التبجح

قال يا قردة اتبرقعي.. قالت لا ده أنا وشي واخد على الفضيحة.. "تبجح" أخذت عليه القردة، لم تخش وأعلنتها ولا أحد يجرؤ أو يستطيع أن يؤاخذها أو يعتب عليها، لأنها في النهاية "حيوان"، لكن لأن يكون "التبجح" عنوانا ومنهاجا لبني آدم ولا يبالي، ويزيد على ذلك بأن يتخذه سلاحا في وجوه منتقديه وسائليه.. تعالوا نقرأ..
عنيد.. مشاكس.. اتهمه ويتهمه الكثيرون بالجرأة المفرطة والعصيان على كل ما يخالف هواه ومزاجه الشخصي، تقع عيناه على كل مغر ومزر، متشبث بفرديات تخصه هو وحده، هى سماؤه.. أرضه.. قبلته.. ضعفه وهوانه على نفسه.
اهتزازه المعنوي والنفساني "تبجح" ويعين غيره بذلك عليه أيضا كل من هم تجمعهم به معاملة مباشرة وواضحة، استعباد غرائزه له "تبجح"، توهيم الناس وتعييشهم في ما ليس تعيشه، أكذوبة أطلقتها وألفتها، واندمجت مع سرد قصاقيصها، استخفافك بالعقول واستهتارك بها، جهرك بما تفعل من سوء وإيمانك واعتزازك به وكأنه سلاح يحركك ويقدم لك ما لم تحلم به من خدمات وكرامات وإطلالات وظهور من نوع خاص "يزهزهك".
تسلقك على غيرك وامتهانك لآدميته.. سابق سنه.. مطلق الأحكام والتعريفات والتشخيص لما هو يبعده عن فارق علم.. سن.. عقل.. خبرات.. مواقف.. حكمة.. إنجازات.. بصمات.. علامات.
يا آدم ماذا تمتلك من خبرات وبُعد نظر وتجارب عشتها كي تقيّم وتشخّص وتطلق الأحكام على من هو يكبرك سنا ومقاما.
المشاركة في سرد قصص وحكايات ينسجها خيال مؤلفيها وهم يعلمون حمقها.. كذبها.. ميوعتها.. سخافتها.. قبحها.. دمامتها.. إهدارها السيئ الشائن لوقتهم ووقت من صدقهم وأفسح لهم المجال والعقل لسماع اختلاقات ليست لها أساس.
صور عديدة للتبجح وامتهان الناس واستهلاك عقولهم، ونياتهم، وأوقاتهم وسائر مصالحهم ومعايشهم.. تفلت من العقاب وتجحد، لا تتعظ، تسرق ملكيتي الفكرية، تشعل أذني وتوترها وتحزنها، وتأخذها من هدوئها وسكينتها بارتفاع صوت "شكمان" سيارتك أو موتوسيكلك.. يا آدم.. حافظ على أذني، وعلى حرمة طريقي الذي لي حق فيه.. لا تدافع عن الخطأ وتتسلح به.. لا تندفع وراء أهوائك وتجعلها تسير بك إلى درجة تصل معها إلى "التبجح".
لا يكن "وشك مكشوفا" اعترف بخطئك.. اجعل من شخصيتك قائدة لنفسك، الغاوية المتكبرة، المدافعة عن الخطأ، المتسلحة به ضد الجميع ممن يفكرون في محاسبتك في حوار لا يتعدى حدود اللياقة والتأدب، والآدمية.. تحلى وتدثر بثوب القدوة والفضيلة، والمثال الذي يحتذى به والنور الذي يمشي بين الناس.