مسئول صيني: زيارة "فهمي" لـ"بكين" خطوة الكبيرة لدفع التعاون المستقبلي بين البلدين

وصف المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط السفير "وو سي كه" زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي للصين بالخطوة الكبيرة لدفع التعاون وبناء مستقبل أفضل وطموح للتقارب المصري الصيني، وأنها كانت زيارة ناجحة حققت نتائج ممتازة فى تعميق العلاقات بين البلدين، حيث شرح الوزير الأوضاع الداخلية فى مصر، كما عبر الجانب الصيني عن تفهمه واحترامه للجهود المصرية التى تهدف الى إعادة الاستقرار بخطوات متتابعة وثابتة للانتقال السياسي فى مصر .
وأضاف السفير "وو سى كه"، فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الصين تعرب عن ايمانها العميق بقدرة وحكمة الشعب المصري والقيادة المصرية فى العمل على تحقيق الاستقرار والتنمية وايجاد الطرق التنموية التى تتناسب مع الأوضاع المصرية وطموحات الشعب المصري..مشيرا إلى أن زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى لاقت كل الاهتمام والترحيب من الصين حكومة وشعبا كونها ذات اهمية كبيرة مرحلة جديدة للعلاقات فى كافة المجالات بين البلدين وللمزيد من التعاون والتقارب بين البلدين الصديقين بدأت بدفع الانشطة السياحية مجددا والمشروعات الاقتصادية كمشروع خليج السويس.
من جانبه قال "وانغ شي يون"، الباحث فى المنتدى الاكاديميى للعلوم السياسية، إن زيارة الوزير المصري للصين كانت ذات توقيت هام جدا، حيث جاءت النتائج سريعة بالترحيب والدعم الواسع للعلاقات بين البلدين واستعداد الصين للتعاون فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياحية والثقافية، إضافة إلى المنحة التى قدمتها الصين لمصر والتى بلغت 150 مليون يوان صيني، لدعم مشروعات فى مصر، حيث إنه على الرغم من ان مصر لم تطلب هذه المنحة، الا أنها كانت تعبيرًا من حكومة الصين عن اهتمامها بمصر ووقوفها إلى جانب الشعب المصري فى هذه الاوقات .
وعدد المحلل الصيني، الكثير من النتائج الايجابية لزيارة فهمي للصين، وتجديد الدعم الصيني واحترام ارادة الشعب المصري فى تقرير مصيره ورسم مستقبله، ويحث مشروعات التنمية المشتركة التى سيتم بحثها وتشجيع الشركات الصينية على الاستتثمار فى مصر واستكمال مشروع منطقة خليج السويس وتذليل العقبات التى تقف فى استكمال مراحلة واستعادة السياحة الصينية خطوة بخطوة إلى مصر والانطلاق نحو نتائج طموحة للشراكة الاستراتيجية الكاملة .
وأضاف أن من النتائج الايجابية الرسمية ايضا هو تحديد موعد لزيارة وزير الخارجية الصيني إلى مصر فى توقيت يحدد لاحقا، خاصة وان مصر استعادة بشكل كبير مكانتها الاقليمية والدولية رغم الفترات العصيبة التى عاشتها مؤخرا، إضافة للتفهم الصيني الذى ابدته القيادة الصينية لشواغل مصر المائية والاتفاق على التعاون فيما يتعلق بمكافحة ارهاب واخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل، والبدء فى حوار استراتيجي صيني مصري يحقق طموحات البلدين والارتقاء بالعلاقات فى كافة المجالات.
من جانبه قال وزير الخارجية نبيل فهمي إن زيارته للصين جاءت لإستعادة العلاقة وتنشيطها والعمل سويا ليس لإعادة كتابة التاريخ بين البلدين، ولبناء مستقبل أفضل للشعبين المصري والصيني .. مضيفا أن الزيارة تهدف الى دعم التعاون السياسي بين مصر والصين بما يحقق المصلحة للبلدين على المستويين الاقليمي والدولي.
وأكد الوزير فهمي أن مصر ستعود الى مكانتها الريادية في العالم العربي وفي افريقيا باسهام فكري وحضاري ملموس واقتراحات محددة تركز أساسا على المناطق الاقليمية المرتبطة بها، فضلا عن نشاط على مستوي المحافل الدولية، مسلطا الضوء على نقاط واسعة لتلاقي ما يسمي بالحلمين المصري والصيني وتوافق الاراء فى القضايا ذات الاهتمام المشترك .
وأوضح أن المجالات واسعة بالنسبة للحلم المصري وامكانية توافقه مع الحلم الصيني، "على الساحة الدولية في قضايا الأمن الدولي وإصلاح الأمم المتحدة ونزع السلاح النووي، ناهيك عن ما يرتبط بالتعاون الثنائي الاقتصادي والتجاري المباشر بين مصر والصين والتعاون بشأن نشاط الصين في إفريقيا والعالم العربي والذي سيعد ايضا مجال واسع".
وقال أنه لتحقيق الحلم المصري لابد من التعاون مع الدول الاقتصادية البازغة وتحقيق الاتزان للعلاقات السياسية مع الاطراف المختلفة على مستوى العالم، وتنويع مصادر السلاح، فكل هذه الأمور تضمن بناء مستقبل أفضل .. معربا عن الرغبة في التعامل مع الصين في بناء منظومة دولية أكثر عدالة للعالم وتعميق العلاقات بين مصر والصين في كافة المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية والشعبية، حيث يتسم التعاون الثنائي بامكانيات واسعة.
وأضاف فهمي إن "الاقتصاد الصيني حاليا هو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وخلال 10 أعوام قد يحتل المرتبة الأولى، لذلك هناك فرص استثمارية وتجارية واسعة متاحة للصين، يقابلها رغبة مصرية في تنمية اقتصادها وزيادة صادراتها وتعزيز الاستثمارت وجذب السياح من الخارج .. معربا عن تطلع مصر الى التعاون مع الصين في مجال الطاقة المتجددة، ومشروعات البنية الأساسية، والسياحة والتدريب المهني، مقدما الشكر الى الحكومة الصينية على رفعها تحذير السفر على السائحين الصينين الى مصر بمناسبة زيارته للصين، مؤكدا أن"القرار الصيني يعكس قراءة جيدة للوضع المصري الداخلي".
وأعرب وزير الخارجية عن تطلع مصر للاستفادة من التجربة الصينية في اقامة المناطق الصناعية والشركات الصغيرة والمتوسطة .. موضحا أن العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر من ناحية والدول العربية والإفريقية من الناحية الأخرى تفتح أيضا المزيد من الفرص للتعاون بين البلدين، قائلا "بحكم نشاط الصين التعاوني مع الدول العربية والإفريقية يبدو أن المجال واسعا للتعاون الثلاثي، وكون لمصر نشاط في افريقيا بمجال البنية الأساسية والخدمات الاجتماعية.
وأوضح أنه خلال جولته الأخيرة في إفريقيا لاحظ الكثير من الشركات الصينية تعمل بالتحديد في مجالات البنية الأساسية، وقال اننا نستطيع أن نستفيد من امكانياتكم ومن خبرتنا بما يحقق مصالح الدولة الثالثة المتلقية والصين ومصر أيضا .. مشددا أيضا على ضرورة تعزيز الاتصال الشعبي بين البلدين في ظل عصر العولمة، وأنه رغم ما حققته آليات التعاون القائمة مثل منتدي التعاون العربي-الصيني ومنتدي التعاون الصيني-الإفريقي والآليات الأخرى في دفع العلاقات الشاملة، إلا أن هذه الآليات لم تستغل استغلالا كاملا، قائلا "انها محاور إيجابية، ولكن يجب استثمارها بشكل أفضل في مشروعات محددة".
وأوضح فهمي أن "الأسلوب الأسلم لضمان استقرار العلاقة هو خلق مصالح مشتركة، بحيث العلاقة تستقر بغض النظر عن أي ظرف عابر هنا أو هناك .. ميرا إلى إنه بحسب للاحصاءات الرسمية، فإن حجم التجارة بين مصر والصين تجاوز 5ر9 مليار دولار أمريكي بزيادة 4ر8 بالمائة على أساس سنوي.
واقترح وزير الخارجية الاستفادة من الاتفاقيات الموجودة بين مصر ومناطق مجاورة لمصر مثل أوربا وشرق إفريقيا لتصنيع مصري-صيني في مصر والتصدير الى هذه الأسواق في اطار اتفاقيات التجارة الحرة القائمة بين مصر وهذه المناطق مثل اتفاق "الكوميسا..معربا عن أمله في أن تواصل الصين توفير التسهيلات لتنمية التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري، مشيرا الى أن المواطن المصري منفتح على الصين ليس فقط على السلع منخفضة الكلفة بل أيضا التكنولوجيا المتقدمة، موضحا انه لمس خلال لقاءاته برجال أعمال من الجانبين رغبة مشتركة في زيادة التصنيع والاستثمار والتجارة بين البلدين.