قال السياسي الأمريكي مهدي عفيفي إن رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعوته إلى وقف الأعمال العدائية في غزة، يأتي في إطار محاولة لإنقاذ خطة السلام التي تعثّرت، ولتعزيز صورته أمام الناخبين الأمريكيين كرجل يسعى إلى إنهاء النزاعات وإحلال السلام، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في مناطق أخرى مثل أوكرانيا وكوريا.
وأوضح السياسي الأمريكي مهدي عفيفي، خلال تصر يحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن من غير الواقعي أن توافق إسرائيل على تنفيذ الخطوات الواردة في خطة ترامب، مشيرًا إلى أن إسرائيل قامت منذ البداية بتغيير أهم البنود في الخطة المكونة من 21 نقطة.
وأضاف أن الخطة تفتقر إلى مقومات التنفيذ الواقعي، إذ لا تحدد مواعيد واضحة لكل خطوة، ولا تبيّن الجهة المسؤولة عن تنفيذها أو الضمانات اللازمة لذلك.
وتابع:"الخطة تبدو جيدة على الورق، لكنها لا تصل إلى مرحلة التنفيذ، بل تُستخدم كأداة إعلامية واستعراض سياسي أكثر منها مبادرة حقيقية للسلام".
وأشار السياسي الأمريكي إلى أن الهدف الأساسي لترامب من طرح هذه الخطة هو الظهور بمظهر القائد الذي تمكن من إطلاق سراح الرهائن، تمهيدًا لإلقاء اللوم على حركة حماس في حال تعثر أي من بنود الاتفاق. وأكد أن التجارب السابقة تُظهر أن إسرائيل نادرًا ما تلتزم بتعهداتها، رغم تعدد الوساطات التي شاركت فيها مصر وقطر ودول أخرى.
"الفيتو"
وأضاف مهدي عفيفي أن إسرائيل تملك نفوذًا واسعًا داخل مؤسسات صنع القرار الأمريكية، بما في ذلك البيت الأبيض والكونغرس، وهو ما يمكّنها من التحرك بحرية دون التزام فعلي بأي اتفاق. وذكّر بأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض "الفيتو" ست مرات ضد قرارات لوقف إطلاق النار في غزة، ما يعكس انحيازها الواضح لإسرائيل.
ولفت إلى أن التوتر الأخير بين إسرائيل وقطر دفع الإدارة الأمريكية إلى الضغط على نتنياهو لتقديم اعتذار لأمير قطر، بعدما تخوّف المستشارون من تأثير الأزمة على الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعبّر عن قلق الإدارة من انعكاسات اقتصادية داخلية أكثر منه رغبة حقيقية في إصلاح العلاقات.
الأزمات الداخلية
وبين عفيفي أن ترامب يسعى من خلال هذه التحركات إلى صرف الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تواجهها الولايات المتحدة، خصوصًا التراجع الاقتصادي، مضيفًا أن ما يقدّمه الرئيس الأمريكي ليس اتفاقًا دوليًا ملزمًا، بل مجرد قرار تنفيذي يمكن لأي رئيس قادم إلغاؤه.
وختم السياسي الأمريكي بالقول إن ترامب "يمتلك سجلًا طويلًا من التراجع عن مواقفه وإلقاء اللوم على الآخرين"، مضيفًا:
"ما يطرحه اليوم ليس سوى عرض سياسي مؤقت لتلميع صورته أمام الناخبين. فخطة ترامب تفتقر إلى أي ضمانات أو مقومات حقيقية للتنفيذ، وهي في جوهرها ألعوبة سياسية جديدة بالتنسيق الكامل مع إسرائيل".