قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد ماهر يكتب: من خارج الخط

محمد ماهر
محمد ماهر

يعتقد الكثيرون أن النجاح صعب ويحتاج إلى عمل كبير ومجهود شاق وكثير من الصبر....وهو ما يؤرق البعض فيمهد طريق الفشل بمنتهى السهولة.....
بالأمس فازت المغرب بكأس العالم لكرة القدم للشباب....وفي طريقها للقب انتصرت على البرازيل وإسبانيا وفرنسا والأرجنتين في النهائي....أي أن المغرب تخطت أربعة من أكبر القوى الكروية في العالم....
المتابع لتطور الكرة المغربية لم يتفاجئ من تحقيقها للقب العالمي....فمنذ ثلاث سنوات حقق المنتخب المغربي المركز الرابع في مونديال قطر وفي العام الماضي حقق منتخبها الأوليمبي برونزية أوليمبياد باريس ولا داعي لذكر نتيجة مباراة البرونزية والتي كانت أمام منتخبنا الأولمبي لعدم تقليب المواجع !!!!!
لا يتسع المجال هنا لذكر بقية الإنجازات المغربية على مستوى الناشئين والشباب والكرة النسائية وكرة الصالات....
كان إخفاق المغرب في التأهل لكأس العالم 2002 و 2006 هو نقطة التحول في مسيرة الكرة المغربية إذ قررت تنفيذ خطة طويلة الأمد تستهدف جني الثمار بعد حوالي عشر سنوات فتم في 2007 البدء في إنشاء أكاديمية محمد السادس في مدينة "سلا"....وفي 2010 تم الافتتاح بتكلفة 13 مليون يورو على مساحة 180 ألف متر مربع وتحتوي الأكاديمية على ثلاث ملاعب كرة قدم نجيل طبيعي وملعبين نجيل صناعي ومدرسة تعليمية معتمدة من وزارة التعليم المغربية ومركز طبي متكامل ومركز تأهيل وإعداد بدني ....وكان الهدف من كل ما سبق إعداد وتخريج لاعب مؤهل بدنيا وسلوكيا يستطيع تمثيل بلاده وتشريفها إذا قدر له الاحتراف خارجيا....
وهكذا طبقت المغرب المعادلة التي ذكرتها في البداية....عمل كبير ومجهود شاق وكثير من الصبر فكانت النتيجة مبهرة بدليل أن المنتخب الفائز بكأس العالم للشباب يضم خمسة لاعبين من خريجي الأكاديمية كما أن نفس المنتخب لا يضم أي لاعب من عملاقي المغرب الرجاء والوداد ....
أتساءل كثيرا هل نحن في انتظار نقطة تحول تكون دافعا لمسئول ربما يأتي يوماً ما ليدشن مشروعا مثل المشروع المغربي....ليس مطلوباً من المسئول اختراعا بعينه.....المطلوب فقط هو تقليد مشروع ناجح سواء كان في المغرب أو غيرها....
منذ عدة أيام ظهر أحد أعضاء الاتحاد المصري لكرة القدم في أحد البرامج وصرح بأن مصر تنفذ تجربة مثل التجربة المغربية وإن كانت متأخرة نسبيا دون أن يوضح السيد العضو أية تفاصيل أخرى عن الموضوع أو أن يوضح حتى ماهو مصير مشروع كابيتانو مصر الذي انطلق في 2023 وصاحبه صخب إعلامي كبير....ولماذا ننظر بعيدا ونحن نملك مشروعا محليا ناجحا في كرة اليد بدأناه في التسعينيات على يد الدكتور حسن مصطفى وهو المشروع الذي جعل مصر في مصاف دول العالم في اللعبة على مستوى الكبار والشباب والناشئين.

لا أعتقد أن مصر ينقصها أي من مقومات النجاح....ينقصها فقط مسئول يملك قلبا محبا للوطن وإرادة لتنفيذ ما يراه واجبا للوطن.