قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الفرق بين الحمد والشكر .. اعرف آراء العلماء

 الفرق بين الحمد والشكر
الفرق بين الحمد والشكر

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحديث الشريف الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن العبد الذي دعا ربه قائلاً: «يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك»، يحمل دلالات عظيمة تؤكد نبوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وتثبت أن هناك وحيًا ثانيًا غير القرآن الكريم، وهو وحي السنة النبوية، التي تلقاها النبي من ربه بوحي غير متلو.

الحمد أعم من الشكر

وأوضح «الجندي»، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن الحديث يكشف عن عمق المعنى اللغوي والشرعي لكلمة "الحمد"، مبينًا الفرق بين الحمد والشكر، حيث قال إن الحمد أعم من الشكر، فالشكر يكون عند بداية النعمة وأثنائها، بينما الحمد يكون عند تمام النعمة واكتمالها.

 الفرق بين الحمد والشكر

وأشار إلى أن علماء اللغة أكدوا هذا الفرق، موضحًا أن الإنسان عندما يقول «شكرا» يكون لا يزال في انتظار المزيد من العطاء، أما عندما يقول «الحمد لله» فيكون قد اكتفى وتمت عليه النعمة.

وأضاف أن القرآن الكريم أشار إلى هذا المعنى في قوله تعالى: «وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» في ختام سورة الزمر، وقوله: «وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، مشيرًا إلى أن الحمد يأتي في نهاية النعم، حين يبلغ العبد تمام الرضا والاكتمال.

وتابع الشيخ خالد قائلاً إن الشكر من المشتركات اللفظية، فقد يقال لله وللناس، أما الحمد فلا يكون إلا لله وحده، لأنه يتضمن التعظيم والتقديس، وهو أرقى درجات الثناء على الله عز وجل.

وأكد أن افتتاح القرآن الكريم بقوله تعالى: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» في بداية المصحف جاء للدلالة على أنه ليس بعد القرآن نعمة أعظم منه، لأن نزول القرآن هو تمام النعمة وكمال الدين، قائلاً: «ما أعظمها من نعمة، وما أكرمها من كلمة، فليس بعد القرآن نعمة تُحمد عليها نعمة».

الفرق بين الحمد والشكر 

الفرق بين الحمد والشكر تعد من الأمور التي اختلف فيها أهل العلم، فقد جاء الحمد في اللغة بمعنى المدح والثناء، حيث يقول ابن منظور صاحب معجم لسان العرب: « الحمد: نقيض الذم، ويُقال: حَمدته على فعله، ومنه المَحْمَدة خلاف المذمّة»، وقد نقل صاحب معجم لسان العرب أقوال أهل اللغة في العلاقة بين الحمد والشكر، فقال: «قال ثعلب: الحمد يكون عن يد، وعن غير يد، والشكر لا يكون إلا عن يد..، وقال اللحياني: الحمد: الشكر، فلم يفرق بينهما، الأخفش: الحمد لله: الشكر لله، قال: والحمد لله: الثناء.


وقال الأزهري: الشكر لا يكون إلا ثناء ليد أوليتها، والحمد قد يكون شكراً للصنيعة، ويكون ابتداءً للثناء على الرجل، فحمدُ الله: الثناء عليه، ويكون شكراً لنعمه التي شملت الكل، والحمد أعم من الشكر»، والشكر في اللغة معناه متقارب مع الحمد، حيث قال ابن منظور: « الشكر: عِرْفان الإحسان ونَشْرُه»


ولذلك أورد العلماء أن هناك فرقا بين الحمد والشكر، واعتبروا أن الحمد أعم من الشكر، وهناك أيضا من لم يفرق بينهما، فعنده: الشكر هو الحمد، والحمد هو الشكر؛ أي أنهما مترادفان، ولا فرق بينهما، ولكن الصواب، والذي ذهب إليه أكثر أهل العلم أن هناك فرقاً بينهما، والفرق بينهما هو من جهة العموم والخصوص، فالحمد أعم من الشكر؛ لأنه يكون على كل حال، سواءً النعمة أو النقمة أو المصيبة أو غير ذلك، أما الشكر فلا يكون إلا على النعم والإحسان.


فإذا حمد المسلم الله، فقد أثنى عليه، وشكره، واعترف بفضل الله وإحسانه عليه فالشكر يكون بالقلب خضوعاً واستكانة، باللسان ثناءً واعترافاً بالإحسان والفضل والمنة، ويكون أيضاً بسائر الجوارح؛ أي أعضاء الجسم، عن طريق الطاعة والانقياد والاستسلام، فإذا أدى المسلم العبادات المختلفة من صلاة وصيام ودعاء، فإنه بهذا يكون قد شكر الله عز وجل، أما الحمد فإنه لا يكون إلا بالقلب واللسان فقط.