قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن العبد الذي قال: «يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك»، يحمل دلالات عظيمة في بيان النبوة والوحي والإعجاز.
وأوضح «الجندي»، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن هذا الحديث الشريف يثبت أولًا نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن النبي نقل لنا حوارًا جرى بين الله عز وجل وملائكته، ولم يكن حاضرًا فيه، مما يدل على أنه أُوحي إليه من ربه بوحي صادق، قائلاً: «هذا دليل قاطع على أن النبي مرسل من ربه، لأنه ما كان ليعلم ما دار بين الله وملائكته إلا بوحي».
وأضاف أن الحديث أيضًا يثبت أن الوحي إلى النبي نوعان: وحي القرآن، ووحي السنة، مستشهدًا بقوله تعالى: «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم»، مشيرًا إلى أن هذا الحديث مثال على ما أوحي إلى النبي خارج نصوص القرآن الكريم.
وبيّن الشيخ خالد الجندي أن الطعن في السنة النبوية أو في الأحاديث الصحيحة هو في حقيقته طعن في وحي الله إلى نبيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُوحى إليه بما يُبين ويشرح به القرآن الكريم، وهو جزء لا يتجزأ من الدين.
وأشار إلى أن من دلائل الإعجاز أن النبي صلى الله عليه وسلم، رغم كونه أميًا لا يقرأ ولا يكتب، استطاع أن يميز بدقة بين أنواع أربعة من الحديث والكلام: القرآن الكريم، الحديث القدسي، الحديث النبوي، والحديث العادي الذي كان يدور بينه وبين الصحابة، موضحًا أن هذا التمييز الدقيق لا يكون إلا لوحيٍ وإلهامٍ رباني.
وأكد أن هذا الحديث العظيم يُظهر عمق العلاقة بين العبد وربه، ويُبرز منزلة الحمد في الإسلام، فهو عبادة تجمع بين التوحيد والخضوع، وتفتح للعبد باب القرب من الله وجزائه العظيم.