في الذكرى الـ 48 لرحيل "أيقونة الكوميديا".. "حماة السينما المصرية" ماري منيب.. رفضها نجيب الريحاني في البداية فتلقفها منافسه علي الكسار.. ومرض والدها وراء حضورها لمصر من بلاد الشام

ماري منيب من طفولة معذبة الي أشهر كوميديانات الزمن الجميل
ولدت بـ"بيروت" لعائلة بسيطة ورحل والدها وهي في الثانية عشر من عمرها
عملت في بداية مشوارها كراقصة في ملاهي روض الفرج واشتهرت برقصة (القلل )

تعتبر الفنانة الراحلة ماري منيب التي يوافق اليوم الذكرى الـ 48 لرحيلها، من أشهر نجمات الكوميديا في تاريخ الفن فهي صاحبة اشهر المعارك الزوجية في تاريخ السينما بل واشهر الفنانات اللاتي اجدن في تجسيد دور الحماة خاصة في الاعمال السينمائية التي اشتركت فيها لاسيما فيلم "حماتي ملاك" و"حماتي قنبلة ذرية" و"الحموات الفاتنات" كما تألقت في العديد من الشخصيات الا انها كثيرا ما يغلب عليها الطابع الكوميدي الممزوج بخفة الظل.

ومع ذكري رحيل اشهر كوميديانات الزمن الجميل الفنانة الراحلة ماري حبيب سليم الشهيرة بماري منيب، نرصد جانبا من حياتها الشخصية والمعاناة والصدمات التي عانت منها الفنانة الراحلة والتي كانت سببا قويا في دخولها عالم الفن بل وتربعها على عرش الكوميديا لما يقرب من نصف قرن.

وكان عمل والدها شاقا يتطلب منه كثرة التردد علي الاسكندرية وقطع رحلة طويلة من بلاد الشام وفي احد الايام انقطعت الاخبار عنه تماما مما جعل زوجته تشد الرحال هي وابنتاها ماري واليس من بيروت حيث محل ولادتهما الي مصر لتتلمس خطي والدهم المفقود.

وبعد وصولهم الي الاسكندرية عثروا عليه مريضا بعد ان خسر امواله خلال المضاربة في البورصة حتي رحل بعد ايام قليلة، فقررت والدة ماري البقاء في القاهرة واستئجار شقة متواضعة بحي الفجالة مقابل 70 قرشا شهريا ثم ساعدتهم الكنيسة علي المعيشة فكانت تصرف لهم 6 جنيهات شهريا مقابل مبلغ كان والدهم قد اودعه فيها قبل رحيله.

وعملت الفنانة ماري منيب في بداية حياتها كراقصة في ملاهي روض الفرج قبل ان تنتقل الي الفرق المسرحية حيث اشتهرت برقصة (القلل) التي كانت ترقص ومجموعة من (القلل) فوق رأسها ثم توجهت للسينما بمساعدة الفنان الكبير بشارة واكيم الذي رشحها لاول بطولة سينمائية فقد احبها كثيرا ورفضت الزواج منه.

احد الاصدقاء اراد ان يساعد تلك الاسرة وينقذها من كبواتها المتكررة فعرض علي والدة ماري ان تلحق الابنتين بفرقة نجيب الريحاني المسرحية الا ان الريحاني رفضهما لصغر سنهما فالتحقا بالفرقة المنافسة له وهي فرقة علي الكسار وقدما من خلالها عروضا قليلة لاقت نجاحا معقولا حيث استمرا في العمل بها لمدة 6 اشهر.

وتعرفت ماري ميب علي الفنانة دولت ابيض واصبحتا صديقتين واقترحت عليها ابيض العمل في فرقة امين عطا الله مقابل 20 جنيها لها ولاختها حيث التقت هناك ماري بزوجها الاول المونولوجيست فوزي منيب التي احبته وتزوجته وحملت اسمه بعد ذلك لتصبح ماري منيب حيث بدأت مسيرة نجمة الكوميديا الاولي في الفن المصري فقد تنقلت في العديد من الفرق الي ان استقرت مع نجيب الريحاني حيث فن الكوميديا التي كانت تفضله.

ولم يكتف الزمن بصدمة منيب في وفاة والدها وهي في الثانية عشر من عمرها بل تلقت صدمة اخري عندما تركها زوجها وتزوج احدي زميلاتها بالفرقة وتدعي (نرجس شوقي) حيث تم الانفصال منه تاركا لها ألما وجرحا ظل معها لفترة طويلة ومع كل هذه الآلام الرحلة الطويلة المليئة بالمعاناة واقتربت ماري منيب مرة اخري من المحامي فهمي عبد السلام زوج شقيقتها التي توفيت واخذت تربي اولادها كما اشهرت اسلامها واصبحت امينة عبد السلام.

وفي اثناء تجسيد دورها في مسرحية ( ابليس ) اصيبت بآلام حادة وتحاملت علي نفسها حتي شعرت بالإغماء وتم نقلها الي المستشفي التي استمرت فيه 4 اشهر حتي تدهورت حالتها لترحل ايقونة الضحك حماة السينما المصرية في 21 من شهر يناير من عام 1969 تاركة وراءها ارثا ثريا من اهم كلاسيكيات الفن المصري والعربي.