات قد يعيق أداءها الديناميكي.
فالنسخة الرئاسية يُقدر وزنها بما يقارب 2700 كجم، مقارنة بـ1700 كجم فقط للنسخة القياسية، ما قد يجعل التسارع من 0 إلى 100 كم/ساعة أقل حماسة من النسخة التجارية التي تحقق الرقم في 6.4 ثانية.
من سيارة الشعب إلى مركبة الرئيس
منذ عام 1920، تلتزم رينو بتزويد الرئاسة الفرنسية بسيارات تمثل روح الصناعة الفرنسية.
لكن هل تعد سيارة كروس أوفر كوبيه مثل رافال خيارًا مناسبًا لرئيس الدولة؟ في ظل المنافسة العالمية وظهور سيارات رئاسية مدرعة من مرسيدس وبي إم دبليو وكاديلاك، قد يرى البعض أن الخيار الفرنسي محافظ جدًا أو أقل هيبة.
وفي المقابل، قد يكون اختيار سيارة محلية بتقنيات هجينة ومواد فرنسية فاخرة رسالة سياسية بحد ذاته، تعكس الاستقلال الصناعي والفخر الوطني.
قد لا تنافس رينو رافال الرئاسية "الوحش الأمريكي" من حيث التسليح أو الضخامة، لكنها تقدم مقاربة مختلفة؛ أن تكون السيارة الرئاسية رمزًا للاستدامة والابتكار المحلي بدلًا من أن تكون مجرد درع متحرك.
ومع دخول أوروبا عصرًا جديدًا من السيارات الكهربائية والهجينة، يبدو أن ماكرون أراد أن يُرسل رسالة صامتة ولكنها قوية.


