في عالم يزداد انقسامًا وتوترًا، يحتاج الأطفال اليوم إلى التسلّح بمهارات وجدانية مثل التسامح أكثر من أي وقت مضى، خصوصا أنه فى ظل تسارع التكنولوجيا التى دخلت المنازل أصبحت التربية لا تقتصر على الوالدين فقط بل تتداخل المجتمعات والكثير من الأشخاص فيها، لذلك علينا أن نسلح أطفالنا بعاداة إيجابية مثل التسامح، فهذه القيمة لا تُبنى بين ليلة وضحاها، بل تُغرس بهدوء في النفوس منذ الطفولة، لتثمر في المستقبل أفرادًا أكثر وعيًا وسلامًا في تعاملهم مع الآخرين.
كيف تزرعين في طفلك بذور التسامح؟
لكن كيف يمكن للأم أو المربي أن يزرع بذور التسامح في الطفل؟ الخبراء يحددون 5 خطوات عملية تصنع الفرق وتؤسس جيلاً يعرف كيف يتجاوز الإساءة دون أن يحمل حقدًا في قلبه.
قدم محمد هاني أخصائي الصحة النفسية واستشارى العلاقات الأسرية فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، خطوات أساسية تزرع فى الطفل صفة التسامح وهي تشمل ما يلي:
1. كوني قدوة متسامحة
الطفل يتعلم بالتقليد أكثر من التعليم المباشر.. إذا رأى والدته أو والده يتسامحان مع الآخرين، أو يعتذران عند الخطأ، سيتعلم بشكل غير مباشر أن التسامح قوة وليس ضعفًا.
لا تترددي في أن تقولي له: "أنا آسفة، أخطأت"، ليعرف أن الخطأ لا يُقابل بالهجوم، بل بالتصحيح.

2. استخدمي القصص لترسيخ الفكرة
القصص وسيلة ساحرة لتوصيل المعاني الكبيرة بقلوب صغيرة.. احكي له عن مواقف تسامح فيها الأنبياء والعظماء، أو حتى استخدمي حكايات أطفال يظهر فيها أن الغفران أجمل من الانتقام، وساعديه على التفكير: ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يسامح؟.
3. علميه التعبير عن مشاعره
الأطفال الذين لا يعرفون كيف يعبّرون عن الغضب أو الحزن غالبًا ما يختزنون مشاعرهم ويتحولون لأشخاص عنيفين أو منتقمين.. ساعدي طفلك على تسمية مشاعره (أنا زعلان، أنا غاضب لأن صديقي أخذ لعبتي)، ثم وجهيه بهدوء لكيفية التعامل معها بطريقة لا تؤذيه أو تؤذي الآخرين.

4. لا تبرري الخطأ.. لكن اشرحيه
عندما يُؤذى طفلك من شخص آخر، لا تقولي له فقط "سامحه وانتهى"، بل تحدثي معه عن سبب تصرف الطرف الآخر، حتى يفهم أن الناس يخطئون أحيانًا بدافع الجهل أو الغضب أو الخوف. الفهم لا يعني الموافقة، لكنه الخطوة الأولى نحو الغفران.

5. امدحيه عندما يسامح
إذا رأيتِ طفلك يعفو عن صديق ضربه أو يشارك لعبة مع أخيه رغم خلاف، امدحي هذا السلوك: "أنا فخورة بك لأنك سامحت، هذا تصرف قوي ونبيل، أعلمي أن التعزيز الإيجابي يجعل الطفل يكرر السلوك ويشعر بالفخر به.